أقر وزير الخارجية السويسري، إينياتسيو كاسيس، أن إسرائيل تُخفق في الوفاء بالتزاماتها من خلال عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وبحسب ما نشره موقع «سويس إنفو»، اليوم الأربعاء، رفض كاسيس، تبنّي الانتقادات الدولية الموجّهة للحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن حركة «حماس» الفلسطينية تتحمّل هي الأخرى مسئولية الوضع الراهن.
وقال كاسيس في حديثه لقناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) أمس الثلاثاء: «يجب إدانة جميع الانتهاكات، وهناك انتهاكات من الجانبين».
وأعرب عن إدانته لأي خرق للقانون الدولي، سواء صدر عن حماس أو عن إسرائيل.
وتواجه وزارة الخارجية السويسرية انتقادات حادة؛ بسبب موقفها من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وفيما يتعلق بحوادث إطلاق النار على فلسطينيين خلال عمليات توزيع المساعدات في الأيام الأخيرة في غزة، أشار كاسيس، إلى ما وصفه بـ«حرب معلومات».
وأضاف: «لقد وقعت عمليات إطلاق نار، لكن من أطلق النار وأين، لن نعرف أبدًا. لا يمكننا تصديق أيٍّ من الطرفين.. لكن علينا أن نُدين حقيقة أن لا أحد من الطرفين يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتوزيعها بشكل مناسب».
وأشار إلى «إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ وقت طويل، لو أن حماس أعادت الرهائن إلى إسرائيل»، بحسب تعبيره.
وعند سؤاله عن قرار سويسرا بعدم التوقيع على الرسالة التي وجّهتها 22 دولة أوروبية، ودعت فيها إلى إسناد إدارة المساعدات الإنسانية إلى الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بدلًا من إسرائيل، أوضح كاسيس أن الرسالة كانت بمثابة «افتراض سوء نية تجاه مؤسسة لا نعرف عنها شيئًا»، في إشارة إلى مؤسسة غزة الإنسانية GHF، التي تُشرف على عمليات توزيع المساعدات.
يُذكر أن «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي الجهة التي يُثار الجدل حول مصادر تمويلها والتي تقف خلف الأحداث الدامية الأخيرة أثناء توزيع المساعدات، تحظى بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويواجه الوزير الفدرالي انتقادات متزايدة على خلفية موقفه من الوضع في غزة والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني بوجه عام.
ففي رسالة مفتوحة وجّهها 56 دبلوماسية ودبلوماسيًا سويسريًا سابقًا إلى وزير الخارجية يوم الأحد، عبّروا عن «صدمتهم» إزاء ما وصفوه بـ«صمت وسلبية» سويسرا تجاه «جرائم الحرب» التي تُرتكب في قطاع غزة، وطالبوا باتخاذ إجراءات فورية ضد إسرائيل.
ووفقًا لما نقلته صحيفة «زونتاغس بليك»، تلقى كاسيس، أيضًا رسالة من موظفين وموظفات في وزارة الخارجية السويسرية دعوه فيها إلى «إدانة العمليات العشوائية التي يشنّها الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية بشدّة».
كما وجّه أكثر من 80 كيانًا وشخصية، من بينهم وزيرتا الخارجية السابقتان ميشلين كالمي-راي وروت درايفوس، رسالة مفتوحة إلى الحكومة الفدرالية تدعوها إلى التحرك.
أما الحزب الاشتراكي، فقاد حملة لإدانة ما وصفه بـ«الصمت غير المقبول من قبل الجهات الرسمية السويسرية»، وجمع 130 ألف توقيع سُلّمت إلى المستشارية الفدرالية يوم الاثنين.
من جانبها، تبنّت برلمانات كانتونات فو، وفريبورغ، وجورا، بالإضافة إلى مدينتي لوزان وجنيف، قرارات تطالب الحكومة الفدرالية باتخاذ موقف أكثر حزمًا حيال ما يحدث في الأراضي الفلسطينية.