الفلبين تشعل الصراع الصيني - التايواني من جديد.. وبكين تحذر: يلعبون بالنار - بوابة الشروق
الثلاثاء 12 أغسطس 2025 4:27 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

الفلبين تشعل الصراع الصيني - التايواني من جديد.. وبكين تحذر: يلعبون بالنار

أحمد سعيد الجوهري
نشر في: الإثنين 11 أغسطس 2025 - 9:10 م | آخر تحديث: الإثنين 11 أغسطس 2025 - 9:11 م

تصاعدت الأزمة الصينية-التايوانية مجددًا، عقب قيام خفر السواحل الصيني اليوم الاثنين، بطرد سفن فلبينية من المياه المحيطة بجزر سكاربورو شول في بحر الصين الجنوبي.

وقال خفر السواحل الصيني في بيان، إنه رصد السفن الفلبينية واعترض طريقها بعد تجاهلها التحذيرات، وأجبرها على الابتعاد في عملية وصفها بأنها "مهنية ومعيارية ومشروعة وقانونية".

وتعتبر جزيرة سكاربورو واحدة من أكثر المناطق البحرية المتنازع عليها في آسيا، ونقطة توتر دبلوماسي بشأن السيادة وحقوق الصيد، وسُميت على اسم سفينة بريطانية جنحت هناك منذ نحو 3 قرون.

وطالما سعت الصين للمطالبة بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريبًا، بما يشمل المناطق التي تطالب بها بروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام.

الرئيس الفلبيني يثير جدلاً.. وبكين تحذر من اللعب بالنار

أثارت تصريحات أدلى بها الرئيس الفلبيني بونج بونج ماركوس جدلًا واسعًا، حين قال إن الفلبين ستنخرط في أي صراع بين الصين وتايوان بسبب قربها الجغرافي ووجود أعداد كبيرة من العمال الفلبينيين هناك.

وأضاف ماركوس أن الفلبين لا يمكنها الهروب من أي مواجهة في مضيق تايوان، بسبب موقعها الجغرافي المجاور.

واتهمت الصين الفلبين بأنها "تلعب بالنار"، مؤكدة في وزارة الخارجية أن هناك صينًا واحدة فقط في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ منها.

وأوضحت أن قضية تايوان شأن داخلي صيني، ولا تتسامح مع أي تدخل خارجي، حسب صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية.

وقالت الصين إن القرب الجغرافي وعدد السكان في الخارج ليسا مبررًا لأي بلد للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، داعية الفلبين للامتثال لمبدأ "الصين الواحدة" والامتناع عن التدخل في القضايا الأساسية للصين.

بعد هذه الاتهامات، أوضح الرئيس الفلبيني أن الصين "أساءت تفسير" تصريحاته.

ونقل التلفزيون الفلبيني الرسمي عن ماركوس في مؤتمر صحفي بقصر "مالاكانانج" أن تصريحاته جاءت خلال زيارة إلى الهند الأسبوع الماضي، حين أشار إلى أن الفلبين ستتأثر حتمًا إذا اندلع صراع عسكري بين بكين وواشنطن حول تايوان.

وأكد أنه ذكر "الحقائق" فقط، وأن أي حرب حول تايوان ستجعل الفلبين طرفًا فيها، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 ألف فلبيني يعيشون ويعملون في تايوان، خاصة في مصانع الإلكترونيات وأعمال الخدمة المنزلية، ما يجعل إجلاءهم ضروريًا في حال اندلاع صراع.

قلق المستثمرين

أثار عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة قلق المستثمرين، الذين لم يتوقعوا أن تهاجم الصين تايوان، لكن عودة ترامب فرضت عليهم الاستعداد لأي مستجدات بسبب الجزيرة ذات الحكم الديمقراطي المستقل، التي تمثل نقطة خلاف في العلاقات الأميركية-الصينية، إلى جانب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخرًا.

وقال موكيش ديف، كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق "أرافالي" لإدارة الأصول في سنغافورة، إنه من الصعب التحوط ضد خطر "غزو"، وإذا حدث غزو فلن تُسوى الصفقات وقد تختفي العملة تمامًا، بحسب "CNN" الاقتصادية.

وقال ستيف لورانس، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة "بالفور كابيتال"، إنه في حال وقوع عدوان على تايوان، سيكون الخيار إما البقاء مكشوفًا أمام تقلبات عنيفة أو الخروج سريعًا للحفاظ على رأس المال.

وارتفعت احتمالات مهاجمة الصين لتايوان إلى 12% على منصة المراهنات "بولي ماركت" بعد أن كانت قريبة من الصفر في بداية العام.

وأدى ذلك إلى سحب المستثمرين الأجانب نحو 11 مليار دولار من سوق الأسهم التايواني هذا العام، قبل عودتهم للاستثمار في مايو 2025، لكن المؤشر ما زال منخفضًا بنسبة 6% مقارنة ببداية العام.

تهديد صيني مستمر منذ 1949

تعيش تايوان تحت تهديد صيني منذ عام 1949، بعد فرار حكومة جمهورية الصين المهزومة من الحرب الأهلية لصالح الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونج، دون تبادل إطلاق نار لعقود.

يُعد بحر الصين الجنوبي منطقة استراتيجية عالمية لما يربطها بين عدة دول منها الصين والفلبين وتايوان، ومصدرًا رئيسيًا للثروات البحرية وأحد أبرز الطرق التجارية الدولية، مما جعلها مسرحًا لنزاعات بحرية متكررة.

المطالبات المتنازع عليها للسيادة البحرية بين الصين ودول مثل الفلبين وفيتنام وماليزيا تشكل توترًا مستمرًا، إلى جانب قضية تايوان، وتصاعدت التوترات مع توسيع الصين وجودها العسكري، مما أثار قلق دول الجوار.

وتتزايد التوترات البحرية بين الفلبين والصين بشكل ملحوظ، ومع التحديات السياسية والدبلوماسية التي تواكبها، يبقى ملف تايوان عاملًا حاسمًا في مستقبل العلاقات بين هذه الدول.

تقع تايوان على بعد نحو 100 ميل من ساحل جنوب شرقي الصين، ضمن "سلسلة الجزر الأولى"، التي تبدأ شمال اليابان وتمتد جنوبًا عبر تايوان والفلبين وصولًا إلى فيتنام، وتشمل أراضٍ صديقة للولايات المتحدة.

ويتوقع بعض الخبراء الغربيين أن استيلاء الصين على تايوان سيمنحها حرية أكبر في إظهار القوة غرب المحيط الهادئ، وربما تهديد قواعد عسكرية أميركية في جزر جوام وهاواي، بينما تصر الصين على أن نواياها سلمية بحتة، حسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وفي الوقت نفسه، يواصل المجتمع الدولي متابعة التطورات عن كثب، سعياً للحد من التصعيد وضمان الأمن الإقليمي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك