مع دخول فصل الشتاء وتراجع درجات الحرارة، يبدأ كثيرون في البحث عن وسائل سريعة للدفء ومقاومة البرد القارس، لكن الحل لا يقتصر على التدفئة الصناعية أو الملابس الثقيلة فقط، بل يمكن للجسم نفسه أن يتأقلم مع البرد، كما يمكن للمنزل أن يتحول إلى ملاذ دافئ بخطوات بسيطة.

كيف يتأقلم الجسم مع البرد؟

بحسب صحيفة الشرق الأوسط، منذ ستينيات القرن الماضي، اكتشف باحثو الجيش الأمريكي أن الإنسان قادر على تعويد جسده على البرودة، ففي تجربة أجروها على مجموعة من الرجال قضوا 8 ساعات يوميًا داخل غرفة بدرجة حرارة 10 مئوية، لاحظ العلماء أن أجسادهم توقفت عن الارتعاش بعد أسبوعين فقط من التعرّض المنتظم للبرد.

وأكدت دراسات حديثة، بالتعاون بين باحثين من المملكة المتحدة والدول الإسكندنافية، أن كل البشر يمتلكون قدرة فطرية على التأقلم مع الطقس البارد، حتى وإن كانت هذه القدرة نائمة أو غير نشطة بسبب أساليب الحياة الحديثة التي تُغرقنا في التدفئة الزائدة.

وفي دراسة نُشرت عام 2014 في مجلة بلوس وان العلمية، جلس متطوعون في حمامات مياه بدرجة حرارة 14 مئوية لمدة 3 ساعات يوميًا، في البداية كانوا يرتجفون، لكن بعد 20 يومًا تأقلمت أجسامهم وتوقفت عن الارتعاش، في إشارة إلى أن الجسم يستطيع أن يدرّب نفسه على البرد.

خطوات منزلية تمنحك دفئًا طبيعيًا

وبالتوازي مع ما يقوله العلماء عن تدريب الجسم على البرودة، يمكننا أيضًا تهيئة منازلنا لمقاومة موجات البرد القارس بطريقة بسيطة وفعالة من خلال الآتي:-

استخدام أشياء تمنحك الدفء

بحسب موقع HPSC، اجعل درجة حرارة الغرف الرئيسية بين 18 و21 درجة مئوية، وتناول وجبة ساخنة واحدة على الأقل يوميًا، وأكثر من المشروبات الدافئة، واحرص على التحرّك داخل المنزل؛ فالنشاط البدني يُبقي الجسم دافئًا، مع تجنّب الإفراط في الكافيين أو الكحول لأنهما يُفقدان الجسم حرارته بسرعة.

منع تسرب الهواء

ويمكن ذلك من خلال غلق الفتحات والشقوق حول الأبواب والنوافذ بشرائط مطاطية أو إسفنجية، والتأكد من سلامة الأسقف والجدران لمنع تسرب الهواء البارد.

تغيير ديكور المنزل

يمكن ذلك من خلال تحريك الأثاث بعيدًا عن النوافذ وتقريبه من المدفأة، مع تنسيق جلسات مريحة ودافئة تشجع على السمر العائلي، فالتغيير البسيط في ترتيب البيت يجدد الطاقة ويبدد الشعور بالملل في أيام الشتاء الطويلة.

استبدال الستائر والأقمشة

تُعد الستائر السميكة أو المبطّنة بالصوف درعًا حراريًا ممتازًا، خاصة إذا تم استخدام بطانة داخلية تمنع تسرب الهواء، كذلك يُفضل استبدال أغطية الأسرة والمقاعد بأقمشة شتوية مثل القطيفة أو الفرو أو الصوف بألوان ترابية دافئة.

تغطية الأرضيات

كما يُساعد السجاد السميك أو الموكيت على عزل البرودة ويمنح القدم شعورًا فوريًا بالدفء، ويمكن تزيين الزوايا بقطع من السجاد الفرو لإضافة لمسة من الأناقة والراحة.

الاستفادة من الشمس

وفي الأيام المشمسة، يمكن فتح النوافذ صباحًا لتمرير أشعة الشمس التي تدفئ المكان طبيعيًا وتمنح جرعة من فيتامين (د) الذي يحسّن المزاج ويكافح الاكتئاب الشتوي.

لا تهمل شرفتك

قم بترتيبها ببعض النباتات، والشموع، ومدفأة صغيرة، واستمتع بفنجان قهوة صباحي تحت أشعة الشمس الباردة، فلحظات بسيطة تبعث دفئًا في الروح قبل الجسد.

وذلك لأن مواجهة البرودة لا تعني فقط زيادة التدفئة أو الاحتماء بالبطانيات، بل هي مزيج من الذكاء الجسدي والبيئي، حيث يمكنك أن تدرّب جسمك على مقاومة البرودة تدريجيًا، وفي الوقت نفسه تخلق في منزلك أجواء دافئة ومريحة دون تكاليف كبيرة.