يعقد البرلمان اللبناني جلسة غاية في الأهمية، اليوم الخميس، حيث يشهد جدول أعمالها انتخابات لرئيس الجمهورية، وذلك بعد أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي منذ انتهت ولاية الرئيس ميشيل عون بنهاية أكتوبر 2022.

وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الأربعاء، عن تفاؤله بأن برلمان بلاده سينتخب في الجلسة المحدد انعقادها، رئيسا جديدا للجمهورية.

- قصر بعبدا وغياب العلم اللبناني

من أبرز مشاهد الفراغ الرئاسي التي جرت بلبنان، إقفال مكتب رئيس الجمهورية، وقاعات مجلس الوزراء، والاجتماعات، والاستقبال، وإنزال العلم اللبناني عن شرفة القصر الجمهوري وعن السارية في الساحة الخارجية، كما أُقفلت سائر الأبواب المؤدية إلى البهو الكبير وجناح إقامة الرئيس.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حدثت رئاسة الجمهورية صورة حسابها الرسمي على منصة "إكس"، حيث استُبدلت صورة الرئيس السابق ميشال عون بشعار الرئاسة.

وتم على الفور إزالة صورة الرئيس السابق ميشال عون من المكاتب الرسمية في جميع دوائر الدولة، بدءًا من رئاسة مجلس الوزراء مرورًا بالوزارات وحتى جميع المكاتب الرسمية، في المقابل استمر عناصر لواء الحرس الجمهوري، المؤلف من حوالي 1500 عنصر مدربين تدريباً عالياً، بتأمين الحماية لمحيط القصر الجمهوري، بينما تم إلحاق قيادته بقيادة الجيش.

ويتيح هذا الإجراء لقيادة الجيش الاستعانة بعناصر اللواء في مهمات عملانية، كما حدث بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان ومرحلة الفراغ الرئاسي السابقة، عندما نصب الحرس الجمهوري حواجز أمنية في محيط الضاحية الجنوبية لبيروت، وفقا لتقرير لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

-آلية انتخاب الرئيس اللبناني.. بين العرف والدستور

ويتميز لبنان بطريقة خاصة في طريقة انتخابه لرئيس الجمهورية، حيث لا تتضمن فترة دعاية أو تقدم بأوراق ترشح لذلك المنصب، ويتم حسم الأمر من خلال توافقات سياسية بين الأحزاب والطوائف، حيث يقضي العرف في لبنان بأن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا.

وعن آلية الانتخاب وإجراءاته، عند دعوة رئيس مجلس النواب إلى انتخاب رئيس الجمهورية، تبدأ العملية الانتخابية بشرط توفر نصاب الثلثين من أعضاء المجلس النيابي، أي حضور 86 نائباً على الأقل.

ووفق المادة 49 من الدستور، يُنتخب رئيس الجمهورية في دورة التصويت الأولى بأغلبية الثلثين 86 نائباً، ويُكتفى بالغالبية المطلقة "النصف +1" في الدورات التالية.

وبعد تحقق النصاب، يفتتح رئيس البرلمان الجلسة ويباشر عملية الاقتراع فوراً، حيث يتم توزيع صندوق الاقتراع على النواب الحاضرين، ويحق لكل نائب التصويت لأي لبناني، بغض النظر عن طائفته أو إعلانه الترشح، إذ لا يشترط الدستور الترشح الرسمي ولا يحدد طائفة الرئيس.

-الورقة البيضاء

ويرجح أن تنهي جلسة الخميس حالة الفراغ الرئاسي الذي استمر لأكثر من عامين، حيث أخفق البرلمان اللبناني على مدار 12 جلسة عام 2023 في انتخاب رئيس للبلاد بين تغيب عن حضور الجلسة وعدم إكمال النصاب القانوني، أو خيار الورقة البيضاء ومنع المرشحين من الوصول لشرط أغلبية الثلثين.

-تحرك دولي لإنهاء شغور الرئاسة

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء الماضي، أن جان إيف لودريان، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيشارك في جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، المقرر انعقادها في 9 يناير الجاري، بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ودعت الخارجية الفرنسية، في بيان لها، النواب اللبنانيين إلى التوصل لتوافق يسمح بانتخاب رئيس قادر على تشكيل حكومة فعّالة تلبي تطلعات الشعب اللبناني، وتنفذ الإصلاحات الضرورية لضمان استقرار البلاد وأمنها.

وأوضحت الوزارة أن زيارة لودريان تأتي ضمن جهود مستمرة منذ أكثر من عامين بالتنسيق مع شركاء لبنان وأصدقائه في اللجنة الخماسية، التي تضم فرنسا، الولايات المتحدة، السعودية، مصر، وقطر.

وتستند هذه الجهود إلى المبادئ المتفق عليها خلال اجتماع اللجنة في العاصمة القطرية الدوحة في يوليو 2023.