حذر الباحث البيئي حسن عباس من الخطر المتصاعد للأكياس البلاستيكية على البيئة وصحة الإنسان، واصفًا إياها بـ"القنبلة الموقوتة" التي تتراكم آثارها عبر عقود.
وأضاف في تصريحات لـ"الشروق"، أن العالم يستخدم سنويًا نحو تريليون كيس بلاستيكي، أي ما يعادل مليوني كيس كل دقيقة، وفقًا لبيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة (2023).
وتابع: "المفارقة أن متوسط استخدام الكيس الواحد لا يتجاوز 12 دقيقة، بينما يحتاج إلى ما يصل إلى مئات السنوات ليتحلل في الطبيعة".
وأشار عباس إلى أن الكارثة البيئية تتجلى في وصول 8 ملايين طن من البلاستيك سنويًا إلى المحيطات، نصفها تقريبًا عبارة عن أكياس وأغلفة، بحسب دراسة حديثة نشرتها مجلة Science Advances (2024).
وتابع: "هذه النفايات تقتل أكثر من 100 ألف حيوان بحري كل عام، من بينها السلاحف التي تبتلع الأكياس ظنًا أنها قناديل بحر".
وعلى صعيد الصحة العامة، كشف عباس عن أرقام مقلقة، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية (2024) أن 94% من مياه الصنبور حول العالم تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة. وأردف: "الأخطر أن أبحاثًا علمية أثبتت وجود بلاستيك دقيق في دم 80% من البشر، وهذه الجزيئات تحمل مواد مسرطنة مثل ثنائي الفينول أ والفثالات، التي تنتقل بسهولة إلى الأطعمة، خاصة عند تخزين المواد الساخنة".
واستشهد عباس بتجارب دولية ناجحة، منها رواندا التي حظرت الأكياس البلاستيكية منذ عام 2008 فخفضت التلوث بنسبة 90%، والإمارات التي فرضت ضريبة عام 2023 قللت الاستهلاك بنسبة 70%.
وأكد أن الحلول تكمن في "تشجيع الأكياس القماشية أو الورقية، وفرض حظر شامل على الأكياس أحادية الاستخدام، وتنفيذ حملات توعية مجتمعية كما فعلت المغرب وخفضت استهلاك البلاستيك 60% خلال عام واحد".
واختتم الباحث البيئي حديثه قائلاً: "كل كيس بلاستيكي نتجنبه اليوم هو خطوة لإنقاذ حياة الغد. علينا التحرك الآن قبل أن نجد البلاستيك يملأ موائدنا بدلًا من أطباق الطعام".