- الآلية الرباعية بانتظار رد طرفي الصراع على مقترحها.. ولا تقدم ملموس حتى الآن
- مصادر سودانية: مصر تسعى لعقد ملتقى سياسي كبير الشهر الجاري لمناقشة آليات عقد حوار "سوداني - سوداني"
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى لـ "الشروق" عن تحركات مكثفة بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية في السودان، ويأتي ذلك في وقت أعربت فيه العديد من الدول والمنظمات الدولية عن القلق البالغ ونددت بالانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع خلال هجومها على مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
وأوضحت المصادر أن الآلية الرباعية التي تضم مصر والولايات المتحدة والسعودية والإمارات قدمت خلال اجتماعها بالعاصمة الأمريكية واشنطن في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، مقترح هدنة إنسانية ولازال طرفي الصراع (الجيش السوداني و"الدعم السريع") يدرسان المقترح للرد عليه في إطار الآلية الرباعية. 
وأوضحت المصادر أنه لم يكن هناك تقدماً ملموساً حتى يوم أمس الأحد.
وكانت الآلية الرباعية قد طرحت خارطة طريق لإنهاء الأزمة في السودان، تشمل هدنة إنسانية لثلاثة أشهر يليها وقف إطلاق نار طويل الأمد وعملية سياسية تمتد لتسعة أشهر تفضي إلى حكم مدني، كما دعت إلى رفض التدخلات الإقليمية التي تؤجج الصراع الداخلي.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر سياسية سودانية أن القاهرة تسعى لعقد ملتقى سياسي كبير خلال الشهر الجاري لمناقشة آليات عقد حوار "سوداني - سوداني" تمهيداً لعملية سياسية شاملة في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأكدت المصادر السودانية لـ "الشروق" أنه من المقرر أن يضم الملتقى كل من "الكتلة الديمقراطية، صمود، الحراك الوطني" وعدد من التنظيمات والكيانات السياسية الآخرى ما عدا تحالف "تأسيس" الظهير السياسي للدعم السريع. 
كما أشارت المصادر أن الاجتماع الذي عقد بين ممثلي القوى السياسية والمدنية السودانية في إطار عملية نيون غير الرسمية خلال الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر الماضي، كان بمثابة المدخل الرئيس للتفاهم والتشاور بين مختلف القوى السياسية التي شاركت تمهيداً لما سيتم مناقشته رسمياً في القاهرة قريباً.
وأوضحت المصادر السودانية أنه في حال التوافق على القضايا الرئيسة مثل "وقف إطلاق النار - بناء العملية السياسية وتهيئة المناخ للحوار السوداني وبناء الثقة" سيتم التوقيع على وثيقة سياسية تؤسس وتمهد لعملية سياسية في السودان.
وأشارت المصادر إلى أن الحوار السوداني سيكون له مسارين، هم "مسار سياسي يشارك فيه المدنيين ويُعنى بالتحول الديمقراطي وبناء المؤسسات، ومسار أمني انساني يختص بوقف العدائيات ووقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية النهائية".
وأوضحت أنه سيتم تشكيل لجنة تحضيرية للحوار السوداني تكون ممثلة عن الكتل السياسية السودانية، تتضمن "شخصيات قومية مستقلة، ممثلون عن النساء والشباب والإدارات الأهلية والطرق الصوفية والمجتمع المدني، وممثلون عن القوى الموقعة على اتفاق جوبا للسلام" 
وتابعت المصادر أن المهمة الأساسية للجنة ستتمثل في وضع الأسس والجدول الزمني للحوار الوطني، إعداد جدول موضوعات الحوار والأطراف والسكرتارية والطريقة الفنية لإدارة الحوار وتصميم الحوار والجدول الزمني، وضمان مشاركة عادلة ومتوازنة لكل المكونات الوطنية" على أن تعمل اللجنة تحت مظلة وطنية خالصة، مع مساندة فنية من الفاعلين الدوليين كميسّرين فقط دون وصاية.