أسامة غريب: أشعر بأن شخصيات رواية حارة ودن القطة أصدقائي.. والتنوع فرصة ذهبية في الأعمال الأدبية الساخرة - بوابة الشروق
الأربعاء 9 يوليه 2025 7:53 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

أسامة غريب: أشعر بأن شخصيات رواية حارة ودن القطة أصدقائي.. والتنوع فرصة ذهبية في الأعمال الأدبية الساخرة

مي فهمي - تصوير: رافي شاكر
نشر في: الثلاثاء 8 يوليه 2025 - 11:48 م | آخر تحديث: الثلاثاء 8 يوليه 2025 - 11:48 م

نظمت دار الشروق مساء اليوم الثلاثاء، حفل مناقشة وتوقيع رواية "حارة ودن القطة" للكاتب أسامة غريب بمبنى قنصلية بوسط البلد.

وحضر الندوة المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق، والباحث والأكاديمي كمال مغيث، والصحفي محمد السطوحي، ونانسي حبيب مسؤولة النشر بدار الشروق، وعمرو عزت مسؤول التسويق بدار الشروق، وأدار الندوة الكاتب الصحفي سيد محمود.

استهل الكاتب الصحفي سيد محمود الندوة مرحباً بالكاتب أسامة غريب، مؤكداً أنه ليس فقط كاتباً ساخراً، لكنه كاتب واسع شامل خلق توجهاً ومساراً في الكتابة في السنوات الأخيرة.

كما وجّه سيد محمود تحية خاصة لوليد طاهر، مصمم غلاف رواية "حارة ودن القطة"، مشيراً إلى أن الغلاف كان واحداً من المداخل المهمة في التعامل مع النص.

وتابع سيد محمود في تعليقه على الرواية موضحاً أنها سلسلة من المغامرات المصاغة في شكل فصول قصيرة، قائمة على نوع من التدفق السريالي، بحيث يكون الحد الفاصل فيها بين العالم الحقيقي أو الواقعي، الذي يمكن أن نستدل على ملامحه مرة أخرى، ومن خلال تدفق عالم متخيل بشكل أساسي، وذلك من طبيعة الجريمة حتى تعامل سكان حارة ودن القطة مع هذه الجريمة.

وأضاف سيد محمود في حديثه عن الرواية قائلاً: "أكثر شيء يلفت نظر القارئ عند قراءة "حارة ودن القطة" هو الطابع الدرامي للشخصيات، حيث تتجسد أمامه صور الفضاءات الخاصة بالشخوص، ويتحول العالم السردي إلى عالم بصري بكل ملامحه وتفاصيله".

وتابع سيد محمود: "الشخصيات في الرواية تنمو بشكل متسارع، ولكل شخصية قضاياها وأزماتها، والطرق المتعددة الخاصة بها للتحايل على هذه المواقف، فلمعان الشخصيات وانطفاؤها ثم عودتها من جديد، يأخذ بعداً درامياً بأن هناك علاقات متشابكة بين الشخوص، حيث استطاع الكاتب أسامة غريب البناء والحفاظ على كل شخصية".

واستطرد سيد محمود خلال الندوة: "مع الجانب الدرامي للعمل، هناك حالات أو اشتباكات مع الواقع، سواء المحلي أو الدولي، مثل وجود القادة والمؤثرين حولنا، وهنا يتضح أن الكاتب الذي يُنتج كتابة ساخرة ليس هدفه الضحك والابتسامة فقط، ولكن لديه نبلاً، وهو أن يكون مدفوعاً برغبة في الاشتباك مع الواقع، بحيث يكون مستوى من السخرية والتهكم المطروح نرى من خلاله تأثير القضايا الكبيرة على القضايا الصغيرة والشخصيات التي تبدو مهمشة وداخل حوض زجاجي، ولكنهم مشتَبكون مع هذا العالم الكبير بشكل وطيد".

وأشار سيد محمود: "الكاتب أسامة غريب لديه مهارة مذهلة في ابتكار مجازات وشخصيات وأسماء لها دلالات، والمجازات التي يبتكرها ليست بعيدة عن خطابات الحياة اليومية التي يتم تفكيكها دوماً، كما أن البناء الذي يخلقه من خلال تحرر شخصياته من الصعب أن نفصله عن مؤسسات الرعاية والحكم، لأنها انعكاسات لهذا العالم المعقد الذي أفرز الشخصيات التي تحاول الاحتيال على الواقع نتاج أزمات من خلال السخرية، وهذا الواقع له ملامح فانتازيا ونزعة غرائبية وتدفق للصور والخيال ذات طابع سريالي".

وأنهى سيد محمود حديثه عن الرواية قائلاً: "الهدف الحقيقي الذي نلمسه من التعامل مع هذا الكتاب هو أنه مجاز كبير للقضايا التي تشغل العالم، كأن الرواية أحلام هؤلاء الجوعى، أحلامهم في حرية الاختيار، وتعكس كيفية فقدان الثقة في الواقع، وهو ما نجده طَوال الوقت في الرواية، ويدفع كل الشخصيات لمغادرة هذا الواقع وخلق حياة بديلة، وكأن الحارة مزرعة للخيال، وأسئلة ناتجة عن خيال خصب وتدفق لا نهائي للعلامات والرموز، وهو نص يتضمن أسئلة واستفسارات رمزية تعكس ثقافة الكاتب، ليس فقط لأنه مشتَبك مع العالم، ولكن أيضاً لديه إحالات ذكية ورغبة دائمة في نقل حياة متوهمة بكل عناصرها، وهي حياة فنية بالمعنى الواضح والمؤكد، يشتبك فيها مع الواقع، والكتابة الساخرة إنتاج مضاد لهذا الواقع، والتهكم فيها وسيلة لمقاومة هذه الحياة".

من جانبه، تحدث الكاتب أسامة غريب عن روايته "حارة ودن القطة"، موضحاً أن ملامح كل شخصية في الرواية كانت موجودة في خياله، وعلى دراية كبيرة بتفاصيل كل شخصية وحقيقتها.

وأضاف أسامة غريب خلال الندوة: "قدمت الشخصيات كما كانت في خيالي، بالشكل الذي جاء على خاطري باستمرار، ولم أرد أن أمنع حالة التدفق التي امتلكتني خلال الكتابة، فأنا كتبت هذا النص على مدار ثلاث سنوات، وعندما عدت إليه مرة أخرى، قمت بإعادة صياغته من أول وجديد عند تقديمه لدار الشروق، لكنني لم أحذف أي شخصية، بل بالعكس أضفت عليها".

وتابع الكاتب أسامة غريب: "كنت أشعر أن أبناء حارة ودن القطة أصدقائي، وأنني أعيش معهم في الحارة، وكل هذه الشخصيات المتنوعة هي الفرصة الذهبية في الأعمال الأدبية الساخرة، والتي تخلق للكاتب مساحة فريدة لوضع كل ما يأتي على ذهنه من حالة الكوميديا التي لا يصدقها العقل".

وعن أسماء الشخصيات في العمل، قال أسامة غريب: "الإحساس هو الذي يقودني في اختيار الأسماء، وبعد ذلك، عندما أتطرق في الكتابة، يتأكد هذا الاختيار أو لا".

وعن دمج الفانتازيا بالواقع، قال الكاتب أسامة غريب: "حارة ودن القطة تضم خليطاً كبيراً من الناس، فهناك أشخاص لديهم وعي، وأشخاص آخرون يتسمون بالجشع والإجرام، وطَوال الوقت هناك مساحات تسمح بطرح موضوعات سياسية، خاصة أن الحارة كانت مقصداً للكثير من جنسيات مختلفة، ومن خلالهم تأتي السخرية من الحروب والتفكك".

وأنهى الكاتب أسامة غريب حديثه موضحاً الفرق بين الكتابة الأدبية الساخرة والكتابة الهزلية، قائلاً إن الكتابة الساخرة تحمل في طياتها الجد، أما الكتابة الهزلية فهي الكتابة غير الجادة، كما عبّر عن أمنيته في تحويل "حارة ودن القطة" إلى عمل درامي، سواء كان في شكل مسلسل أو فيلم.

كما تحدث خلال الندوة الدكتور كمال مغيث قائلاً: "السخرية هي مفتاح أساسي للشخصية المصرية، والمتمثلة في الوعي والسلوك، ومثال على ذلك نجد أن في المواقف الصارمة والصعبة يتم تناولها بشكل ساخر، فالسخرية مكون أصيل من الشخصية المصرية، وخاصة إذا كانت نابعة من شخصية متميزة مثل الكاتب أسامة غريب، الذي وُلد في حي الضاهر المتنوع والمختلف، والذي مر بتجارب حياتية متعددة، وعاصر تغيّر المجتمع، وعاش أزماته ومشاكله وتحولاته الجذرية، فاستطاع أن يقدّمه ويضيف إليه، ونتيجة خبراته وسفرياته وثقافته أن يُقدّم التراث وفكرة السخرية المصرية من جديد، وإحساسه بالمشكلات التي نواجهها في الحقيقة، وأن الدنيا مليئة بلصوص أكثر وخداع مما نتصور، بشكل خيالي فانتازي ساخر".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك