من رمسيس إلى جوجل.. كيف تعبر بياناتك العالم كي تتصفح الإنترنت؟ - بوابة الشروق
السبت 12 يوليه 2025 8:02 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

من رمسيس إلى جوجل.. كيف تعبر بياناتك العالم كي تتصفح الإنترنت؟

سوزان سعيد
نشر في: الخميس 10 يوليه 2025 - 11:40 ص | آخر تحديث: الخميس 10 يوليه 2025 - 11:43 ص

شهد سنترال رمسيس، يوم الإثنين 7 يوليو، حادثًا هو الأسوأ منذ إنشائه عام 1927، بعد اندلاع حريق هائل في الطابق السابع، امتد لاحقًا إلى الطوابق الأخرى من المبنى المكوّن من عشرة طوابق. دفعت قوات الحماية المدنية بالعشرات من سيارات الإطفاء، واستمرت جهود السيطرة على الحريق قرابة 24 ساعة متواصلة.

- مركز حيوي يتوقف

لم يكن الحريق مجرد حادث داخل مبنى إداري، بل مثّل أزمة قومية، إذ يُعد سنترال رمسيس المحور الرئيسي الذي ترتكز عليه خدمات الاتصالات والإنترنت في مصر. من خلاله تمر خدمات التليفون الأرضي، والإنترنت الثابت، إضافة إلى ربط شبكات المحمول الثلاث عبر شبكة تبادل داخلية تعتمد على السنترال كمركز تشغيل مشترك.

- ارتباك الشبكات: المحمول والاتصالات الأرضية.. تعطل الربط البيني

رغم أن شبكات المحمول تقدّم خدمات الإنترنت اللاسلكي، إلا أن بنيتها التحتية تظل مرتبطة عبر شبكة الربط البيني في سنترال رمسيس. ومع اندلاع الحريق، تعرّضت هذه الشبكة لاضطرابات، مما تسبب في ضعف الاتصال أو انقطاعه في العديد من المناطق.

- توقف المكالمات والخطوط الثابتة

يمثل السنترال مركزًا مهمًا للتواصل الأرضي بين القاهرة والمحافظات. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن 40% من المكالمات تمر عبره. الحريق تسبب في توقف الخدمة عن قطاعات واسعة داخل وخارج القاهرة، كما تأثرت بشكل مباشر خدمات الطوارئ والإنترنت الثابت المعتمد على الهاتف الأرضي.

- تأثير واسع على البنوك والحكومة.. توقف خدمات مالية ورقمية

تتجاوز أهمية السنترال الاتصالات الشخصية، إذ يحتوي على شبكات الربط الداخلي بين مؤسسات الدولة، من وزارات وبنوك. أي خدمة تتطلب نقل بيانات – من تحويلات مالية إلى مكالمات إلى أنظمة إلكترونية – تمر عبره. لذا، تعطلت أنظمة الدفع الإلكتروني، تأثرت بطاقات الصراف الآلي ATM، وشهدت بعض البنوك والجهات الحكومية شللًا رقميًا. كذلك تأثرت حركة البورصة والطيران جزئيًا.

- من الجهاز إلى السنترال.. كيف تبدأ رحلتك على الإنترنت؟

لفهم عمق الأثر، تخيّل لحظة استخدامك لمحرك بحث مثل Google. الكلمات التي تكتبها تتحول إلى إشارات رقمية تمر عبر كابلات الألياف الضوئية. في البداية تصل إلى نقاط تجميع مزودي الإنترنت، ثم تمر إلى سنترال رمسيس، الذي يمثل نقطة العبور الأساسية لكافة البيانات المتجهة خارج مصر أو القادمة منها.

- الكابلات البحرية: شرايين الإنترنت العالمية

بعد مرور البيانات بالسنترال، تنطلق إلى محطات الإنزال في الإسكندرية أو رأس غارب، ومنها إلى الكابلات البحرية الممتدة عبر البحار والمحيطات. على مستوى العالم، هناك 428 كابلًا بحريًا، بطول إجمالي يتجاوز 1.2 مليون كيلومتر، تنقل أكثر من 99% من بيانات الإنترنت عالميًا. تمر عبر مصر وحدها نحو 17 كابلًا، أي ما يعادل 17% من الشبكة العالمية.

وتصل سرعة نقل هذه الكابلات إلى 640 جيجابايت في الثانية، أي ما يعادل 7.5 مليون مكالمة هاتفية تُجرى في اللحظة نفسها.

- من مراكز البيانات إلى الشاشة

بمجرد وصول البيانات إلى الضفة المقابلة من البحر، تتصل بخوادم عملاقة في مراكز بيانات عالمية مثل Google، حيث تُعالج المعلومات وتُرسل مجددًا في الاتجاه العكسي. تعود البيانات إلى الكابلات البحرية، ثم إلى محطات الإنزال، فإلى الكابلات الأرضية، ثم سنترال رمسيس، فمزود الخدمة، وأخيرًا إلى جهاز المستخدم داخل منزله أو هاتفه.

- مبنى صغير.. قلب شبكة عملاقة

ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن كل هذه الشبكة تمر فعليًا داخل مبنى لا تتجاوز مساحته ألف متر مربع. إلا أن هذا المبنى يربط ملايين المصريين بشبكة العالم. ولهذا، كان الحريق صادمًا وخطرًا، إذ تسبب في شلل جزئي لشبكات وخدمات أساسية في الدولة.

رغم مرور ما يقرب من قرن على إنشائه، لا يزال سنترال رمسيس واحدًا من أهم مراكز الاتصالات في المنطقة، وشاهدًا على كيفية انتقال البيانات من جهازك إلى قاع البحر، ثم إلى العالم، قبل أن تعود إليك في أقل من ثانية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك