قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لشركة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن هناك 4 أسباب حالية تدفع سعر عيار 21 -الأوسع انتشارا في مصر – إلى مستويات الـ4000 جنيه فأكثر قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف إمبابي خلال تصريحاته لـ«الشروق» أن السبب الأول والرئيسي في ارتفاع المعدن الأصفر محليا، هو انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، لافتا إلى أن الدولار تحرك خلال تداولات اليوم فقط بنسبة 1%، وهو ما رفع أسعار المعدن الأصفر بأكثر من 100 جنيه بأسواق الصاغة.
وقفزت أسعار الذهب بأسواق الصاغة المحلية خلال تعاملات اليوم، الاثنين، - أولى تعاملات الأسبوع- بنحو 110 جنيهات، ليصل سعر جرام عيار 21 إلى 3795 جنيها، مقابل 3685 جنيها، بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.
وقفز سعر جرام عيار 24 إلى 4337 جنيها، مقابل 4211 جنيها، وعيار 18 سجل 3253 جنيها، مقارنة بـ3158 جنيها.
وكسب سعر الجنيه الذهب 880 جنيها ليصل إلى 30360 جنيها، بدون احتساب قيمة المصنعية أو ضريبة الدمغة وضريبة القيمة المضافة.
• تحرير سعر الصرف
أشار إمبابي إلى أن كل جنيه زيادة في سعر الدولار، يقفز بسعر الذهب بنحو 100 جنيه لكل جرام، لافتا إلى أن استمرار ارتفاع سعر الصرف بنفس الوتيرة خلال الفترة المقبلة سيدفع سعر عيار 21 إلى مستويات الـ3930 جنيها قبل نهاية العام الجاري، مع افتراض تحرك سعر الصرف إلى مستويات الـ52 جنيها، وثبات سعر الأوقية عالميا عند مستوى الـ2650 دولارا.
وقال مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي، نهاية الشهر المنقضي، إن سعر الصرف قد يشهد تحرك في حدود الـ5% صعودا أو هبوطا، مؤكدا على اللتزام الحكومة بسياسة سعر الصرف المرن.
وذكر مدبولي حينها، أن الحكومة لن تكرر الأخطاء السابقة، موضحا أن تثبيت سعر صرف الجنيه أمام الدولار يؤدي إلى مشكلات وخيمة تجبر البلاد على تعويم العملة وفقدان حوالي 40% من قيمتها مرة واحدة.
يذكر أن سعر صرف الدولار كان يُسجل وقت تصريحات مدبولي الأخيرة 49.70 جنيه، وهو ما يعني أنه إذا تحرك في حدود الـ5% صعودا، سيصل إلى مستويات الـ52.10 جنيه.
وواصلت أسعار صرف الدولار الارتفاع أمام الجنيه فى البنوك المحلية بما يترواح بين 44 و50 قرشا خلال تعاملات اليوم، الاثنين، وذلك بعد زيادة الأسعار بما يترواح بين 21 و26 قرشا، في نهاية تعاملات أمس الأحد، ليصل إلى مستويات الـ50.75 جنيه.
• التوترات الجيوسياسية
وتابع إمبابي أن السبب الثاني الذي يدعم ارتفاع أسعار الذهب محليا، هو تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد أحداث سوريا الأخيرة، لافتا إلى أن المستثمرين يجدوا في الذهب ملاذهم الآمن للتحوط من أي مخاطر سياسية أو اقتصادية محتملة، وهو ما سيرفع حجم الطلب عالميا على المعدن الأصفر.
• الفائدة الأمريكية
وذكر أن السبب الثالث، هو الانخفاض المتوقع في سعر الفائدة الأمريكية، موضحا أن خفض الفائدة يعزز جاذبية الذهب عبر تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به.
ويترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها هذا الأسبوع، حيث تشير توقعات أداة "فيدووتش" التابعة لمجموعة CME إلى احتمال بنسبة 85.1% أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الشهر الحالي وفق وكالات.
• الصين
أما عن السبب الرابع والأخير الذي سيدعم ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة القريبة المقبلة، هو عودة البنك المركزي الصيني إلى شراء المعدن الأصفر مرة أخرى بعد توقف دام لستة أشهر، بحسب إمبابي، الذي أضاف أن استئناف الصين عمليات شراء الذهب ستشكل دعما رئيسيا لسعر الأونصة عالميا خلال الفترة المقبلة.
ووفقاً لمجلس الذهب العالمي، قادت الصين الطلب خلال الربع الأول من العام وكانت أكبر مشترٍ في عام 2023. ويعكس استئناف المشتريات استمرار رغبة البنك المركزي الصيني في تنويع احتياطياته وحماية نفسه من تراجع قيمة العملة، رغم تداول الذهب عند مستويات تاريخية مرتفعة.
وأضاف إمبابي أن كل 100 دولار زيادة في سعر الأوقية عالميا ترفع الذهب محليا بنحو 160 جنيها لكل جرام، موضحا أنه بتلك الأسباب السابقة فإن السوق المحلية تترقب هبوط في قيمة الجنيه بالتزامن مع صعود متوقع في سعر الأوقية عالميا، وهو ما يؤكد على ارتفاع أسعار المعدن الأصفر محليا إلى 4 آلاف جنيه فأكثر خلال أيام قليلة.
وعالميا، تمكنت أسعار الذهب من تحقيق ارتفاعات قوية خلال أولى تداولات الأسبوع، اليوم، الاثنين، على خلفية التطورات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط الأخيرة والتي عززت الإقبال على المعدن النفيس تحوطاً من الاضطرابات المحتملة.
وقفز المعدن الأصفر في التعاملات الفورية بنسبة 1% تقريبا مسجلا 2658 دولارا للأوقية، كما زادت أسعار العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.72% لتصل إلى 2678 دولارا للأوقية.