ألغت إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، منحا بقيمة 6ر7 مليار دولار لدعم مئات المشروعات للطاقة النظيفة في 16 ولاية أمريكية، وهي الولايات التي صوتت لصالح منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي.
جاء هذا القرار في ظل تهديد الرئيس ترامب بخفض كبير في الإنفاق، وذلك في إطار خلافه مع أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونجرس حول أزمة إغلاق الحكومة.
وأوضحت وزارة الطاقة في بيان لها أمس الخميس أنه تم إنهاء 223 مشروعا بعد دراسة تقييمية خلصت إلى أنها لا تساهم بشكل كافٍ في تلبية احتياجات البلاد من الطاقة أو أنها غير مجدية اقتصادياً.
ولم يكشف المسؤولون عن تفاصيل المشاريع التي تم إنهاؤها، لكنهم ذكروا أن التمويل كان من مكاتب مختلفة في الوزارة، منها مكتب مشاريع الطاقة النظيفة، ومكتب كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وغيرها.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الخصومات على مشاريع مصانع البطاريات، وتقنيات إنتاج الهيدروجين، وتحديث شبكات الكهرباء، ومشاريع احتجاز الكربون، وغيرها الكثير، وفقًا لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وهو منظمة بيئية غير ربحية.
كان راسل فوجت، مدير مكتب الميزانية بالبيت الأبيض، قد أشار إلى هذه الإجراءات في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء الماضي عندما قال إن تمويل "برامج مكافحة تغير المناخ التي تتبناها الأطراف اليسارية" قد تم إلغاؤها.
وأضاف أن المشاريع المعنية تقع في ولايات كاليفورنيا، وكولورادو، وكونيكتيكت، وديلاوير، وهاواي، وإلينوي، ومبريلاند، وماساتشوستس، ومينيسوتا، ونيو هامبشاير، ونيو جيرسي، ونيو مكسيكو، ونيويورك، وأوريجون، وفيرمونت وواشنطن.
ولم يوضح فوجت ووزارة الطاقة آلية اختيار هذه الولايات، مع العلم أن العديد من الولايات الأخرى لديها مشاريع طاقة نظيفة. إلا أن جميع هذه الولايات الستة عشر دعمت المرشحة هاريس، كما صوت ممثلا كل ولاية من هذه الولايات في مجلس الشيوخ ضد مشروع قانون التمويل قصير الأجل الذي قدمه الجمهوريون لمواصلة تمويل أنشطة الحكومة، مما أدى إلى الإغلاق الحكومي منذ يوم الأربعاء الماضي.
تشمل هذه التخفيضات ميزانية تصل إلى 2ر1 مليار دولار لمشروع مركز الهيدروجين في كاليفورنيا، الذي يهدف إلى تعزيز تقنية إنتاج الهيدروجين، بالإضافة إلى ميزانية تصل إلى مليار دولار لمشروع آخر في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ.
وأشار مؤيدو الطاقة المتجددة، الذين حصلوا على قائمة مشاريع وزارة الطاقة، إلى أن مشروعي إنتاج الهيدروجين في تكساس وفي ولايات ويست فرجينيا وأوهايو و بنسلفانيا لم تتأثر بهذه التخفيضات.
وقال ترامب في مقابلة مسجلة مع قناة "وان أمريكا نيوز" الإخبارية المحافظة، تم بثها يوم الأربعاء، إن إدارته قد تقوم بتخفيض تمويل المشاريع التي يرغب بها الديمقراطيون، قائلاً: "سنقوم بإلغاء هذه المشاريع نهائياً".
وأضاف: "لدي الحق في إلغاء تمويل مشاريع لم يكن ينبغي الموافقة عليها أصلا، وربما سأفعل ذلك". وقد تم بث مقطع من المقابلة قبل بثها كاملة مساء الخميس.
من ناحيتها قالت السيناتور باتي موري، الديمقراطية عن ولاية واشنطن: "إن تصريحات ترامب تُظهر أنه وفوجت يعاملان الأسر الأمريكية وسبل عيشها ككبش فداء في لعبة سياسية مخزية". وأضافت في بيان لها: "كانت هذه الإدارة تخطط منذ أشهر لإلغاء مشاريع الطاقة الحيوية، والآن تتخذ إجراءات غير قانونية لتقليص فرص العمل ورفع أسعار الطاقة، وهذا محاولة سافرة لترسيخ سياسة الانتقام السياسي".
من جانبه، قال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم إن القطاع الخاص قد تعهد باستثمار 10 مليارات دولار في مشروع إنتاج الهيدروجين في الولاية، المعروف باسم "تحالف أنظمة الطاقة النظيفة والمتجددة باستخدام الهيدروجين" مضيفاً أن هذا القرار يُهدد أكثر من 200 ألف وظيفة.
ووصف السيناتور الديمقراطي عن كاليفورنيا، أليكس باديا، قرار إلغاء المشروع بأنه "قرار انتقامي قصير النظر، ويثبت أن هذه الإدارة لا تولي اهتماما حقيقيا بسيادة الولايات المتحدة في مجال الطاقة".