في سنة ممطرة.. التونسيون يواجهون غلاء الأضاحي - بوابة الشروق
الجمعة 6 يونيو 2025 6:37 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

في سنة ممطرة.. التونسيون يواجهون غلاء الأضاحي

تونس - الأناضول
نشر في: الأربعاء 4 يونيو 2025 - 12:01 م | آخر تحديث: الأربعاء 4 يونيو 2025 - 12:01 م

ـ محمد رجايبية عضو نقابة المزارعين: لدينا ما يكفينا من الأضاحي، هذا موسم استثنائي فالغطاء النباتي جيد وأسعار الأعلاف انخفضت ولكن كلفة الإنتاج تؤخذ بالحسبان في الأسعار
ـ لطفي الرياحي رئيس منظمة إرشاد المستهلك: سعر الأضاحي المحدد من الدولة غير ملزم ولذلك لم يُحترم، ثمن الخرفان بين 233 و730 دولارا، والحد الأدنى للأجور 150 دولارا
ـ فتحي الرياحي مربي ماشية: أسعارنا في متناول المستهلك العادي ولم ترتفع عن العام الماضي، الفلاح لم يعد يبحث عن الربح بل عن تغطية تكاليف الإنتاج فقط

رغم الأمطار التي شهدتها تونس خلال الأشهر الماضية والتي بدورها قللت اعتماد مربي المواشي على شراء الأعلاف، ودفعت بهم للجوء إلى المراعي الطبيعية، لا تزال أسعار الأضاحي مرتفعة في البلاد.

ورصدت الأناضول تراوح أسعار الأضاحي بين 700 و2000 دينار تونسي (233 ـ 667 دولارا)، كما حددت الدولة سعر الكيلوغرام الواحد للخروف الحي بـ 21.9 دينارا (7.3 دولارات).

وفي 20 مايو الماضي، أعلن المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان (حكومي)، اعتماد سعر مرجعي لأضاحي العيد بنقاط البيع المنظمة في حدود 21.9 دينارا للكيلوغرام، لتنطلق عمليات البيع بهذا السعر ابتداء من 29 من الشهر ذاته.

ويتعلق هذا السعر بنقاط البيع المنظمة التي يشرف عليها المجمع، بالتنسيق مع مختلف المصالح التابعة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.

ودعا المجمع كل مربي الماشية إلى المشاركة بكثافة في نقاط البيع المنظمة، ودعا المواطنين إلى التوجه لاقتناء الأضاحي من تلك النقاط الخاضعة للمراقبة.

والسعر المعلن لهذا العام هو نفسه الذي حدده المجمع للعام الماضي، إلا أن الأسعار في معظم الأسواق فاقت ذلك بكثير.

** موسم استثنائي

وفي مقابلة مع الأناضول، قال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (نقابة المزارعين) محمد رجايبية: "لدينا ما يكفينا من الأضاحي بعدد 1.2 مليون رأس خروف، وحاجتنا في حدود 900 ألف أضحية".

وأضاف: "بعد سنوات جافة وشح مياه وعدم توفر غطاء نباتي كاف، تقلص عدد قطيع المواشي لدى الفلاحين".

واستدرك: "هذا موسم استثنائي، فالغطاء النباتي جيد وأسعار الأعلاف انخفضت، ولكن هناك كلفة الإنتاج وسنوات صعبة مر بها الفلاح، وهذا يؤخذ بالحسبان في الأسعار".

** أسعار ملتهبة

رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك (غير حكومية) لطفي الرياحي، قال إن السعر المرجعي لبيع الأضاحي الذي حددته الدولة بـ 21.9 دينارا غير ملزم، وبالتالي لم يُحترم".

وأضاف الرياحي للأناضول: "المرجع الوحيد لسعر الخروف الحي هو بيع اللحم بالتجزئة من قبل القصّابين".

وأوضح أن "القصابين يبيعون لحم الخروف حاليا بين 55 و60 دينارا (للكيلوغرام) فلماذا يبيع الفلاح بـ 21.9 دينارا؟".

ووفق المسؤول التونسي: "طالما لم تُسعِّر الدولة اللحوم الحمراء عند تجار التجزئة، فإن الأسعار ستبقى مرتفعة".

** تناقضات

واعتبر رئيس منظمة إرشاد المستهلك أن "زيادة أسعار اللحوم غير مفهومة، فشركة اللحوم (حكومية) تبيع الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف بـ43 دينارا، في حين يبيعه تاجر التجزئة بـ50 دينارا وأكثر، رغم أن الطرفين يشتريان من نفس مربي الماشية".

وأضاف الرياحي: "أسعار الخروف بين 700 و2000 دينار، في حين أن الحد الأدنى للأجور هو 450 دينارا (150 دولارا)".

وتابع: "غلاء أسعار الأضاحي غير مفهوم في سنة ممطرة، ومع تراجع ثمن الأعلاف".

وبيّن أن "سعر حزمة القرط (أعلاف جافة) نزلت من 18 دينارا في 2023 إلى 6 دنانير هذا العام، كما نزل سعر حزمة التبن من 10 دنانير في 2023 إلى دينارين هذا العام".

وتابع أن هذا الانخفاض في أسعار الأعلاف لم يقابله تراجع بثمن الأضاحي واللحوم الحمراء عند القصابين.

وبحسب الرياحي: "هناك أسئلة بشأن من يتحكم في تحديد الأسعار التي بقيت مرتفعة".

وطالب رئيس منظمة إرشاد المستهلك بتدخل الدولة لتحديد سعر لحم الخروف عند القصابين بـ 35 دينارا.

وقال: "من غير المعقول أن يكون سعر الكيلو من الخروف الحي أكثر من سعر اللحوم المبردة المستوردة التي تم تحديدها في مستوى 38.5 دينارا للكيلوغرام الواحد".

** تكلفة مرتفعة للإنتاج

فتحي الرياحي، مربي ماشية من منطقة قبلاط من ولاية باجة (شمال غرب)، والذي يعرض خرفانه للبيع في محلات تابعة للشركة الأهلية "الامتياز" بقبلاط، لا يتفق مع رئيس منظمة إرشاد المستهلك.

وقال مربي الماشية للأناضول: "الأسعار عندنا في متناول المستهلك العادي، فالخروف كبير الحجم سعره بين 1300 و1400 دينار".

ونفى تراجع أسعار الأعلاف، موضحا أن "سعر العلف المركب في شكل كبسولات يباع بـ 73 دينارا للخمسين كيلوغراما، وسعر الشعير 150 دينارا للمئة كيلوغرام".

وأضاف الرياحي: "أسعار الخرفان مثل أسعار العام الماضي ولم ترتفع، ونواجه نفقات مثل نفقات العام الماضي".

وتابع: "الفلاح لم يعد يبحث عن الربح بل عن تغطية تكاليف الإنتاج فقط".

** خرفان بأقل من أسعار الدولة

مختار الرياحي، مدير عام شركة "الامتياز" في قبلاط، قدّم تجربة أخرى في تخفيض أسعار الأضاحي بالقول: "وفرنا نحو 300 خروف لبيعها بسعر 20 دينارا للكيلوغرام للخروف الحي، بأقل من سعر الدولة 21.9 دينارا، وفي يومين بعنا كافة الخراف المعروضة".

وأضاف للأناضول: "العام الماضي وفرنا 270 خروفا بيعت بـ 20 دينارا للكيلوغرام الواحد للخروف الحي، في حين حددت الدولة السعر بـ22 دينارا، ونزلنا إلى حدود 18 دينارا".

وتابع: "الفلاحون يبيعون حاليا بالأسعار التي حددتها الدولة في حال كان وزنها بين 50 و70 كلغ، أما الخراف بوزن يقل عن 20 كيلوغراما، فلا يمكن بيعها بالسعر نفسه لأن الفلاح سيكون خاسرا".

وبشأن ارتفاع أسعار الخراف رغم الأمطار وتراجع أسعار الأعلاف، قال الرياحي: "الخروف الذي يباع الآن ليس ابن هذه السنة، بل ولد العام الماضي، وخروف العام الحالي لم يبلغ السن التي يسمح فيها بذبحه لأضحية العيد".

وأكمل الرياحي: "نرجو أن تمكننا الدولة من أرض نستثمرها وعندها يمكن أن نوفر ألفا أو 1500 خروفا للمساهمة في تخفيض الأسعار".

(الدولار الواحد يعادل نحو 3 دنانير)



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك