بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتعليق الرسوم الجمركية 90 يومًا على الدول التي لم ترد بالمثل، يري خبراء اقتصاديين، ان مصر تُعد ضمن قائمة الدول التي لم ترد بإجراءات انتقامية، ما يجعلها مؤهلة للاستفادة من التعليق، خاصة أن الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح الولايات المتحدة، ما يجعل من مصلحة واشنطن عدم فرض رسوم جمركية على مصر، بل ربما تُمنح تسهيلات إضافية لتعزيز صادراتها.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، تعليق الرسوم الجمركية 90 يومًا على الدول التي لم ترد بالمثل، فيما رفع الرسوم على الصين إلى 125% بأثر فوري، بعد أن أعلن مساء أمس عن رفع التعريفات الجمركية عليها لتصل إلى 104%.
ويأتي ذلك ردا على وزارة المالية الصينية بعدما أعلنت صباح أمس، عن فرض رسوم إضافية بـ 84% على السلع الأميركية ابتداءً من الغد.
وقال أحمد عزام، رئيس الأبحاث وتحليل الأسواق في مجموعة إكويتي، إن مصر تُعد ضمن قائمة الدول التي لم ترد بإجراءات انتقامية، ما يجعلها مؤهلة للاستفادة من التعليق، لكن النقطة الأكثر أهمية هنا، أن الميزان التجاري يميل لصالح الولايات المتحدة، وليس العكس، موضحا أن وجود عجز تجاري لصالح أمريكا يجعل من مصلحة واشنطن عدم فرض رسوم جمركية على مصر، بل ربما تُمنح تسهيلات إضافية لتعزيز صادراتها. حيث أنها ورقة مهمة في المفاوضات التي لا تهدد الاقتصاد الأمريكي.
وأوضح عزام، أن إعلان ترامب عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على الدول التي لم ترد بالمثل، يبدو من الوهلة الأولى وكأنه بادرة حسن نية، لكنه في حقيقته يُمثّل نافذة تفاوض مشروطة وليس إعفاءً دائمًا.
وأضاف أن هذا التعليق قد يعنى احتمالية إلغاء دائم للتعريفات، ولكن بشرط واضح أن تُقدّم الدول المعفاة تنازلات أو تفاهمات تُقلّص العجز التجاري لصالح واشنطن، أو تُحسن شروط النفاذ لمنتجات أمريكية إلى أسواقها، وهذا يتماشى مع سياسة ترامب التجارية التي تتبنى منطق: "الترهيب بالتعريفات" من أجل الحصول على اتفاقات "ثنائية" بشروط أمريكية.
ومن جانبه قال أحمد معطى، المدير التنفيذي لشركة في أي للاستثمارات، إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتعليق الرسوم الجمركية 90 يومًا على الدول التي لم ترد بالمثل، قرار إيجابيًا، يعفي الدول التى لم ترد بالمثل ومنها مصر، من الرسوم الجمركية مؤقتا لمده 90 يوم، وهو ما يشير إلى إمكانية إلغائها بشكل كامل.
وأوضح معطى، أن الرسوم الجمركية الأمريكية أثرت سلبا بقوة على جميع الدول، بالإضافة أدت إلى أن اهتزاز الثقه في الاقتصاد الأمريكي أيضا ، لافتا إلى أن مشكلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكبر مع الصين وليس مع جميع الدول .
وبدأ سريان التعريفات الجمركية الأمريكية على كل دول العالم، فيما فرضت واشنطن، بدءا من الأربعاء، رسوما جمركية بنسبة 104% على الصين، بعد تهديدات عديدة من قبل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، بعقاب بكين إذا لم تلغ ردها على دفعة التعريفات التي أعلنها الأسبوع الماضي.
وفيما أطلق عليه يوم (التحرير الأمريكي)، أعلن ترامب فرض تعريفات جمركية على الواردات إلى أمريكا من كل دول العالم بحد أقصى 50% وبحد أدنى 10%، شملت نحو 125 دولة، وكانت الحصة الأكبر من نصيب الصين وبعض دول آسيا مثل فيتنام، حيث ارتفعت لبكين إلى نحو 54%، وهو ما ادى إلى إعلان الصين فرض رسوم إضافية على الواردات من أمريكا بنحو 34% بدءا من غدا الخميس.
وطالت الرسوم كلاً من مصر والسعودية والإمارات والمغرب بنسبة 10%، والأردن بنسبة 20%، كما قرر فرض رسوم بنسبة 41% على سوريا، وبنسبة 31% على ليبيا، وعلى العراق بنسبة 39%، والتي من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ بدءاً من اليوم السبت 5 أبريل الجاري.
جدير بالذكر أن العجز التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر ياتى لصالح أمريكا، حيث إن صادرات مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2024 سجلت نحو 2.25 مليار دولار، فيما بلغت إجمالي قيمة الواردات لتسجل 7.56 مليار دولار خلال عام 2024، وفقا لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.