أزمة الفيزياء في جامعات بريطانيا تدق ناقوس الخطر.. هل تفقد المملكة المتحدة ريادتها العلمية؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 8 أكتوبر 2025 4:17 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

أزمة الفيزياء في جامعات بريطانيا تدق ناقوس الخطر.. هل تفقد المملكة المتحدة ريادتها العلمية؟

سوزان سعيد
نشر في: الأربعاء 8 أكتوبر 2025 - 10:23 ص | آخر تحديث: الأربعاء 8 أكتوبر 2025 - 10:23 ص

يُعد علم الفيزياء من التخصصات شديدة الأهمية، إذ يساعد في اكتشاف القوانين الأساسية للطبيعة، وتطوير التقنيات والابتكارات في مجالات متنوعة كالفضاء والطب والطاقة النووية، إلى جانب توفير الأدوات النظرية والتجريبية اللازمة للبحث في علوم أخرى، كما يساهم في فهم الظواهر الفيزيائية الكامنة وراء التقنيات الحديثة، مثل أجهزة التصوير الطبي والمواد المتقدمة.

وتعتمد البلدان التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالبحث العلمي، مثل المملكة المتحدة، على هذا العلم لما يلعبه من دور مهم في خدمة توجهاتها العلمية من خلال المساعدة في الأبحاث والاكتشافات التكنولوجية التي تُبقي بريطانيا في صدارة الدول المتقدمة، إلا أن استطلاع رأي أجراه معهد الفيزياء بين رؤساء الأقسام أثار مخاوف واسعة حول إلغاء بعض أقسام الفيزياء في الجامعات البريطانية، ما يترتب عليه تقويض المكانة العلمية للمملكة على مستوى العالم، بحسب صحيفة "الجارديان".

غلق الأقسام أو تقليص الدورات الدراسية

كشفت الدراسة أن 26% من رؤساء أقسام الفيزياء يواجهون إغلاقًا محتملاً لأقسامهم خلال العامين المقبلين، فيما قال 60% "إنهم يتوقعون تقليص الدورات الدراسية".

وقالت 4 من أصل 5 أقسام "إنها تقوم بخفض أعداد الموظفين، ويفكر الكثير منها في عمليات الدمج أو التوحيد"، وهو ما وصفه كبار الفيزيائيين بأنه "تهديد خطير لنجاح المملكة المتحدة في المستقبل".

العجز المالي يقوّض ريادة المملكة المتحدة

قال رئيس قسم الفيزياء في إحدى الجامعات: "جامعتنا تعاني من عجز قدره 30 مليون جنيه إسترليني، ما يترتب عليه تجميد الوظائف وانخفاض المعنويات. وبالرغم من ذلك، يواصل زملاؤنا تقديم أفضل أداء ممكن تحت ضغط متزايد، وأنا قلق للغاية من أننا نقترب من نقطة الانهيار".

وقال البروفيسور دانييل توماس، رئيس منتدى رؤساء الفيزياء في معهد الأفراد ورئيس كلية الفيزياء والرياضيات في جامعة بورتسموث، إن نتائج الاستطلاع كانت "مصدر قلق كبير" بالنسبة للقيادة البريطانية في مجالات مهمة.

الطلاب المحليون والدوليون سبب الضغوط المالية

قال توماس إن انخفاض قيمة الرسوم الدراسية المحلية وقلة أعداد الطلاب الدوليين هما السببان الرئيسيان وراء الضغوط المالية، حيث إن أقسام الفيزياء الأصغر حجمًا هي الأكثر عرضة للخطر، ما يعني أن أماكن تدريس الفيزياء ستصبح محدودة للغاية، إلى جانب أنها لن تكون موزعة على كافة أنحاء المملكة، مما يتعارض مع أهداف توسيع المشاركة، ويترتب عليه حرمان بعض الفئات من فرص دراسة الفيزياء.

إصلاحات جذرية لتجنّب الخطر

طالب معهد الفيزياء باتخاذ إجراءات حكومية فورية لتجنب "الأضرار التي لا يمكن إصلاحها"، بما في ذلك توفير التمويل لدعم المختبرات ومرافق البحث القائمة، إلى جانب إنشاء "نظام إنذار مبكر" لمراقبة الأقسام المعرضة لخطر الإغلاق، والحد من الضغوط التي تؤثر على استقطاب الطلاب الدوليين.

وعلى المدى البعيد، تدعو المنظمة إلى إجراء إصلاحات جذرية في تمويل التعليم العالي للسماح للجامعات بتغطية التكاليف الكاملة لتدريس المواد ذات الأهمية الوطنية مثل الفيزياء، من خلال تعديل اللوائح والقوانين لتصبح أكثر مرونة وتساعد الجامعات على توفير تمويلها المطلوب بسهولة.

الحكومة تعد بزيادة التمويل وبقاء الريادة

قال متحدث باسم الحكومة: "إن الحكومة ستزيد التمويل المخصص للبحوث والابتكار العام بما يزيد على 22.5 مليار جنيه إسترليني سنويًا بحلول عام 2029-2030، وهو ما يمثل زيادة حقيقية بنسبة 3% مقارنة بعام 2025-2026".

وقال متحدث باسم الوزارة: "إن استثمارنا البالغ 86 مليار جنيه إسترليني في البحث والتطوير العام حتى عام 2030 سيساعد الجامعات البريطانية ذات المستوى العالمي على الاستمرار في قيادة الاكتشافات".

الفيزياء أصل التقدّم التكنولوجي

قال توماس: "الفيزياء أساسٌ لجميع التطورات التكنولوجية، وقد فعلت ذلك في الماضي وستفعله في المستقبل"، مضيفًا أن قيادة المملكة المتحدة في العديد من المجالات، مثل الكم، والفوتونيات، والفضاء، إلى جانب التكنولوجيا الصديقة للبيئة، وعلوم البيانات، والصناعات الدفاعية، والعلوم النووية، تعتمد على الفيزياء، والتي تتطلب جميعها بلا شك فيزيائيين ذوي مهارات عالية لإدارتها.

وأضاف: "إذا فقدنا تلك المهارات، وإذا لم نقم بتعليم الجيل القادم بتلك المهارات، فإننا بالتأكيد نعرض قيادتنا العالمية كدولة للخطر، وهذا أمر مثير للقلق الشديد".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك