محمد بكير ومحمد ناير يواصلان دراما الغموض والجريمة في قصر الباشا - بوابة الشروق
السبت 8 نوفمبر 2025 11:03 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

محمد بكير ومحمد ناير يواصلان دراما الغموض والجريمة في قصر الباشا

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 11:31 م | آخر تحديث: الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 11:31 م

استقبلت السينمات المصرية أمس أحدث أعمال الممثل أحمد حاتم، وهو فيلم «قصر الباشا»، تأليف محمد ناير وإخراج محمد بكير، ويشارك في بطولته حسين فهمي، ومايان السيد، ومحمد القس، ونبيل عيسى، وحمزة العيلي، وأحمد فهيم، وسمية رضا.

ويواصل المخرج محمد بكير من خلال «قصر الباشا» تقديم نوعه المفضل من الدراما، وهي أعمال الغموض والجريمة، إذ سبق أن قدّم أعمالًا في هذا الإطار مثل: المواطن إكس وخارج السيطرة (حكاية شبح البدروم) والغرفة 207. كما أن هذا النوع يستهوي كاتب السيناريو محمد ناير، الذي تعاون مع بكير سابقًا في المواطن إكس.

غموض وصراعات داخل قصر معزول

تُبنى فكرة الفيلم على الغموض والإثارة، حيث يموت المالك الأصلي للقصر (فندق سياحي ضخم في جزيرة منعزلة بمدينة أسوان)، تاركًا وصية تثير العنف بين أبنائه الثلاثة، إذ تضمّنها شرطًا يجعل بيع القصر مستحيلًا دون موافقة ثلاثة أطراف، أحدهم الخادم المقرّب من المالك الراحل. لكن الأمور تتعقّد حين يُقتل هذا الخادم في ظروف غامضة.

وترتبط خيوط الجريمة بتكوين القصر نفسه، إذ يحتوي على مجموعة من السراديب التي تكشف الكثير من الأسرار عبر تتبعها، ويتولى هذه المهمة الروائي علي نسر (أحمد حاتم) مستعينًا بإحدى خادمات القصر (مايان السيد).

الديكور والفضاء المكاني.. شخصية قائمة بذاتها

يُعد المكان والديكور، من تصميم هند حيدر، من أبرز عناصر الفيلم البصرية التي أبرزت فخامة القصر وغموضه في الوقت نفسه، وخلقت حكيًا بصريًا موازيًا لحالة التوتر السائدة في الحوار المكتوب.

نجح محمد بكير في توظيف فضاء القصر باعتباره ركنًا دراميًا قائمًا بذاته داخل الحكاية، وليس مجرد خلفية للأحداث، فالمكان هنا يتحول تدريجيًا إلى مرآة لداخل الشخصيات؛ كل باب يُفتح وكل سرداب يُكتشف يكشف طبقة جديدة من الغموض النفسي الذي يحيط بالجميع.

الإضاءة والموسيقى.. لغة الخفاء والانكشاف

تلعب الإضاءة في «قصر الباشا» دورًا محوريًا في بناء الجو النفسي للأحداث، إذ استخدم مدير التصوير أحمد زيتون تدرجات الضوء والظل لتجسيد الصراع بين الخفاء والانكشاف.

المشاهد الداخلية تُضاء غالبًا بإضاءة خافتة تميل إلى الأصفر الداكن، تعكس عبق الماضي وغموض الأحداث، بينما تُستخدم الإضاءة الطبيعية في المشاهد الخارجية للدلالة على لحظات الصفاء أو الوضوح، وغالبًا ما ترتبط بشخصيتي علي (أحمد حاتم) والخادمة (مايان السيد).

أما الموسيقى التصويرية فجاءت غنية وإن شابها الإفراط في بعض المواضع، إذ رافقت المشاهد كافة تقريبًا، مما أضعف في بعض الأحيان من قوة الصورة، وخلق ضوضاء زائدة في الشريط الصوتي.

- أداء تمثيلي متقن وتحولات نفسية عميقة

يقدّم أحمد حاتم واحدًا من أكثر أدواره اختلافًا، متخليًا عن رومانسياته المعتادة لصالح شخصية كاتب يعاني اضطراب الوسواس القهري (OCD)، وأحيانًا طيفًا من التوحد، ما يجعله قادرًا على ربط الأحداث بسرعة غير مألوفة.

أما مايان السيد فتؤدي شخصية الخادمة بحضور مربك يجمع بين البراءة والغموض، مما يترك المشاهد في حالة شك تجاه دوافعها حتى النهاية.

ويظهر حسين فهمي في دور الأب المتوفى من خلال لقطات الفلاش باك كظل ثقيل يفرض سلطته على الجميع حتى بعد موته، ليظل وجوده حاكمًا لبنية الصراع.

دراما غامضة تتجاوز الجريمة

يُحسب للفيلم إيقاعه السردي المتزن الذي لا يعتمد على الإثارة السطحية أو الدم، بل على تصاعد الشكوك وتبدّل وجهات النظر بين الشخصيات.

ورغم بعض الإفراط في الشرح اللفظي، إلا أن «قصر الباشا» يظل تجربة بصرية محكمة تستمر في مشروع محمد بكير ومحمد ناير المشترك، القائم على استكشاف النفس البشرية من خلال الجريمة والغموض، مع توظيف المكان ككائن درامي يختزن الرموز والأسرار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك