القطار الأخضر المدرع.. وسيلة تنقل ترافق رئيس كوريا الشمالية في مختلف رحلاته - بوابة الشروق
الجمعة 5 سبتمبر 2025 8:36 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

القطار الأخضر المدرع.. وسيلة تنقل ترافق رئيس كوريا الشمالية في مختلف رحلاته

سلمى محمد مراد
نشر في: الخميس 4 سبتمبر 2025 - 10:59 ص | آخر تحديث: الخميس 4 سبتمبر 2025 - 10:59 ص

لفت الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون الأنظار مجددًا عند وصوله إلى العاصمة الصينية بكين على متن قطاره الأخضر المدرع الشهير أمس، تلك الوسيلة التي ورثها عن والده وجده، وجعل منها أداة تنقل رئيسية داخل وخارج حدود بلاده.

* رحلة بطيئة ولكنها آمنة

وبحسب ما جاء في تقارير رويترز، رغم أن القطار ليس أسرع وسائل المواصلات، إلا أنه يُعد الأوثق أمنيًا والأكثر ملاءمة للزعيم الذي يتنقل بصحبة حاشية كبيرة تضم حراسًا وموظفين ومستشارين وفريقًا طبيًا، إلى جانب سياراته المرسيدس المدرعة.

وفضّل كيم الاعتماد على القطار في رحلاته الخارجية المهمة منذ توليه الحكم أواخر عام 2011، مثل زياراته إلى الصين وروسيا وفيتنام، ليثبت أن هذه الوسيلة التقليدية ما زالت تحمل أهمية استراتيجية وسياسية لقيادة كوريا الشمالية.

* ماذا يوجد داخل قطار كيم؟

كشفت صور ومقاطع بثتها وسائل الإعلام الرسمية من حين لآخر لمحات نادرة من داخل عربات القطار، الذي يتكون عادة من 10 إلى 15 عربة، بعضها مخصص بالكامل للزعيم، والبعض الآخر لمرافقيه.

وتشمل تجهيزاته: "غرفة نوم خاصة بكيم توفر له راحة كاملة خلال الرحلات الطويلة، مكتب مجهز للقاء المسؤولين وصياغة القرارات يحتوي غالبًا على حاسوب مطلي بالذهب، وعدة هواتف مميزة، وزجاجات مشروبات وعلبة سجائره الخاصة."

كما يحتوي على عربة مطعم تقدم فيها أطعمة فاخرة، ومعدات اتصالات لضمان تواصل آمن ومشفّر مع القيادة في بيونج يانج، ومقصورات للأمن والطاقم الطبي تحسبًا لأي طارئ، كذلك عربة مخصصة لنقل سيارات مدرعة جاهزة للاستخدام بمجرد وصوله إلى أي مدينة.

وتُظهر اللقطات المنشورة، أن الديكور الداخلي يميل إلى الفخامة: "جدران خشبية مزخرفة، ستائر ذهبية وزرقاء، أرائك وردية اللون، وحتى إضاءة على شكل زهرة"، كما وُثّقت مقاعد منقوشة برسومات حمار الوحش، في مزيج غريب يجمع بين الطابع التقليدي والترف الباذخ.

* رفاهية تليق بالزعيم

لا يقتصر القطار على الأمان، بل يعكس رفاهية مبالغًا فيها، ففي كتاب روسي صدر عام 2002 عن رحلة والد كيم إلى موسكو، وُصف كيف جرى نقل نبيذ فاخر من باريس وجراد بحر حي على متن القطار، لتقديم أفضل الأطعمة للقائد ومرافقيه طوال الرحلة.

* سرعة محدودة ولكن مضمونة

على الرغم من أن القطار يبدو عصريًا من الداخل، إلا أن سرعته لا تُقارن بالقطارات فائقة السرعة في آسيا، ففي كوريا الشمالية لا تتجاوز سرعته القصوى 45 كيلومترًا في الساعة بسبب ضعف البنية التحتية.

أما على الأراضي الصينية، فيمكنه الوصول إلى 80 كيلومترًا في الساعة بفضل جودة شبكة السكك الحديدية هناك، ورغم البطء، فإن الأمان يظل الأولوية القصوى، فالقاطرات والعربات مصفحة ضد الرصاص، ويُعتقد أنها قادرة على مقاومة بعض أنواع الهجمات، مما يجعلها الخيار الأكثر أمانًا للزعيم.

* تقليد عائلي عابر للأجيال

ويعتبر استخدام القطار وسيلة سفر ليس جديدًا في كوريا الشمالية، بل هو تقليد متوارث: فكيم إيل سونج، الجد والمؤسس، كان يسافر بالقطار حتى وفاته عام 1994.

أما كيم جونج إيل، الابن، فاستعمل القطار فقط لرحلاته الثلاث إلى روسيا، بما في ذلك رحلة طويلة جدًا إلى موسكو عام 2001، وقد توفي هو نفسه عام 2011 في أحد قطاراته الخاصة.

وواصل كيم جونج أون، الحفيد والحاكم الحالي، الاعتماد على القطار، سواء في رحلاته الخارجية أو في جولاته داخل البلاد.

* القطار كأداة دعائية

ووفقًا لرويترز، لا يقتصر دور القطار على الجانب العملي أو الأمني، بل يلعب أيضًا دورًا في الدعاية للنظام، فالإعلام الرسمي يصوّر رحلات كيم بالقطار كوسيلة للتقرب من المواطنين وزيارة المناطق النائية.

وفي عام 2020، ظهر كيم وهو يزور مناطق ضربها إعصار مستخدمًا القطار، ما أتاح للكاميرات إظهار جانب القائد القريب من شعبه، وفي عام 2022، وصف الإعلام الرسمي جولة قام بها كيم عبر القطار بأنها جولة شاملة، حيث تفقد محاصيل الذرة وروّج لفكرة بناء اليوتوبيا الشيوعية.

* ما وراء القطار

كما يُعتبر القطار الأخضر رمزًا سياسيًا وثقافيًا يعكس طبيعة النظام الكوري الشمالي، فهو يجمع بين السرية الأمنية، والترف المبالغ فيه، والدعاية الموجهة، وبينما يُظهر للعالم صورة قائد يعيش في قصر متنقل، فإنه يكشف في الوقت نفسه مفارقة لافتة إلى بلد يعاني من عقوبات اقتصادية ونقص في الموارد، بينما يقود زعيمه قطارًا مصفحًا يفيض بالرفاهية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك