مُسيَّرات الحوثي تضرب إسرائيل.. رسائل مغلفة بالنار والبارود - بوابة الشروق
الإثنين 8 سبتمبر 2025 11:35 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

مُسيَّرات الحوثي تضرب إسرائيل.. رسائل مغلفة بالنار والبارود

أحمد علاء
نشر في: الأحد 7 سبتمبر 2025 - 4:28 م | آخر تحديث: الأحد 7 سبتمبر 2025 - 4:28 م

من قلب اليمن الممزق بفعل حربه الأهلية الداخلية، تخرج صواريخ ومسيرات الحوثي، محملة برسائل تقول الجماعة اليمنية إنها تضامنية مع غزة وانتقامية لغارات إسرائيل الفتاكة على مناطق سيطرة الجماعة.

الأحد، السابع من سبتمبر، كان مخيفًا للإسرائيليين الذين صُدموا بطائرة مسيرة تسقط من دون أن يُطلق لها صفارات إنذار، بعكس ثلاث مسيرات أخرى أطلقتها الجماعة اليمنية في الهجوم نفسه وزعم إسرائيل إسقاطها.

مسيرة تباغت مطار رامون

سقطت المسيرة الحوثية، على مطار رامون العسكري جنوب النقب، وسط تقارير أولية تحدثت عن سقوط مصابين. علمًا بأنه جرت العادة أن تتكتم إسرائيل على نتائج أي ضربات تتلقاها.

سلطة المطارات الإسرائيلية قالت إن طائرة مسيرة أطلقت من اليمن، أصابت قاعة المسافرين القادمين في مطار رامون، وأفادت بإغلاق المجال الجوي ووقف الرحلات في المطار.

في حديث لـ«الشروق»، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد سمير راغب إن هجمات جماعة الحوثي حققت نجاحا من قبل في تحقيق إصابات مباشرة بوحدات عسكرية ومطارات في إسرائيل.

ويضيف أن هجوم اليوم يُشكل إحراجًا للإدارة الإسرائيلية، ويكشف قصورا وثغرات في منظومة الدفاع الجوي تزعم تل أبيب أنها محصنة ولا يمكن اختراقها.

يستدل راغب على ذلك بأن هجوم اليوم تضمن بإطلاق مسيرات التي تسير مسافة 2000 كيلو متر وسرعتها ليست كبيرة (مقارنة بالصواريخ) ويمكن كشفها، وبالتالي فشل إسرائيل في رصدها يحمل دلالة واضحة على الثغرات.

ويشير إلى أن مطار رامون المستهدف اليوم هو مطار عسكري في جنوب النقب، وأن وصول المسيرة إليه نجاح كبير في خضم حرب المدن الدائرة في الوقت الحالي.

خلل في منظومة الرصد والدفاع

وفيما أقر جيش الاحتلال بسقوط المسيرة الحوثية في مطار رامون، فقد أفادت إذاعته - أي إذاعة الجيش - بأن المسيرة أصابت المطار لم يتم رصدها، وتحدثت عن أخطاء خطيرة حالت دون رصدها.

زادت الإذاعة على ذلك بالقول إنه تقرر فتح تحقيق شامل من قِبل سلاح الجو لتحديد الخلل الخطير الذي حال دون رصد واعتراض المسيرة اليمنية.

هجوم نوعي بعد اغتيالات بارزة

الهجوم على إسرائيل، القادم من الأراضي اليمنية، يأتي بعد أيام من إعلان جماعة الحوثي اعتزامها تكثيف عملياتها ضد إسرائيل، في أعقاب اغتيال رئيس حكومتها غير المعترف بها دوليًّا وعدد من وزرائها، في ضربة اعتبرتها إسرائيل استراتيجية وقاصمة وقلّل من جدواها خبراء عسكريون.

في حديثه لـ«الشروق»، يقول العميد سمير راغب إن اغتيالات إسرائيل لوزراء حكومة الحوثي أمر غير مؤثر باعتبارها ليست دولة من الأساس.

يضيف راغب أن معظم العمليات التي تنفذها جماعة الحوثي ضد إسرائيل تكون غير مركزية في التنفيذ، وبالتالي يصعب السيطرة عليها أو منعها كما تزعم إسرائيل قدرتها على تحقيق ذلك.

كيف ترد إسرائيل؟

جرت العادة أن ترد إسرائيل على مثل هذه الهجمات بضربات قوية على الساحة اليمنية، وهو أمر يتوقع راغب أن يحدث بعد هجوم المسيرات اليوم.

يقول الخبير العسكري إن إسرائيل سترد بشراسة على هذا الهجوم، وتواصل تركيزها على استهداف مواقع مثل مخازن وقود أو محطات كهرباء، وجميعها أهداف ليست عسكرية.

لكن الوقت نفسه، يستبعد راغب أن يتكرر سيناريو حزب الله اللبناني مع جماعة الحوثي، ويرجع ذلك إلى أن اليمن بعيد نوعًا ما عن إسرائيل بخلاف الحالة اللبنانية (الحدودية)، كما أن اليمن مساحته كبيرة وتضاريسه صعبة ما يصعب الأمر على إسرائيل بشكل كبير.

هل العمليات الحوثية «ناجعة» لغزة؟

جماعة الحوثي اليمنية تنفذ عملياتها منذ أشهر طويلة، وتقول إنها لن تتوقف إلا بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار عن القطاع.

وفيما يتوقع راغب استمرار هجمات الحوثي على إسرائيل حتى وإن كثفت الأخيرة ضرباتها على اليمن، فقد قلل من جدوى ضربات الجماعة اليمنية لا سيما عند ربطها بمآلات التصعيد في غزة.

يقول الخبير العسكري إنه منذ بداية دخول الحوثيين على خط الصراع وتهديد الملاحة وإطلاق صواريخ لم يحدث ذلك أي فارق على طاولة التفاوض. وكان راغب أكثر وضوحًا في قوله إن طاولة التفاوض تلك لا ترى الجماعة اليمنية وهجماتها من الأساس.

ويشير إلى أن هجمات الحوثي لا سيما على السفن في البحر الأحمر تخلف خسائر اقتصادية وتحديدًا على الدول المتشاطئة على البحر الأحمر، لكن كلفة إسرائيل ليست كبيرة، كما أنه يتم تعويضها من قِبل الولايات المتحدة عن أي خسائر تتعرض لها.

يرى راغب أن هجمات الحوثي لن توقف التصعيد في غزة ولن توقف الحرب أو تفتح المجال أمام إعادة الإعمار وإدخال المساعدات. بل الأكثر من ذلك يرى أن الأمر قد يخدم إسرائيل.

يشرح هذا الأمر قائلًا إن إسرائيل تستغل تلك الهجمات لتروج أنها تخوض حربًا على سبع جبهات (كما اعتادت أن تزعم)، وبالتالي تُخرِج نفسها من دائرة دولة تقتل المدنيين في غزة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك