قالت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، إن المواقف الصادرة عن المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، والتي أكّد فيها أنّ «إسرائيل» ارتكبت جرائم حرب في غزة، تُعد اعترافًا مهمّاً يدين الاحتلال ويؤكّد جرائمه، ويكشف محاولات الإدارات الأمريكية التعمية عن حقيقة هذه الحرب الوحشية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
وأضافت في بيان عبر قناتها الرسمية بتطبيق «تلجرام»، اليوم الثلاثاء، أن «ميلر كشف بوضوح أنّه لم يكن مسموحًا له قول الحقيقة وهو في منصبه، وأنه كان مضطرًا للالتزام بالرواية الرسمية للحكومة الأمريكية حول ممارسات الاحتلال، وهو ما يفضح التواطؤ السياسي العميق للإدارات الأمريكية مع الاحتلال وتستّرها الإجرامي على انتهاكاته الوحشية».
وشددت على أن «هذا الاعتراف لا يُدين الاحتلال وحده، بل يضع واشنطن أمام مسئوليتها المباشرة كشريكٍ فعلي في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر التمويل والتسليح وتوفير الحماية السياسية والدبلوماسية، والتغطية الإعلامية المضلّلة».
وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات القضائية الدولية بترجمة هذه الاعترافات الخطيرة إلى تحقيقات وإجراءات قانونية عاجلة، ومحاسبة كل من تورّط أو تواطأ في هذه الجرائم، سواء من مجرمي الحرب الصهاينة، أو من وفّر لهم الدعم والغطاء.
وأقر مسئول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الاثنين، بأن إسرائيل «بلا شك» ارتكبت «جرائم حرب» في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات غير مسبوقة أدلى بها ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في عهد إدارة بايدن، في مقابلة مع بودكاست «سكاي نيوز»، نقلتها وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة «يسرائيل هيوم» و«تايمز أوف إسرائيل».
وقال ميلر: «لا شك أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة»، منوهًا أن «جنودا إسرائيليين ارتكبوا في القطاع أفعالا لا تتماشى مع القانون الدولي، لكنهم لم يُقدَّموا للمحاكمة».
وعندما سُئل عمّا إذا كانت هناك إبادة جماعية في غزة، حيث قتلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023 وتسببت في خطر المجاعة، قال ميلر إنه «لا يعتقد أنها تُشكل إبادة جماعية، لكنه أعرب عن يقينه بشأن ارتكاب جرائم حرب».
إلا أن ميلر ميّز بين سياسات الدولة المنهجية والأعمال العسكرية الفردية، مُشيرًا إلى أن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب في حوادث مُحددة، وليس كجزء من سياسة حكومية مُتعمدة.
وأقرّ المتحدث السابق بقيود منصبه السابق، موضحًا أنه لا يستطيع التعبير عن آرائه الشخصية من على المنصة. وأضاف: «عندما تكون على المنصة، فأنت لا تُعبّر عن رأيك الشخصي. أنت تُعبّر عن استنتاجات حكومة الولايات المتحدة».
وذكر أن حكومة الولايات المتحدة لم تخلص رسميًا إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.
وانتقد إجراءات المساءلة الإسرائيلية، قائلاً: «لم نرَهم يُحاسبون عددًا كافيًا من العسكريين».
واختتم حديثه بالقول إن «السؤال المطروح، هو ما إذا كانوا (حكومة إسرائيل) سيفعلون ذلك يومًا ما».