قامت مصر بتسجيل عنصر "آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو.
وجاءت تلك الخطوة نتيجة تعاون وثيق بين وزارتي الثقافة والخارجية، وتُوجت الجهود خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، المنعقد في باراجواي.
أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن تسجيل السمسمية يرفع عدد العناصر التراثية المصرية المسجلة إلى عشرة عناصر، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس غنى وتنوع التراث المصري وأهميته على الصعيد العالمي.
وأضاف الوزير: "تعد آلة السمسمية رمزًا ثقافيًا حيًا يعبر عن الهوية المصرية، إذ صاحبت المصريين في أفراحهم ونضالهم، خاصة في منطقة قناة السويس، وحملت معاني الكفاح والبهجة."
وأشار هنو إلى أن لجنة صياغة ملف السمسمية عملت على هذا المشروع لمدة عامين من العمل المكثف، بقيادة الأستاذ الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون ومقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة.
كما شاركت عدة جهات ثقافية مصرية في إعداد الملف، من بينها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، والمركز القومي للسينما، في إطار جهود الدولة للحفاظ على تراثها الثقافي.
- السمسمية.. من الفراعنة للقنال
تُعتبر آلة السمسمية من الآلات الوترية التقليدية، ويُعتقد أن أصلها يعود إلى الحضارة الفرعونية، حيث تطورت من آلة القيثارة الفرعونية التي ظهرت في النقوش الأثرية.
ومع مرور الزمن، انتقلت السمسمية عبر مناطق متعددة إلى أن باتت رمزًا تراثيًا يمثل مدن قناة السويس في السويس وبورسعيد، وأصبحت جزءًا من الثقافة الموسيقية لهذه المناطق.
وأصبحت السمسمية رمزًا للفن الشعبي الذي يعبر عن الحياة اليومية؛ والمهرجانات، حيث يصاحبها الغناء الجماعي الذي يعكس حكايات الناس وقصصهم. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم السمسمية في جلسات السمر على شواطئ القنال.
- أولاد الأرض.. أنغام السمسمية تروي سيرة النضال والمقاومة الشعبية
برزت فرقة أولاد الأرض كإحدى الفرق الفنية التي جسدت روح المقاومة الشعبية في السويس خلال فترة حرب الاستنزاف وما بعدها.
تأسست الفرقة في أعقاب نكسة 1967، وكانت تسعى للتعبير عن معاناة الشعب المصري وصموده من خلال الأغاني التي امتزجت بالألم والأمل، حيث أصبحت صوتًا ينقل قصص البطولات اليومية والمقاومة في وجه العدوان.
اعتمدت الفرقة على آلة السمسمية كعنصر أساسي في موسيقاها، وهو اختيار لم يكن مجرد صدفة، بل انعكاسًا لهوية المنطقة الساحلية وروحها الثقافية.
وقدمت الفرقة أغاني حماسية ووطنية تمجد الصمود الشعبي وتوثق الأحداث التي عاشها أهالي السويس أثناء الحصار، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين المصريين.
قدمت فرقة "أولاد الأرض" العديد من الأغاني الوطنية التي جسدت روح الصمود والمقاومة، حيث كانت كلماتها وألحانها وسيلة لإحياء الأمل ورفع المعنويات خلال فترات النضال الوطني. من أبرز أغانيها:
"غني يا سمسمية": دعوة لآلة السمسمية لتكون صوت المقاومة، حيث تمتزج ألحانها برصاص البنادق، معبرة عن قوة الإرادة في مواجهة الاحتلال.
"فات الكتير يا بلدنا": أغنية تحمل رسالة التفاؤل، مؤكدة أن النصر بات قريبًا، ومشددة على مواصلة النضال.
"خلّديهم يا بلدنا": تمجيد لتضحيات الشهداء ودعوة لتخليد أسمائهم وذكراهم في الذاكرة الوطنية.
"يا صبر يا صبّار": تعبير عن صبر المصريين وتحملهم للمعاناة، ما يعكس إرادتهم القوية لتحقيق الحرية.
"اتعلمنا منك": أغنية تحتفي بدروس التضحية التي قدمها الشهداء، وتحفز على استكمال مسيرة الكفاح.
"يا رايح السويس": تعبير عن الحنين والشوق لمدينة السويس، واليقين بالعودة إليها رغم كل التحديات.