وصية أنس الشريف قبل استشهاده.. أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين ونبض قلب كل حر - بوابة الشروق
الثلاثاء 12 أغسطس 2025 8:24 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

وصية أنس الشريف قبل استشهاده.. أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين ونبض قلب كل حر

محمد فتحي:
نشر في: الإثنين 11 أغسطس 2025 - 1:53 ص | آخر تحديث: الإثنين 11 أغسطس 2025 - 3:39 ص

حين يكتب الإنسان كلماته الأخيرة، تتحوّل الحروف إلى شظايا من قلبه، وتغدو الوصية مرآة لروحه وصرخة من أعماقه. هكذا جاءت كلمات شهيد الكلمة والحقيقة، مراسل الجزيرة أنس الشريف، الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي في قصف لخيمة الصحفيين بمحيط مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، مُحمّلة برائحة الأرض، ودموع المخيمات، وهدير الحنين إلى عسقلان "المجدل".

قالها الشريف بصدق: "إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي."

من أزقة وحارات مخيم جباليا للاجئين، خرج طفل يحلم بالعودة إلى عسقلان، فصار رجلًا يقاوم بالكلمة والصورة، ينقل للعالم وجع شعبه، ويشهد على مجازر الاحتلال التي لا تتوقف منذ قرابة العامين. عاش الألم بكل تفاصيله، وذاق الفقد مرارًا، لكنه لم يكلّ ولم يساوم، بل ظل وفيًّا لقضية فلسطين حتى آخر نبض.

في وصيته التي نشرتها صفحته الرسمية على "فيسبوك" بعد استشهاده، أوصى أنس الشريف بفلسطين: "درة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حر في هذا العالم."

كما أوصى بأهلها وأطفالها المظلومين، أولئك الصغار الذين لم يُمهلهم العمر ليحلموا أو يعيشوا في أمان وسلام، فسُحقت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، وتمزّقت وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.

وتابع وصيته قائلًا: "أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة."

ثم اتجه بقلب الأب الحنون إلى أسرته، فأوصى بابنته شام، التي لم يسعفه العمر ليراها تكبر كما كان يحلم، وبابنه الغالي صلاح، الذي تمنى أن يشتد عوده ليحمل عنه الهمّ ويُكمل الرسالة.

وأوصى بوالدته الحبيبة التي كانت دعواتها حصنه ونورها طريقه، داعيًا الله أن يُربط على قلبها ويجزيها عنه خير الجزاء. كما أوصى بزوجته أم صلاح، شريكة دربه وصبره، التي فرّقتهم الحرب لأيام وشهور طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة.

وكان مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة قد أعلن استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمتهما أمام البوابة الرئيسية للمجمع.

وقبل استشهاده، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة تحريض واسعة النطاق على الصحفيين في غزة، وتحديدًا على أنس الشريف، في وقت استشهد فيه عشرات الصحفيين خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك