• ونسعى لترسيخ مبادئ المواطنة
• الجامع يستوعب 20 ألف مصلٍ فى رمضان وندرس التوسعة وسبل التحصين ضد التطرف والإلحاد
• حريصون على البعد عما من شأنه تشتيت الشباب وتفرقة الصف.. وتناول المعطيات التكنولوجية
• الأروقة الأزهرية تستقبل أكثر من 190 ألف طفل فى برنامج تحفيظ القرآن و36 ألف دارس من كبار السن
• ملتقى أسبوعى لذوى الهمم.. ومكافأة 200 جنيه لكل مشارك بتوجيه الإمام
قال مدير عام الجامع الأزهر الدكتور هانى عودة، إن الجامع الأزهر يستوعب نحو 20 ألف مصلٍ فى شهر رمضان، ونعمل حاليا على تطوير المسجد لاستيعاب كافة المصلين فى المناسبات التى تشهد إقبالا كبيرا كليلة القدر والأعياد.
وأضاف عودة فى حواره مع «الشروق»، أن الجامع ينظم إفطارا جماعيا فى الأصل للطلاب الوافدين فقط، ونحاول تلبية حاجات المتواجدين فى الجامع إذا كان هنالك سعة، مشيرا إلى أنه تم اختيار نخبة لإمامة المصلين خلال شهر رمضان من أكفأ القراء داخل الأزهر الشريف، وجرى اختبارهم من قبل المتخصصين فى الجامع.. تاليا نص الحوار..
< كيف استعد الجامع الأزهر لشهر رمضان واستقبال المصلين؟
ـــــ بدأت خطة تهيئة الجامع قبل شهر رمضان بـ3 أشهر، وتضمنت محورين؛ المحور الأول المقارئ اليومية، وتبدأ يوميًا من العاشرة صباحًا حتى الظهر برواية حفص عن عاصم والقراءات العشر، ولدينا مقرأتان حضوريًا فى مقر الجامع واثنتان (أونلاين). وتم اختيار القائمين على المقارئ بعناية من أكفأ القراء المعتمدين وتم اختبارهم للتأكد من مهارات القراءات وأحكام التلاوة فهم على قدر كبير جدًا من العلم.
أما المحور الثانى فهو من خلال الملتقيات؛ ولدينا «درس الظهر» وهو مقسم إلى ملتقى الرجال، وتم تحديد الموضوعات التى سيناقشها مما نحتاج غرسه فى نفوس الشباب والنشء؛ وملتقى المرأة الذى اخترنا موضوعاته بعناية لمعالجة أبرز القضايا التى تهم النساء، ومظاهر تكريم الإسلام للمرأة، وأهم حقوقها وواجباتها، وكيفية تربية الأطفال على الصيام، وآداب ومبادئ الصيام وانعكاسها على الأسر فى البيوت وغير ذلك. وفى الثانية يبدأ درس العصر وهو ملتقى فقهى معنى بكل أمور الصيام وغيرها من المسائل الفقهية، أو ما يراود الشباب من أسئلة يبحثون عن إجاباتها فهو ملتقى حوارى يناقش قضية معينة يوميًا، ويتلقى أسئلة الجمهور للإجابة عليها ومناقشتها.
وبعد صلاة التراويح يبدأ الملتقى الفكرى؛ ويناقش معظم القضايا الفكرية مرسخًا لمبادئ المواطنة وثقافة السلم، وسبل التحصن من التطرف والإلحاد والتعلق بالله سبحانه وتعالى، والبعد عما من شأنه تشتيت الشباب وتفرقة الصف، كما نتعرض للمعطيات التكنولوجية وأثرها وغير ذلك، فى لقاء حوارى فعال.
< وماذا عن الأنشطة المرتبطة الخاصة بالوافدين وما يتعلق بالإفطار الجماعى؟
ــــ الإفطار الجماعى فى الأصل للطلاب الوافدين، ونحاول تلبية حاجات المتواجدين فى الجامع إذا كان هنالك سعة. ولا يتم إغلاق المسجد أثناء الإفطار، ولدينا قبل صلاة المغرب بساعة، مقرأة للوافدين تقام لأول مرة من نوعها؛ وهى مقرأة جماعية لقراءة جزء يوميًا مع الطلبة والطالبات من الوافدين؛ فهم لديهم طريقة خاصة يرددون فيها الآيات جماعيًا حتى ترسخ فى أذهانهم، لذلك حاولنا التقريب بين الطريقة المصرية وبين الطريقة التى تعلموها فى بلادهم، فى جو من المحبة والتعايش مع آيات القرآن الكريم.
< وماذا عن صلاة التراويح والتهجد هذا العام؟
ــــ نصلى صلاة التراويح 20 ركعة لنختم القرآن بالقراءات العشرة وليس حفص عن عاصم فقط؛ لأن دور الأزهر هو إرساء دعائم العلم بين كل فئات المجتمع بقدر المستطاع، ليعرف الناس ما معنى القراءات العشر، وهذا يتحقق فيه الإعجاز البلاغى والبيانى والتشريعى للقرآن الكريم من خلال هذه القراءات القرآنية المتواترة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وتم اختيار نخبة لإمامة المصلين من أكفأ القراء داخل الأزهر الشريف كما تم اختبارهم من قبل المتخصصين فى الجامع، بالإضافة للجنة مراجعة المصحف من مجمع البحوث الإسلامية. وبالنسبة للتهجد فيكون فى العشر الأواخر من شهر رمضان، ويبدأ حوالى الثانية عشرة من منتصف الليل.
< هل هناك أى توسعات حالية للجامع؟
ـــــ سعة الجامع فى رمضان دائمًا تكون مستوفية وهى سعة 20 ألف مصل، لكننا نحاول تطوير المسجد نظرًا لعدم استيعابه المصلين فى المناسبات كليلة القدر والأعياد وغير ذلك، مما يضطر الناس للصلاة فى موقف السيارات والساحة والشوارع الجانبية بل فى الطريق أحيانًا، ونحن نعمل على مشروع توسعة للجامع وترتيب بعض الأمور الخاصة به خلال الفترة المقبلة.
< هل سيُسمح بالاعتكاف فى الجامع الأزهر لهذا العام؟
ـــــ لا يوجد اعتكاف فى الجامع هذا العام ولا فى الأعوام السابقة، لأن أوضاع المسجد لا تسمح بالاعتكاف، بسبب ظروف الخروج من تبعات كورونا والإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى المحافظة على مكانة الجامع وإتاحة الفرصة للتنظيف، بمعنى أنها اعتبارات تتعلق بتحضيرات الجامع.
< ما الجهات التى ينسق معها الجامع؟
ــــــ ننسق مع كل مؤسسات الأزهر قطاع المعاهد، ومجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار العلماء، والوعاظ والواعظات ومركز الأزهر للفتوى؛ هذه جهات أساسية يتم التنسيق معها ليحاضر أعضائه فى الجامع الأزهر وفق خطة مدروسة وممنهجة، كل فرد فيها يعرف دوره ولدينا فى الجامع العمل مقسم عبر مجموعات عمل كل فرقة بها مدير ومسئولة عن مهمات معينة، وفعالية أو فعاليتين على مدار اليوم، إذ يصل عدد العاملين على تنظيم فعاليات شهر رمضان إلى ما يقارب 40 باحثا و20 إداريا.
< ماذا عن التنسيق مع وزارة الأوقاف؟
ـــــ وزارة الأوقاف لها ترتيبات خاصة فى كل مساجدها؛ لكن الجامع الأزهر يتبع المشيخة فقط سواء من حيث الإدارة أو القوانين، أول الأنظمة؛ هو أساس المؤسسة الأزهرية ويخضع لإشراف شيخ الأزهر الذى كان مقره الأساسى فيه قديمًا ولا يزال له مكتبه الخاص فى الجامع حتى الآن.
< كيف يتم اختيار أئمة الجامع؟
ـــــ تبدأ عملية اختيار الأئمة من أول شهر رجب تقريبًا، ثم اختبارهم من قبل الجامع ولجنة مراجعة المصحف برئاسة الدكتور عبدالكريم صالح، ووكيل اللجنة الشيخ حسن عبدالنبى.
< هل أنشطة المقارئ والملتقيات قاصرة على شهر رمضان؟
ـــــ الملتقيات مستمرة طول السنة بين المغرب والعشاء، منها ملتقى التفسير والإعجاز يوم الأحد، والملتقى الفقهى يوم الاثنين، وملتقى يوم الثلاثاء، وملتقى السيرة النبوية يوم الأربعاء، بالإضافة لملتقى للمرأة وملتقى الطفل.
كما يقام كل أسبوع مجلسان حديثان يحاضر فيه من كبار العلماء فى الأزهر الشريف، ونشاط شيخ العمود لشرح كتب للتراث، فضلا عن رواق العلوم الشرعية والعربية، وبذلك تفوق محاضرات الأسبوع 192 محاضرة.
< هل هناك أنشطة اجتماعية للجامع؟
ـــــ من الناحية العلمية والتعليمية، هناك ملتقى أسبوعى يُعقد لذوى الهمم، وقد قرر الإمام الأكبر لمن يحضره إثابة مالية قدرها 200 جنيه فى كل درس. كما ننظم عددًا من الملتقيات بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة فى المحافظات والمراكز المختلفة.
< حدثنا عن نشاط الأروقة فى الجامع؟
ـــــ الرواق يلبى رغبات من لم تتوفر لهم فرص الدراسة فى المعاهد والجامعات الأزهرية؛ ولدينا 15 ألف دارس ودارسة فى رواق العلوم الشرعية والعربية، و190 ألف طفل مقيدون فى برنامج حفظ القرآن، و5 آلاف فى المنصة عن بعد، و36 ألف دارس من كبار السن، وما يقرب من 5 آلاف محفظ. ورواق العلوم الشرعية والعربية يحظى بإقبال كبير فى كل المحافظات ويتكون من 3 مراحل التمهيدية والمتوسطة والتخصصية بنظام 5 أشهر دراسة وشهر للاختبارات وشهر للنتيجة ثم استكمال الدراسة.
وبشكل عام فهناك أنشطة ممتدة فى الجامع منذ إنشائه، لكن منذ 2020 بدأ نشاط الأروقة يزداد والملتقيات، فأطلقنا ما يقرب من 570 فرعا، ووصلنا الآن لـ1250 فرعا للأطفال، و236 فرعا للكبار.
واستهدفنا من خلال هذه الأنشطة تلبية احتياجات الناس لتلقى العلم الشرعى، فى إطار تحصين المجتمع من الأفكار الضالة.