عبّر الكاتب الصحفي الكبير محمد سلماوي عن مشاعره الخاصة بمناسبة بلوغه عامه الثمانين، في كلمات تحمل تأملًا عميقًا في العمر والزمن، مؤكدًا أن الشيخوخة لم تطله من الداخل، رغم ما ألمّ بالجسد من تغيرات.
وقال سلماوي، في رسالة خطّها وأذيعت ببرنامج العاشرة، المذاع عبر شاشة إكسترا نيوز، إن "نفسه المتمردة" أبدت استغرابها من سيل التهاني الحارة المتكررة التي تلقاها بمناسبة بلوغه سن الثمانين.
وروى سلماوي حوارًا داخليًا صادقًا مع نفسه، قال فيه: "قلت لها: كيف لا تشعرين بالشيخوخة وقد نحل الجسد وصعبت حركته، حتى أن بعض الحركات التي كنت أقوم بها بتلقائية، أصبحت اليوم تتطلب مناورات بهلوانية لإتمامها؟".
وجاءه رد النفس قاطعًا: "وما لي أنا بالجسد؟ قد يكون هو من وهَن أو مرض، لكني أنا كما أنا. فليهنئك الناس بوصولك للثمانين، رغم أنك لا تستحق تهنئة على شيء لا فضل لك فيه. أما أنا، فأؤكد لك أنني لم أتغير منذ أتيت إلى هذه الدنيا، في يوم السبت 26 مايو عام 1945.
كلمات سلماوي جاءت معبرة عن روح مقاومة للزمن، متمسكة بجوهرها وطفولتها الأولى، في لحظة يتأمل فيها الإنسان ذاته عند عتبة عمرية فاصلة، لكنه لا يزال يرى نفسه على حالها، كما ولدت.