قال وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز، الأحد، إن حكومة حزب العمال، ستعطي الأولوية للتعامل مع "الظلال القاتمة" للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم، الولايات المتحدة والصين، وذلك بعد إعادة انتخابها في فوز ساحق عقب حملة ركزت على المخاوف بشأن سياسة التجارة الأمريكية والاقتصاد العالمي.
وأضاف تشالمرز في تصريحات لـ"هيئة الإذاعة الأسترالية" بعد يوم من الانتخابات:" التركيز الآن ينصب على حالة الضبابية الاقتصادية العالمية، والولايات المتحدة والصين، وما يعنيه ذلك بالنسبة لنا".
وتابع: "ما يحدث، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، يلقي بظلال قاتمة على الاقتصاد العالمي.. نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا القدرة، وسيكون لدينا القدرة، على إدارة تلك الضبابية"، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
بدوره، وعد رئيس حزب العمال، أنتوني ألبانيز، الذي أصبح أول رئيس وزراء أسترالي يفوز بثاني ولاية على التوالي خلال عقدين، في تصريحات بأنه "سيدير حكومة منضبطة ومنظمة"، مشدداً على أن الأستراليين "صوتوا لصالح الوحدة".
فاز رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بولاية ثانية، في مواجهة المحافظين الذين شهدوا صعوداً، بدعم من مخاوف الناخبين حيال تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال ألبانيز، أثناء زيارته لمقهى في دائرته الانتخابية في سيدني: "سنكون حكومة منضبطة ومنظمة في ولايتنا الثانية، تماماً كما كنا في ولايتنا الأولى"، مضيفاً في تصريحات عامة موجزة: "صوت الشعب الأسترالي لصالح الوحدة بدلاً من الانقسام".
وانضم ممثلون عن الولايات المتحدة والصين إلى زعماء من مختلف أنحاء العالم في تهنئة ألبانيز وحزبه على الفوز، إذ قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان: "تتطلع الولايات المتحدة إلى توثيق علاقتها مع أستراليا لتعزيز مصالحنا المشتركة والحرية والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي وعلى مستوى العالم".
بدوره، قال ناطق باسم الخارجية الصينية، إن بلاده "مستعدة للعمل مع الحكومة الأسترالية الجديدة لمواصلة تعزيز شراكة استراتيجية شاملة أكثر تطوراً واستقراراً وإنتاجية".
توقعات بتقدم "العمال"
وتوقعت "هيئة الإذاعة الأسترالية" أن يزيد حزب العمال المنتمي ليسار الوسط، أغلبيته في البرلمان إلى 85 مقعداً على الأقل من 77 مقعداً، بعد أن أشارت معظم استطلاعات الرأي إلى أنه سيواجه صعوبة في الحفاظ على أغلبيته الضئيلة في مجلس النواب المؤلف من 150 مقعداً.
وتم فرز ثلاثة أرباع الأصوات تقريباً، ومن المقرر استئناف الفرز الاثنين، وعلى غرار الانتخابات التي جرت في كندا قبل أقل من أسبوع، خسر زعيم المعارضة المحافظ في أستراليا، بيتر داتون، مقعده مع تزايد قلق الناخبين إزاء الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وسياساته الأخرى، بعد أن كانوا يركزون في البداية على ضغوط تكاليف المعيشة.
وأظهرت استطلاعات الرأي على مدى 9 أشهر حتى مارس الماضي، تقدم ائتلاف المعارضة المحافظ على "حزب العمال" الحاكم في ظل استياء واسع النطاق، إزاء طريقة تعامل الحكومة مع التضخم.
أدلى الناخبون الأستراليون بأصواتهم في انتخابات عامة يُخيّم عليها ارتفاع الأسعار وأزمة السكن، وسط توقعات بفوز رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بفترة ولاية ثانية.
لكن الأوضاع تحولت، عندما كشف المحافظون عن مقترح لتقليص حجم القوى العاملة بالحكومة الاتحادية، وهو ما قورن بتحركات إدارة ترمب لتقليص الوكالات الحكومية، كما تم انتقاد مقترح إجبار الموظفين على العودة إلى مكاتبهم خمسة أيام في الأسبوع باعتباره "مجحفاً بحق النساء".
وأدى إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل الماضي إلى زيادة قلق الناخبين، إذ أحدث صدمة في الأسواق العالمية وأثار مخاوف بشأن تأثيره على صناديق التقاعد.