طالب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بإعطاء دفعة جديدة لعملية تقارب دول غرب البلقان مع الاتحاد الأوروبي.
وقبل اجتماعه مع دول غرب البلقان في عاصمة أيرلندا الشمالية بلفاست، قال فاديفول اليوم الأربعاء:" الناس بدأوا يفقدون الثقة في أن يكون لهم مستقبل قريب داخل الاتحاد الأوروبي"، وتابع الوزير الألماني محذرا:"لا يمكننا تحمل ذلك، لأن الأمر قد يؤدي إلى الانتكاس إلى عصور العداء القديمة وتزايد نفوذ روسيا والصين في المنطقة".
وفي هذا السياق، شدّد فاديفول المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي، على أن "عملية برلين”" التي أطلقتها المستشارة السابقة أنجيلا ميركل عام 2014، أصبحت أهم من أي وقت مضى باعتبارها محركًا لعملية انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال فاديفول:"غرب البلقان جزء من عائلتنا الأوروبية"، وأردف:" ومن ثم فالأمر المؤكد بالنسبة لنا هو أننا سنواصل الطريق الذي تم سلوكه نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع الدول الست في المنطقة".
ورغم مرور سنوات، فإن عملية انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي لا تزال تراوح مكانها. ويُنظر إلى مونتينيجرو (الجبل الأسود) على أنها الأكثر تقدمًا في المفاوضات، إلا أنه لا يوجد حتى الآن موعد محدد لانضمامها إلى التكتل. وكانت مفاوضات الانضمام مع مونتينيجرو وصربيا بدأت في عامي 2012 و2014 على التوالي، بينما انطلقت هذه المفاوضات مع ألبانيا ومقدونيا الشمالية عام 2022.
أما البوسنة والهرسك فقد حصلت على صفة دولة مرشحة للانضمام، لكنها لم تبدأ المفاوضات بعد، في حين تُعْتَبَر كوسوفو مرشحًا محتملاً.
وأوضح فادهفول أن الهدف أيضًا تعزيز التعاون اليومي وتحقيق تحسينات ملموسة في حياة الناس — سواء من خلال برامج شبابية عابرة للحدود، أو حرية التنقل والسفر، أو الاعتراف المتبادل بالمؤهلات الدراسية والمهنية.
ورأى فاديفول أن طريق المصالحة في المنطقة ما زال يحتاج إلى خطوات عديدة، لافتا إلى أن هذا السبب وراء أهمية الموقع (مدينة بلفاست) الذي اختاره المضيفون البريطانيون للاجتماع. قال الوزير الألماني إن بلفاست ترمز إلى كيفية تحقيق المصالحة بعد عقود من الانقسام الاجتماعي.
واستطرد فاديفول:" لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، بل بفضل الصبر والإرادة السياسية، وقبل كل شيء شجاعة العديد من الناس الذين سعوا مرارا إلى التقارب في الظروف الصعبة".
يُذكر أن الصراع في إيرلندا الشمالية أودى بحياة عدة آلاف من الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، واستمرت الحرب الأهلية هناك من أواخر ستينيات القرن الماضي حتى تم إيقاف الحرب إثر توقيع اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998.