توثيق أم تشويش؟ عدسات الهواتف تهدد صفاء رحلة الحج - بوابة الشروق
الجمعة 6 يونيو 2025 6:34 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

توثيق أم تشويش؟ عدسات الهواتف تهدد صفاء رحلة الحج

مكة المكرمة - آية عامر
نشر في: الأربعاء 4 يونيو 2025 - 11:52 ص | آخر تحديث: الأربعاء 4 يونيو 2025 - 7:01 م

في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية، لم تسلم حتى أكثر الرحلات قداسة وروحانية -رحلة الحج- من تأثيرها.

بات من المألوف أن يشارك الحجاج صورهم أمام الكعبة، مقاطع دعاء من جبل عرفات، أو فيديوهات للوجبات في الفنادق، وسط تفاعل كبير من المتابعين.

لكن هل يُعد هذا التوثيق وسيلة لنقل التجربة وبث البركة؟ أم أنه يهدد خصوصية اللحظة وقدسية المكان؟

 

من "لبيك اللهم لبيك" إلى "لايف من الكعبة"، ومع بداية مناسك الحج، تمتلئ منصات التواصل بصور وفيديوهات من قلب الحرم، منها ما يصور الطواف، ومنها ما يبث مشاهد مباشرة من عرفات أو مزدلفة.

تحدثت "الشروق" إلى عدد من الحجاج المصريين، الذين انقسمت آراؤهم تجاه هذا التوجه، فمنهم من اعتبر أن توثيق اللحظات يأتي من حبهم لمشاركة هذه التجربة النادرة مع أحبائهم، وطلبًا للدعاء، بينما فضّل آخرون الابتعاد عن الهواتف ومواقع التواصل خلال فترة الحج، معتبرين أن الصفاء الروحي يتطلب التركيز والخلوة مع الله.

وأكد فريق ثالث أنهم يرسلون صورًا محدودة لأبنائهم، لكن دون مشاركة عامة حفاظا على خصوصية الرحلة وقدسيتها.

في المقابل، أبدى بعض الحجاج انزعاجهم من استخدام الآخرين للهواتف في كل لحظة، بل وتصويرهم دون إذن داخل الحرم، مما يُعد انتهاكًا للخصوصية.

رأي الدين: الإخلاص أولا

 

وفي تعليقه على تلك الظاهرة، قال الشيخ رزق رجب عبدالموجود عبد الحافظ، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، وأحد وعاظ الوزارة المرافقين لبعثة حج الجمعيات، إن إخفاء العبادة هو أقرب للقبول عند الله.

وأوضح: "النبي ﷺ قال في الحديث الذي ذكر فيه السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ومن هنا، فالحاج ينبغي أن يستتر بعبادته، وألا يشغل نفسه بالتصوير أو التوثيق، بل يعيش اللحظة مع الله في هذا المقام الجليل".

وأضاف الشيخ رزق: "النية الخالصة هي أساس القبول، والله سبحانه وتعالى يقول فاعبد الله مخلصًا له الدين، فالتصوير ونشر التفاصيل على مواقع التواصل الاجتماعي قد يفتح باب الرياء، ويُفقد الرحلة معناها الحقيقي".

روحانية اللحظة: لا توثق

 

الحج رحلة العمر، لا تتكرر إلا قليلًا في حياة الإنسان.

وفي عالم مزدحم بالتفاعل والإشعارات، تبقى أقدس اللحظات هي تلك التي لم ترها عدسات الهواتف، بل شهدت عليها دموع الخشوع.

توثيق الرحلة قد يكون جميلًا، لكن عيشها بصدق وروحانية، أعمق وأبقى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك