غالب مدير الإغاثة الطبية في غزة بسام زقوت، دموعه على الهواء، وذلك خلال حديثه عن الأوضاع الكارثية في القطاع المحاصر؛ جراء العدوان الوحشي الإسرائيلي.
وقال خلال تصريحات لفضائية «إكسترا نيوز»، مساء الأربعاء، إن المواطنين في غزة يعيشون حالة من القهر النفسي التي تعجز الكلمات عن وصفها.
وأضاف: «في غزه لم نعد نملك حتى رفاهيه الانهيار، نتصنع القوة ونتماسك من أجل أبنائنا وأهلنا وأصدقائنا داخل وخارج القطاع، وإن كتب لنا أن نرى نهاية لهذا الكابوس - ونتمنى ذلك - فحتما لن نستطيع أن نمنع أنفسنا من البكاء».
واستطرد: «سنبكي على أحبائنا الذين رحلوا دون وداع، وسنبكي على غزة مدينتنا الجميلة التي دمرت ولم نعد نراها إلا عبر الصور، سنبكي على بيوتنا التي وقفت طويلا أمام رياح التهجير لكنها بالنهاية سقطت، وسنبقى نبكي حتى نجد أنفسنا أمام واقع أليم وحاضر بلا ملامح، مستقبل بلا أفق وخيارات صعبة؛ لنعود ونتصنع القوة مرة أخرى من أجل انفسنا حتى لا نهزم من الداخل».
وأكمل: «أعتقد أننا سنكتب الكثير إن كتبت لنا النجاة من هذا العدوان، سنكتب الكثير في مذكراتنا لعلها تجد طريقها إلى هذا العالم؛ لتحيي مرة أخرى الإنسانية ويتغير العالم ويصبح أكثر صنعًا للسلام، وليس واقفًا ومتفرجًا على مشاهد الحروب في غزة، أو يستمتع بما يراه من مشاهد وعذابات الناس ويخرج بترندات مختلفة، أو عالم يتربح من صناعة الموت في القطاع، لكن إن لم تكتب لنا النجاة فراجعوا إنسانيتكم قبل أن تقعوا في فخ الحروب».
وشدد على أن الموقف المصري برفضه لخطة التهجير، أنقذ قطاع غزة، وأجبر إسرائيل على إعادة ترتيب أولوياتها والبحث عن بدائل، مثمنًا التغيير في الرأي العام الأوروبي والمظاهرات التي خرجت لوقف الإبادة الجماعية والمآسي الإنسانية في غزة.
وأشار إلى أهمية هذا التغيير؛ لبث الأمل داخل القطاع، معربًا عن أسفه للعجز الدولي في التعامل مع الحرب على غزة، خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعجزهما عن إصدار قرار لوقف الحرب، وفرض العقوبات على إسرائيل ووقف هذه الجرائم المستمرة.
ولفت إلى حاجة غزة إلى فتح المعابر من أجل إدخال المساعدات، وإنهاء حالة الجوع التي يعانيها المدنيون، وإنهاء مأساة المرضى الذين لا يستطيعون الحصول على أي العلاج، مشددًا على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار وتحويله من مؤقت إلى دائم.