نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، توغلاً برياً جديداً داخل بلدة صيدا الحانوت الواقعة في ريف القنيطرة الجنوبي قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، واعتقلت رجلاً وابنه بعد مداهمة منزلهما.
وقال مصدر خاص لموقع «تلفزيون سوريا» إن التوغل تم عبر رتل عسكري كبير يضمّ أربع دبابات من طراز «ميركافا» ونحو عشر آليات عسكرية، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق البلدة والمناطق المحيطة.
وأوضح المصدر أن المعتقلين هما: فراس محمد المحمد (الأب)، وبشار فراس المحمد (الابن)، وقد اقتادتهم القوات الإسرائيلية إلى داخل الجولان السوري المحتل، بعد توغل استمر نحو ساعة ونصف، دون ورود أية معلومات إضافية حول مصيرهما حتى الآن.
ويأتي هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة على رفع قوات الاحتلال علمها لأول مرة فوق تل الأحمر الغربي، الواقع بالقرب من بلدة كودنة، وذلك عقب انسحاب قوات النظام المخلوع من الموقع، في خطوة تُعد مؤشراً على استمرار التصعيد والتحركات العسكرية الإسرائيلية في ريف القنيطرة الجنوبي، وسط حالة من الترقب والتوتر تسود المنطقة.
ومنذ سقوط نظام الأسد، تشهد المناطق الجنوبية من سوريا تصعيداً إسرائيلياً متواصلاً، تخللته غارات جوية استهدفت مواقع عدة، وتوغلات برية داخل المنطقة العازلة، مكّنت الاحتلال من السيطرة على مواقع استراتيجية أبرزها قمة جبل الشيخ، إضافة إلى تعزيز انتشاره العسكري في محافظة القنيطرة.
بالتوازي، تواصل إسرائيل بناء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ حتى حوض اليرموك، يتم تجهيزها ببنية تحتية متكاملة تشمل الكهرباء والمرافق السكنية، إلى جانب شق طرق تصل إلى الحدود السورية، ما يشير إلى نية واضحة لترسيخ وجود طويل الأمد في المنطقة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، اتخذت عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي منحى أكثر خطورة، حيث لم تعد تقتصر على استهداف المواقع العسكرية، بل طالت المدنيين بشكل مباشر.
واعتدت قوة إسرائيلية، في وقت سابق، على مدني كان يتجول مع عائلته قرب سد المنطرة بريف القنيطرة الأوسط، في حادثة أثارت موجة من التنديد الشعبي.
وسبق ذلك مقتل أربعة مدنيين في 17 من مارس الماضي من جراء قصف استهدف محافظة درعا، أعقبه في 25 من الشهر ذاته مقتل ستة مدنيين بقصف على بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك.
كما أسفر قصف جوي إسرائيلي في 3 من أبريل على منطقة حرش الجبيلية، غربي مدينة نوى، عن مقتل تسعة مدنيين، ما يرفع حصيلة الانتهاكات بحق السكان إلى مستويات مقلقة.