أرجأ أسطول الصمود العالمي رحلته الإنسانية لكسر الحصار حول قطاع غزة وإدخال الَمساعدات إلى يوم غد الخميس لأسباب لوجستية.
واحتشد الآلاف على شاطئ سيدي بوسعيد في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، متوشحين بالكوفية ورافعين الأعلام الفلسطينية قبل ساعات من موعد انطلاق المراكب الذي كان مقررا بعد ظهر اليوم الأربعاء.
لكن بعد ساعات من الإنتطار قررت اللجنة المنظمة تأجيل موعد الإبحار إلى يوم الغد بسبب تغير أجواء الطقس وأسباب أخرى أمنية ولوجستية.
ويضم الأسطول مراكب من تونس وأخرى قدمت من برشلونة الإسبانية منذ يوم الأحد الماضي لتنضم إلى مراكب أخرى انطلقت من ميناء جنوه الإيطالي.
وهذا أكبر تحرك بحري نحو القطاع المنكوب، الذي يواجه مجاعة على الأرض بسبب الحصار، بمشاركة المئات من النشطاء ينحدرون من أكثر من 40 دولة.
وقال الناشط البرازيلي تياجو أفيلا "نحن بحاجة للاستمرار في التحرك والذهاب إلى غزة. نحن ممتنون للشعب التونسي والحكومة التونسية. هذا أفضل مكان يمكنك تخيله تلقينا فيه المساعدة والتعاون من شعب استقبلنا بقلوب مليئة بالحب والدعم".
وكانت أكبر سفينتين في الأسطول، وهما "فاميليتي" و"ألما"، تعرضتا إلى الاعتداء بمسيرتين أثناء فترة رسوهما في ميناء سيدي بوسعيد، تسببتا في اشتعال النيران لكن سرعان ما تمت السيطرة عليها، وفق ما أفادت به التنسيقية المشرفة على الأسطول.
وتشتبه التنسيقية في تورط إسرائيل في الحادثين بينما استبعدت السلطات وجود اعتداء خارجي في البداية قبل أن يعلن نشطاء لاحقا في مؤتمر صحفي عن مباشرة الأجهزة الأمنية التونسية لتحقيقات سرية فيما حصل، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وقال وائل نوار الناشط التونسي في التنسيقية المنظمة للأسطول "كل هذه العمليات لا تزيدنا الا إصرارا على الذهاب إلى غزة لأن ذلك يثبت أنهم خائفون أن تصل كل هذه القوارب إلى غزة فيريدون إيقافها من هنا من تونس لكنهم لن يستطيعوا".
وفي أغسطس الماضي أكد تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، شاركت فيه الأمم المتحدة، حدوث مجاعة في قطاع غزة مع توقعات بتوسعها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر الجاري.
وبلغ عدد ضحايا المجاعة في القطاع حتى اليوم 404 من بينهم 141 طفلا، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.