في ذكرى مولده.. كيف عصم الله النبي محمد من وساوس الشيطان؟ - بوابة الشروق
الجمعة 5 سبتمبر 2025 2:27 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

في ذكرى مولده.. كيف عصم الله النبي محمد من وساوس الشيطان؟

سوزان سعيد
نشر في: الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 2:49 م | آخر تحديث: الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 2:51 م

مع اقتراب المولد النبوي الشريف، والذي تفصلنا عنه ساعات قليلة، إذ يحل يوم الخميس 4 سبتمبر 2025 والموافق 12 ربيع الأول 1447 هـ، تبرز أهمية استحضار السيرة النبوية والتي نعرف من خلالها لمحات من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف هيأه الله عز وجل لحمل رسالته، بأن لم يجعل للشيطان عليه سبيلًا، فطهر قلبه من المعاصي والذنوب، فلا يستجيب لملذات الدنيا كسائر البشر، بل يمضي في طريق الحق بثبات وعزيمة، فكيف عصم الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم من وساوس الشيطان؟. يجيب التقرير التالي على هذا السؤال، وفقًا لكتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للكاتب محمد رضا.

-كيف عصم الله النبي من وساوس الشيطان؟

تعرف الوسوسة بأنها ما يلقي الشيطان في القلب من تزيين الباطل والحض عليه، وهو ما ورد في سورة الناس " الذي يوسوس في صدور الناس"، ولكي يتغلب الشخص على هذه الوساوس يجب أن يحصن نفسه بالذكر والقرآن والدعاء، ولأن الله يعلم أن مهمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثقيلة تفوق احتمال أي بشر، فهو مرسل من الله سبحانه وتعالى لتوصيل رسالة التوحيد إلى العالمين، فقد سخر له الملائكة لتطهر قلبه من وساوس الشيطان، وكان ذلك بشق صدره صلى الله عليه وسلم، والذي حدث للنبي مرتين، الأولى قبل بعثته، والثانية بعدها.

-حادثة شق الصدر الأولى

حدثت للنبي عليه الصلاة والسلام أثناء إقامته مع مرضعته حليمة السعدية وأسرتها في بادية بني سعد، في عمر 3 أو 4 سنوات، بينما كان يلعب مع أقرانه، جاءه ملكان يرتديان ثيابًا بيضاء ومعهما طست ذهبي مملوءة بالثلج، فأخذاه من بين الأطفال، وشقا بطنه واستخرجا قلبه، وفتحاه واستخرجا منه علقة سوداء، طرحاها بعيدًا، ثم غسلا قلبه وبطنه بالثلج حتى أصبح نقيًا، ثم أعادا قلبه إلى مكانه في جسد النبي صلى الله عليه وسلم، وقاما بتخييط بطنه، ثم ضماه إلى صدرهما وقبلاه في جبينه، وطمأناه بأن ما فعلاه يحمل خيرًا كبيرًا له لكي يذهب عنه الخوف، وكان عمر النبي آنذاك 3 أو 4 سنوات.

أثارت حادثة شق الصدر خوف عبدالله بن الحارث، ابن حليمة السعدية وأخو النبي من الرضاعة، وانطلق مسرعًا ليخبر والديه، أن أخوه القرشي محمد قد قتل، وهرعت حليمة السعدية وزوجها نحو النبي صلى الله عليه وسلم لتجد على وجهه علامات الهلع، وعندما سألته عن ما حدث، قال "جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني، فالتمسا فيه شيئًا لا أدري ما هو؟".

-حليمة تعيد النبي إلى أمه

أشار زوج حليمة السعدية عليها بضرورة إعادة محمد، إلى والدته وجده، خوفًا من ظهور إصابة عليه بعد هذه الحادثة و مساءلة أهل الصبي لهما، وبالفعل أعادا الرسول عليه الصلاة والسلام للسيدة آمنة والتي استنكرت ذلك وسألت حليمة عن سبب إعادتها للطفل بالرغم من تمسكها بوجوده معها في البداية، فحكت لها مرضعة الرسول عن ما حدث.

-السيدة آمنة تطمئن حليمة السعدية

لما رأت والدة الرسول صلى الله عليه وسلم الخوف الذي اعترى حليمة السعدية على النبي بعد حادثة شق الصدر سألتها إن كانت تخوفت عليه من الشيطان، فأجابتها حليمة: نعم، فقالت لها: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لابني لشأنًا"، ثم أخبرتها عن الرؤية التي رأتها أثناء حملها به عليه الصلاة والسلام، إذ شاهدت نورًا يخرج منها يضي قصور بلدة "بصرى" في الشام، كما حكت لها عن سهولة حملها به وأنها لم تحس بأعراض التعب التي تشعر بها معظم النساء اللاتي يحملن، بالإضافة إلى أن ولادته اختلفت عن سائر المواليد، فقد ولد واضعًا يديه على الأرض ورافعًا رأسه إلى السماء، وطمأنتها بأن ما حدث للنبي من شق للصدر هو واحد من أحداث عديدة تشير إلى أن الله يعد هذا الصبي لأمر عظيم، فلا داعي للقلق، فأخذت حليمة النبي صلى الله عليه وسلم وعادت به إلى بلدتها.

-حادثة شق الصدر الثانية

وردت في صحيح البخاري أن جبريل عليه السلام شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم للمرة الثانية في مكة ليلة الإسراء، بين السنة 11، 12 من البعثة النبوية، سنة 621 م، وقبل الهجرة بحوالي 3 سنوات، حيث فتح صدره ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست ذهبي ممتلئ حكمة وإيمانًا ووضعها في صدر النبي عليه الصلاة والسلام، وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم وقتها 51 عامًا.

-لماذا شق الله صدر النبي صلى الله عليه وسلم؟

كان الهدف من شق الله لصدر النبي هو تطهير قلبه من المعاصي والذنوب، بالإضافة إلى عصمته من وسوسة الشيطان، وهو بمثابة إعداد من الله عز وجل لرسوله الكريم لحمل رسالته، وإبلاغها للناس كافة، فهي مهمة تتطلب قلبًا محبًا يحمل الخير لكل الناس، ويصبر على إيذائهم في سبيل نشر كلمة التوحيد، وما أكثر ما حفلت به كتب السيرة النبوية من مواقف إنسانية تدلل على عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم ورحمته حتى مع من تعمدوا إيذاؤه من قومه عندما صدع بالبعثة، فقد كان يكتفي بالدعاء لهم "اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون"، ومع ما تحمله النبي من صعاب وابتلاءات منذ بعثته وحتى مماته لم يشعر بالحزن أو تفترعزيمته يومًا بل كان وسيظل قدوة لأصحابه ولسائر المسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك