تصاعد التوتر بين الهند وباكستان
تصاعدت وتيرة الاشتباكات العسكرية بين الهند وباكستان على خلفية اتهام الهند جارتها النووية بدعم عمل إرهابي على أرض هندية، لتشن الهند ضربة جوية بصواريخ بعيدة المدى على ٣ مواقع باكستانية دون أن تتجاوز الطائرات الهندية الحدود الفاصلة بين البلدين، ولكن المفاجأة حدثت حين تلقت المقاتلات الهندية ضربات صاروخية أسقطت ٣ منها على الأقل، وفقًا للجيش الباكستاني وصحيفة الجارديان، ليتصدر صاروخ اشترته باكستان قريبًا العناوين كنقطة تحول في القدرات الجوية بين البلدين.
معلومات عن صاروخ الصاعقة الصيني
وتستعرض جريدة الشروق، نقلًا عن مواقع ذا درايف وجينز داتا ويوريجن تايمز، أهم المعلومات المتوافرة عن الصاروخ الصيني الجوي "بي إل-١٥" الملقب بالصاعقة، والمتوقع أنه وراء إسقاط المقاتلات الهندية.
صاروخ الصاعقة وسباق التسلح
تسعى الصين لسد الفجوة العسكرية مع الدول الغربية التي تدعم تايوان وكوريا الجنوبية، الجيران المعادين للصين، وكان من بين مجالات التسليح البعيدة عن الأضواء الصواريخ جو-جو الرادارية، حيث وضعت الصين نصب أعينها التفوق على صاروخ "إيم-١٢٠ أمرام" الأمريكي وصاروخ "ميديور" الأوروبي، لتعمل على تطوير مدى صاروخ جوي وتحسين قدراته الرادارية على كشف العدو والتخلص من التشويش، لتخرج النتيجة بصاروخ "بي إل-١٢"، ثم صاروخ "بي إل-١٥" الأكثر تطورًا، حيث أنتجته أكاديمية ليونغ الصينية للصواريخ في تجربة ناجحة عام ٢٠١١، بينما دخل الصاروخ الخدمة الفعلية عام ٢٠١٦.
مميزات ثورية للصاروخ الصيني
اعتمد الصاروخ الجوي على عنصرين ظهرت أهميتهما في الضربة الاعتراضية الباكستانية للطيران الهندي، وأولهما المدى البعيد، وتم تطويره بمحركات متعددة النبضات ليتم إشعال دفعة من الوقود تعطي الصاروخ انطلاقته، ثم دفعة أخرى وثالثة لاستمرار الطيران دون إهدار للوقود الصاروخي، مع إمكانية التحكم في كمية كل دفعة لزيادة أو إبطاء سرعة الصاروخ أثناء الطيران، وقد أوصل هذا مدى الصاروخ لـ٢٠٠ كيلومتر.
يعتمد الصاروخ أيضًا على المسح الراداري النشط، وهو ما يعطي الصاروخ قدرًا عاليًا من التخفي، إذ إن المسح النشط كثيف الترددات يصعب تمييزه عن الضوضاء العادية، كما أنه مركز قليل الفصوص الجانبية، وهي الجزء الذي تعمل الرادارات المعادية على كشفه، ومع قدرة التخفي العالية، تملك الرادارات النشطة قدرة على تخطي التشويش المعادي نظرًا لكثرة ترددات ذلك النوع من الرادارات، ما يوفر تفوقًا على دفاعات الخصوم.
نقطة تحول للطيران الباكستاني
تعتمد القوات الجوية الباكستانية على مزيج من مقاتلات "إف-١٦" الأمريكية، وطائرات "ميج" و"ميراج" قديمة، ولكن باكستان دخلت مشروعًا صناعيًا مع الصين لتحسين "الميج-٢١" الباكستانية القديمة، ونتج عن ذلك طائرات "J-10" و"JF-17" الأكثر تطورًا، ولم تشهد تلك المقاتلات اشتباكات جوية مشهورة، غير أنها بإمكانياتها البسيطة بوزن ٧ طن ومدى نحو ١٣٠٠ كيلومتر، تم استخدامها لقصف الأهداف الأرضية ضمن عمليات باكستان ضد طالبان الأفغانية أو المسلحين البلوش داخل الحدود الإيرانية، وكان الدور الأهم لتلك المقاتلات اقتصاديًا، حيث صدّرت باكستان منها لعدة دول كنيجيريا وميانمار.
ما وراء الدعم الصيني
تملك العلاقات العسكرية الصينية الباكستانية جذورًا عميقة، وخاصة في التحالف ضد الهند، نظرًا لوجود مشاكل حدودية بين الهند والصين كحال الوضع مع باكستان، ما جعل باكستان تتلقى دعمًا تقنيًا واسعًا من الصين، التي استضافت العلماء الباكستانيين من قبل لدراسة العلوم النووية، وكذلك أجرت الصين أول اختبارات على القنبلة الذرية الباكستانية على أرض صينية.
واستمرارًا لمسيرة الدعم التقني الصيني للقدرات العسكرية الباكستانية، تعتبر باكستان أول زبون دولي لصواريخ "بي إل-١٥" الصينية، لتنعقد أول صفقة عام ٢٠٢١، بينما أشار أحد التقارير إلى أن الصين باعت لباكستان النسخة المعدة للاستخدام الصيني بمدى ٢٠٠ كيلومتر، وليس النسخة المجهزة للتصدير بمدى ١٤٥ كيلومتر، وقد عرضت القوات الجوية الباكستانية للعلن أول صور للصاروخ الصيني محملًا على مقاتلة باكستانية نهاية إبريل الماضي، تزامنًا مع تصاعد التوتر مع الهند.