ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إسرائيل تشهد نقاشا ملحًا بشأن احتلال غزة، موضحة أن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه قرارًا له آثار بعيدة المدى لإسرائيل والمنطقة.
** خطوة حاسمة
وأوضحت "وول ستريت جورنال"، في تقرير منشور، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل، بعد سلسلة طويلة من القرارات الصعبة في حربها المستمرة منذ نحو عامين في غزة، تجد نفسها تدرس خطوة حاسمة أخرى، وهي ما إذا كانت ستحتل قطاع غزة بالكامل.
وطرحت وسائل الإعلام المحلية خلال الأيام الأخيرة مقترحات تفيد بأن نتنياهو قرر بالفعل السيطرة على غزة بالكامل بالرغم من معارضة رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، كان بعض المسئولين في الحكومة الإسرائيلية يدفعون الفكرة علانية، في حين واصلت المعارضة السياسية انتقادها.
ويوم الاثنين، قال نتنياهو إنه سيعقد اجتماعا للمجلس الأمني الإسرائيلي (الكابينت) هذا الأسبوع لتوجيه الجيش بشأن كيفية تحقيق أهداف الحرب، وتحديدًا من أجل هزيمة حركة حماس وضمان عدم عودتها أبدًا كتهديد على إسرائيل، وتحرير المحتجزين المتبقين.
وأوضح نتنياهو انه عقد مشاورات أمنية استمرت ثلاثة ساعات مع قائد الجيش، يوم الثلاثاء.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، يأتي الترقب المتنامي لانخراط أكبر في غزة بينما تحاول إسرائيل إيجاد سبيل للمضي قدما، وذلك مع استمرار تعثر مفاوضات وقف النار وعدم تحقيق أهدافها الحربية في عمليتها العسكرية الأولية.
وأمس الثلاثاء، قال وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، إنه يتعين على رئيس الأركان إيال زمير التأكيد بوضوح أنه سيتمثل بالكامل لتوجيهات القيادة السياسية حتى لو تم اتخاذ القرار باحتلال غزة.
وجاء ذلك بعدما أشار زمير إلى أنه يفضل عملًا محدودًا أكثر يبقي الضغط على حماس عبر "القوة النارية الدقيقة"، التي قال إنها ستسمح لإسرائيل بتقليص وجود قواتها في غزة، ومنحهم الراحة بعد عامين من الحرب.
**انتقادات للخطة
وفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، يقول معارضو خطة الاحتلال، ومعظمهم من تيار اليسار والوسط والبعض من اليمين، إنه يتعين على إسرائيل تركيز طاقتها على تأمين وقف إطلاق النار من أجل تحقيق كل من تحرير المحتجزين المتبقيين وتبسيط التكلفة الإنسانية المتنامية للحرب، والتي تسببت في عزلة دولية متنامية لإسرائيل.
ورأى محللو أمن إسرائيليون أنه على الصعيد العسكري، لن يكون صعبًا على الجيش احتلال غزة، موضحين أن إسرائيل تسيطر بالفعل على نحو 75% من القطاع، ولم تعد حماس تمتلك أي قوة عسكرية منظمة للوقوف في الطريق.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن التحدي أمام إسرائيل سيأتي بعد سيطرتها الكاملة على غزة، التي دمرت معظمها جراء القتال.
وباحتلال القطاع، ستكون إسرائيل مسئولة عن الحياة اليومية لسكان القطاع، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والخدمات الصحية وجميع جوانب الحياة المدنية الأخرى.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل ستحتاج أيضاً إلى قوة عسكرية كبيرة داخل غزة للحفاظ على الأمن وسط سكان معاديين إلى حد كبير.
لكن المسألة ستكون باهظة الثمن؛ حيث إنه وفقًا لدراسة أجراها إستيبان كلور، أستاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس، فإن دفع رواتب الجنود وتمويل الخدمات المدنية في غزة سيكلف إسرائيل نحو 35 مليار شيكل، أو نحو 10 مليارات دولار.
ويعادل ذلك نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل الذي لم يتم تخصيص ميزانية له، بحسب "وول ستريت جورنال"، مشيرة إلى أن هذا المبلغ لا يشمل تكلفة إعادة بناء البنية التحتية في غزة، وهي الفاتورة التي قد تضطر إسرائيل إلى تحملها إذا رفضت الدول المانحة المحتملة العمل بها.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن مقاتلي حماس سيتمكنون من مواصلة القتال، مشيرة إلى أن من الممكن أن يؤدي الاحتلال إلى زيادة صفوفهم مع منحهم إمكانية وصول أفضل لاستهداف القوات الإسرائيلية المتمركزة بشكل دائم داخل غزة لإدارة الحكومة العسكرية.