جرت اليوم الثلاثاء أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة دريسدن شرقي ألمانيا، وقائع محاكمة موظف سابق لدى النائب السابق في البرلمان الأوروبي عن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، ماكسيميليان كراه، بتهمة العمالة لجهاز استخبارات صيني.

ونفت هيئة الدفاع الاتهامات الموجهة إلى المتهم المدعو جيان جي بأنه عمل كجاسوس لصالح جهاز استخبارات صيني. وقال المحامي في مستهل المحاكمة إن موكله لم يكن هدف من عمله نقل معلومات، وأردف أنه لم يُبْد استعدادا للقيام بذلك في أي وقت.

وبدوره، رفض المتهم الألماني الجنسية الصيني الأصل التعليق شخصيًا على الاتهامات، فيما قدّمه محاميه على أنه موظف ملتزم عمل في مكتب كراه وأضاف أنه سيتضح ما إذا كان موكله عميلا سريا أم شخصية عادية.

وأوضح المحامي أن موكله كان يعمل كمساعد في مكتب كراه، وكان مسؤولًا بشكل أساسي عن موضوع التجارة الخارجية، ودفع المحامي أنه بسبب أصل موكله ومعرفته باللغة الصينية، كان من ضمن مسؤولياته أيضًا إدارة العلاقات مع الصين، وقد أجرى في هذا الإطار عدة محادثات.

وختم المحامي مرافعته بالقول إن من غير المستبعد أن يكون بعض من تحدث معهم لديهم صلات بجهاز استخبارات صيني.

وأفادت المرأة في أقوالها أمام المحكمة اليوم بأنها لم تكن على علم بأي نشاط تجسسي محتمل للموظف لصالح جهاز استخبارات صيني.

وفي مستهل المحاكمة أقرت المرأة وتدعى جاكي إكس بأنها قامت بالفعل بنقل معلومات إلى المتهم جيان جي، لأنه كان – بحسب قولها – يسعى، من خلال عمله في البرلمان الأوروبي ومع "حزبه"، أي حزب البديل، إلى تعزيز العلاقات الجيدة بين الصين وألمانيا، وهو ما رأته أمرًا إيجابيًا.

ويتهم الادعاء العام المرأة بأنها ساعدت الموظف في تمرير المعلومات. وكانت تعمل في شركة خدمات لوجستية بمطار لايبتسيج، ويُعْتَقَد أنها زودت جيان جي مرارًا ببيانات حول الرحلات الجوية والبضائع والركاب – لا سيما فيما يتعلق بنقل معدات عسكرية.

ووفقًا لإفادة قرأتها محاميتها، فإن المرأة، رغم عضويتها في الحزب الشيوعي الصيني، لا تهتم بالسياسة، وأنها تعرّفت على الموظف السابق لدى كرا بعد قدومها إلى ألمانيا عام 2015 للدراسة، حيث تواصل معها عبر تطبيق "وي تشات" الصيني. وبعد علاقة عاطفية قصيرة، ظلّا الاثنان على اتصال، مع انقطاع مؤقت في عامي 2021 و2022.

وبحسب روايتها، طلب جيان جي منها تزويده بمعلومات، تحت ذريعة السعي لتعزيز علاقات مطار لايبتسيج مع مطارات صينية. وأبدى اهتمامًا خاصًا، حسب أقوالها، بالمعلومات ذات الصلة العسكرية. واعتبارًا من صيف 2023، بدأت المتهمة – بحسب إفادتها – في إرسال تلك البيانات.

وتابعت الإفادة بأن جاكي إكس بدأت تشعر بالشكوك عندما واصل حبيبها السابق الإلحاح للحصول على قائمة ركاب رحلة مستأجرة تنقل مركبات عسكرية لشركة راينميتال الدفاعية إلى بورتسموث. ورغم مخاوفها من العواقب الشخصية المحتملة، بما في ذلك ما يتعلق بوظيفتها، فقد أرسلت له في النهاية القائمة التي تضمنت بيانات شخصية للموظفين.

ووفقا للائحة الاتهام الصادرة عن الادعاء العام الاتحادي، فإن المواطن الألماني جيان جي. كان موظفا في جهاز استخبارات صيني منذ عام 2002. وبصفته مساعدا في مكتب كراه في البرلمان الأوروبي، جمع المتهم معلومات خلال الفترة من سبتمبر 2019 حتى اعتقاله في أبريل 2024، وسلم بعض الوثائق السرية إلى السلطات الصينية. كما يُشتبه في أنه جمع معلومات شخصية عن قيادات في حزب البديل من أجل ألمانيا، وتجسس على معارضين صينيين.

وتم تحديد 13 جلسة للمحاكمة حتى نهاية سبتمبر المقبل.

وكان كراه نائبا في البرلمان الأوروبي خلال الفترة من عام 2019 حتى عام 2025، وهو الآن نائب في البرلمان الاتحادي الألماني (بوندستاج).