شهدت باريس، في سيناريو أقرب إلى أفلام الإثارة، عملية تحرير جريئة نفذتها الشرطة الفرنسية لتحرير والد أحد أثرياء العملات الرقمية، بعدما اختطفته عصابة مقابل فدية، في قضية تسلط الضوء مجددًا على المخاطر المتزايدة التي تلاحق عائلات أثرياء العملات الرقمية.
وكشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن الإفراج عن والد أحد أثرياء العملات الرقمية بعد عملية مداهمة نفذتها الشرطة مساء السبت، وذلك عقب يومين فقط من اختطافه في وضح النهار بالعاصمة الفرنسية.
واختُطف الرجل، على يد 4 ملثمين في الدائرة الرابعة عشرة من باريس صباح الخميس، في عملية رُصدت من قبل شهود عيان، حيث اقتيد إلى شاحنة نقل بضائع.
ووفقًا لما أعلنه الادعاء العام في باريس، فإن "الرجل هو والد شخص جمع ثروة طائلة من العملات المشفرة، وكان اختطافه مصحوبًا بطلب فدية"، دون أن يتم الكشف عن المبلغ المطلوب.
وذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، أن المختطِفين طالبوا بمبلغ يتراوح بين 5 و7 ملايين يورو يتم تحويلها عبر التحويلات الرقمية.
وأكد مصدر مطلع، أن الفدية "المرتفعة جدًا" ولم تُدفع في نهاية المطاف.
وتمكنت السلطات من تحرير الرجل مساء السبت قرابة الساعة التاسعة، بعد "تحقيقات مكثفة" أدت إلى تحديد مكان احتجازه في منزل ببلدة في إقليم إيسون.
وكان الرجل مصابًا بجروح تلقى على إثرها الإسعافات، من بينها إصابة مروعة تمثلت في بتر أحد أصابعه، بحسب مصدر مقرب من التحقيق.
وجرت عملية الإنقاذ على يد فرقة البحث والتدخل الخاصة (BRI)، في مداهمة وصفت بـ"الاستثنائية" و"الأسطورية"، على حد تعبير المصدر ذاته، والذي أشار إلى أن الضحية كان مهدد بالتعرض لمزيد من التعذيب لولا التدخل الفوري للشرطة.
وبدوره، أشاد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) بالعملية، وكتب: "تحية كبيرة للمحققين الذين قاموا بعمل استثنائي لتحرير هذا الرجل واعتقال مختطفيه"، مثمنًا "الدور الحاسم" الذي لعبه مفوض الشرطة في باريس، لوران نونيز، وفريقه.
وكشفت زوجة الضحية، التي تم الاستماع لأقوالها من قبل المحققين، أن زوجها وابنه، اللذَين يمتلكان شركة تسويق مختصة بالعملات المشفرة ومقرها في مالطا، سبق أن تلقيا تهديدات في فترات سابقة.
وفتح تحقيق رسمي بتهم الاعتقال والاختطاف والاحتجاز القسري من أجل ابتزاز مالي، والابتزاز تحت تهديد السلاح ضمن جماعة منظمة، بالإضافة إلى المشاركة في تشكيل عصابة إجرامية.
وتشرف على التحقيقات كل من فرقة مكافحة العصابات الإجرامية والشرطة القضائية، مع مساهمة فرقة مكافحة الجرائم الإلكترونية وفرقة التدخل الخاصة BRI.
• سلسلة من الاختطافات المشابهة
اللافت أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها حوادث أخرى طالت أفرادًا مرتبطين بعالم العملات الرقمية.
ففي 21 يناير الماضي، تم اختطاف دافيد بالاند الشريك المؤسس لشركة ليدجر المتخصصة في الأصول المشفرة، مع زوجته من منزلهما في منطقة شير.
وأطلق الإنذار شريكه إيريك لارشفك، بعد تلقيه فيديو يُظهر إصبعًا مبتورًا لبالاند مرفقًا بطلب فدية كبيرة بالعملات الرقمية.
وجرى تحرير دافيد بالاند بعد يوم واحد في مدينة شاتورو، فيما عُثر على زوجته مقيدة داخل صندوق سيارة في إقليم إيسون في اليوم التالي.
وحتى الآن، وُجهت التهم إلى 9 أشخاص على الأقل في هذه القضية، بينهم المشتبه به الرئيسي في تنظيم الاختطاف.
وفي حادثة أخرى أوائل يناير، عثر على رجل يبلغ من العمر 56 عامًا داخل صندوق سيارة بالقرب من مدينة لو مان، بعيدًا عن مكان إقامته في إقليم أين.
وتشير عدة تقارير إعلامية، إلى أن الضحية هو والد مؤثر رقمي يعمل في مجال العملات المشفرة، حيث يُعرف بفيديوهاته التي يستعرض فيها أرباحه، وقد طُلبت فدية للإفراج عنه أيضًا.