قُدم العرض المسرحي "موت معلق"، ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الثانية والثلاثين، والمقام برعاية د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة خالد اللبان، وتنفذ فعالياته بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، مساء أمس على مسرح القناطر الخيرية بالقليوبية.
والعرض لفرقة دمنهور المسرحية، عن نص "انقطاعات الموت" للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو، وإعداد إسراء محبوب، وإخراج عمرو حجاج، وتدور أحداثه حول فرضية ماذا لو اختفى الموت من الحياة؟؛ ليأخذ المشاهد في رحلة تبيّن الحد الفاصل بين الرحمة والوحشية، والحياة والموت.
وشهد العرض، سمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسرح، والكاتب والناقد يسري حسان، وربيع عوض مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية، وأعضاء لجنة التحكيم: ود. محمد زعيمة، ود. مصطفى حامد، والموسيقار د. وليد الشهاوي، والكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد، وبحضور لفيف من المثقفين، والمسرحيين.
وأشار المخرج عمرو حجاج، إلى أن العرض المسرحي يحاول الكشف عن جوانب إنسانية عميقة، ويسلط الضوء على واقع ملموس يعيشه المجتمع، وذلك من خلال شخصيات متعددة، مثل حفار القبور، والأسرة التي يعاني فيها الأب بسبب مرضه، والطبيب الذي يسعى لاكتشاف سر الخلود، وغيرها من المواقف الإنسانية التي تتجاوز حدود الخيال وتبدو مستحيلة الحدوث، وتدفع الشخص للتفكير في فرضية اختفاء الموت، والأمور الأخرى المرتبطة بمعنى الحياة.
ومن ناحيته، أوضح الفنان محمد قاسم، أنه يجسد في شخصية "الأب آرثر"، رجل دين مؤمن يتمتع بالهيبة والثبات، وله مكانة مؤثرة بين الناس، وعند اختفاء الموت، يظل على يقينه، ولكن مع تطور الأحداث، تسيطر عليه حالة من الشك والصراع الداخلي.
وأشار الفنان إبراهيم سليمان، إلى أنه يقدم شخصية "دانيال"، وحفار القبور، الذي يتوقف عمله بسبب ظاهرة اختفاء الموت؛ مما يدفعه إلى البحث عن جثث الموتى ليشبع هوسه الناجم عن اضطراباته الداخلية.
وأما الفنان عاصم علاء، أوضح أنه يؤدي شخصية "إيجور"، وهو نموذج الإنسان المثقل بالخسارة، ويحاول التشبث بأي يقين، لكنه في النهاية يجد نفسه في صراع داخلي عميق.
و"موت معلق" أداء: إيمان بدوي، وإسراء هنيدي، وإبراهيم سليمان، ومحمد أبو شعرة، وحنين نعيم، وأحمد ربعة، وعاصم علاء، ورقية ضياء، ومحمد قاسم.
وتصميم ديكور علياء بشارة، وتنفيذ ديكور أحمد ماميش، وعلي هلال، وإضاءة محمد عفيفي، وألحان عاصم علاء، وأشعار رولا عبيد، ودراما حركية محمد أبو شعرة، ومخرج منفذ محمد خلاف.
وينفذ المهرجان، من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويشارك به هذا الموسم 27 عرضا مسرحيا من مختلف الأقاليم الثقافية، ويصدر عنه نشرة يومية.
وتتواصل فعاليات المهرجان، غدا الأربعاء، مع عرضين مسرحيين، الأول بعنوان "قابل للحذف" لفرقة كوم أمبو، وتأليف طه الأسواني، وإخراج علي جودة، ويعرض في السادسة مساءً، ويليه "أناكوندا" لفرقة قنا، وتأليف محمد موسى، وإخراج أحمد عبدالمنتصر.
ويعد المهرجان، أحد أبرز المنصات الثقافية لاكتشاف ودعم المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب؛ تأكيدا على دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتعزيز الحراك الفني بالمجتمع.