فى ثانى أيام فعالياته.. مهرجان الإسماعيلية السينمائى يثير قضية أهمية الفيلم التسجيلى وقت الحروب - بوابة الشروق
السبت 8 فبراير 2025 11:40 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فى ثانى أيام فعالياته.. مهرجان الإسماعيلية السينمائى يثير قضية أهمية الفيلم التسجيلى وقت الحروب

إيناس عبد الله:
نشر في: السبت 8 فبراير 2025 - 8:45 م | آخر تحديث: السبت 8 فبراير 2025 - 8:53 م

*المخرجة إيليان الراهب تستعرض تجربتها فى تصوير معاناة الشعب اللبنانى والفلسطينى.. والكاميرونى جان مارى تينو يرصد دور السينما الإفريقية فى مقاومة الاستعمار

شهد ثانى أيام فعاليات الدورة ٢٦ لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة عددا من الندوات والمحاضرات التى ناقشت أكثر من قضية هامة خاصة بالسينما التسجيلية، يتصدرها أهمية هذه النوعية من الأفلام وقت الحروب، والدور الكبير الذى تلعبه فى توثيق الأحداث الإنسانية، وذلك بعد أن اختلط لدى البعض أن ما تستعرضه نشرات الأخبار بالقنوات المختلفة هو عمل وثائقى، وهو ما أوضحته ندوة «الفيلم التسجيلى بعيدا عن نشرات الأخبار»، والتى أدارها الكاتب الصحفى زين العابدين خيرى، وشارك فيها كل من المخرجة اللبنانية إيليان الراهب، والإعلامية الفلسطينية عندليب عدوان، التى قالت إن الإعلام التقليدى يهتم بالمانشيتات، و يتعامل مع الضحايا على أنهم أرقام، لا يشغله التعمق فى حياتهم الخاصة وأحلامهم، فنشرات الأخبار تسلط ضوءها على الجانب السياسى، ومن هنا تأتى أهمية الفيلم التسجيلى.

وحكت عندليب أنها ومؤسسة شئون المرأة التى تعمل بها انتبهوا لضرورة توثيق معاناة الصحفيين الفلسطينيين، وهو ما نتج عنه ٣٠ فيلما وثائقيا، لكن بعض هذه الأفلام لم تنشر بسبب القيود السياسية فى غزة، كما أشارت إلى التحديات التى تواجه صناع الأفلام التسجيلية من الاحتلال الإسرائيلى.

أما المخرجة إيليان الراهب فاستعرضت تجربتها فى تصوير معاناة الشعب اللبنانى والفلسطينى، وتطرقت لفيلمها عن «محمد الدرة» والذى قالت عنه إنه من أبرز الأعمال التى وثقت الهوية الفلسطينية، ومحمد الدرة هو صبى لم يتجاوز عمره ١٢ عاما، قتل برصاص جنود جيش الاحتلال، ووثقت كاميرا المصور الفرنسى شارل إندرلان هذه اللحظة المأساوية، حينما كان يحتمى الصبى فى أبيه، حيث كان الاثنان يجلسان خلف برميل أسمنتى وسط تبادل النيران بين جيش الاحتلال والفلسطينيين وقت انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠.

وطالبت إيليا بضرورة تنوع مصادر تمويل هذه الأفلام، الأمر الذى يساعد على استقلالية المخرجين، ومن ثم تقديم رؤيتهم بحرية أكبر.

ورغم أن المحاضرة التى ألقاها المخرج الكاميرونى الشهير جان مارى تينو، وهو أحد المكرمين هذه الدورة، كانت تهدف لاستعراض مشواره المهنى، خاصة أنه أحد أكثر صناع الأفلام إنتاجا فى إفريقيا، وله مشاركات عديدة بالمهرجانات، لكنه تطرق إلى الدور الهام الذى لعبته السينما الإفريقية فى مواجهة الاستعمار، وقال إن السبب الرئيسى فى وجود السينما بإفريقيا، باستثناء مصر أنها وسيلة لمقاومة الاستعمار المتشعب فى الدول الإفريقية.

ورأى تينو الذى بدأ مشواره كصحفى فى فترة الثمانينيات والتسعينيات، أن الرقابة الشديدة على الصحف والتى تحد من حريتها، سببا فى اهتمامه بالسينما، حيث يرى أن الفن لديه قدرة على الحفاظ على الهوية وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات، واتفق فى ذلك مع رؤية المخرج السنغالى عثمان سلمان الذى يرى أن السينما مدرسة ليلية تسهم فى تعليم الأفراد وتوجههم.

وفى نفس الاتجاه سارت محاضرة المخرج المغربى هشام فلاح، الذى تحدث عن دوره كمدير فنى لكل من مهرجان سلا الدولى، وأكادير للفيلم الوثائقى، لكنه تطرق للدور الكبير الذى تلعبه السينما التسجيلية فى التفاعل مع القضايا المحلية والعالمية.

ولليوم الثانى على التوالى من فعاليات الدورة ٢٦ لـ«الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة» تحظى الأفلام، خاصة القصيرة، على إشادة كثير من الحضور، والفكرة التى اتبعتها إدارة المهرجان فى اختيار مجموعة من الأفلام وعرضها تحت عنوان واحد، لتشاركها فى استعراض أحداث متشابهة، فحملت عروض اليوم الأول عنوان «آلام الطفولة» وكان هذا الموضوع هو القاسم المشترك بين الأفلام القصيرة باليوم الأول للمهرجان، حيث تناولها كل صانع فيلم من الأفلام المشاركة بالمسابقة من وجهة نظره الخاصة، إما حادث أليم وقع له فى طفولته، أو محاولة لاستعادة ذكرياته.

وفى اليوم الثانى عرضت الأفلام القصيرة تحت عنوان «ألبومات عائلية» والتى ضمت كلا من الفيلم الجزائرى «ما بعد الشمس» للمخرج ريان مكيردى، وتدور الأحداث فى فترة الثمانينيات حيث تسافر عائلة جزائرية تعيش فى ضواحى باريس للجزائر لحضور مناسبة عائلية، والكندى «إيبوكا جوستيس» للمخرج جوستيس روتيكارا، حيث يواجه زوج وزوجة بصحبة طفلهما كابوس المذبحة الجماعية فى رواندا، والرومانى «لمسة إلهية» الذى استعرض قصة حب بين شاب وفتاة أبعدتهما ظروف الحرب عن بعضهما البعض، لكن بقى الحب فى قلوبهما رغم ارتباط الفتاة وزواجها وإنجابها أطفالا.

كما تم عرض الفيلم الألمانى «روز» إخراج أنيكا ماير، التى صورت حياة عائلتها خاصة جدتها التى ذاقت طعم المرار من تصرفات زوجها العنيف.

وأخيرا الفيلم الإسكتلندى «اليوبيل» إخراج ويلما سميث، حيث يستعرض قصة ألم أم فقدت ابنها منذ أكثر من ٥٩ عاما، ورغم أن الزمن رسم خطوطه على وجهها لكنها لا تزال تفتقده.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك