أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك، إثر استهدافه بسلاح ناري خلال مشاركته في فعالية بحرم جامعة يوتا فالي غرب البلاد، مؤكدًا أن الحادث يمثل خسارة كبيرة له ولحركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، محمّلًا خطاب اليسار الراديكالي جزءًا من المسؤولية.
ولكن، لماذا حظي تشارلي كيرك بمكانة مرموقة في المجتمع الأمريكي؟ ولماذا كان من المفضلين لدى الرئيس ترامب؟
* مستشار غير رسمي للرئيس
كان تشارلي كيرك يملك ما يشبه خطًا مباشرًا مع الرئيس الأمريكي، بجانب كونه ضيفًا متكررًا على البيت الأبيض، لكنه لم يكن يكتفي بالاستماع فقط، بل يقدم نصائح صريحة، وفقًا لتقرير نشرته CNN.
وكان "كيرك"، حين ناقش ترامب فكرة ضرب مواقع نووية في إيران في يونيو 2020، قد عبّر عن مخاوفه من أن هذه الخطوة قد تُنفر الشباب الذين دعموا ترامب على أساس وعوده بإنهاء الحروب الخارجية.
فيما كانت المفاجأة أن ترامب استمع وانتقد تلك الفكرة علنًا لاحقًا؛ ما يثبت أن كيرك لم يكن مجرد مشجع، بل صوت مؤثر يلقى الاحترام.
* صوت الشباب في الحركة المحافظة
رأى ترامب في "كيرك" الجسر الذي يربطه بجيل كامل من الناخبين الشباب، عبر منظمة Turning Point USA، إذ ركز الناشط اليميني على حملات توعية في الجامعات والمدارس، محاولًا تفكيك هيمنة الأفكار الليبرالية على الحرم الجامعي.
كما ساهمت جهود "كيرك" في انتخابات 2024 في تقليص الفارق بين ترامب والشباب من 24 نقطة في 2020 إلى 11 نقطة فقط؛ ما يُعد "إنجازًا استراتيجيًا كان ترامب يفخر به علنًا".
* رمز لحركة MAGA وقيمها
كيرك كان نموذجًا لجيل جديد من المحافظين، حيث ترك الكلية ليكرّس حياته للنشاط السياسي، وأصبح وجهًا بارزًا لحركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا".
كما كان يفخر بقراره ترك الدراسة، معتبرًا ذلك تحديًا لـ"النخبة الأكاديمية"، موجّهًا للشباب رسالة مفادها أن النجاح لا يقتصر على الشهادة، بل يتحقق بالإيمان بالفكرة والاستعداد للنضال من أجلها؛ لتجذب تلك الرسالة الآلاف، وتجعل من "كيرك" رمزًا لجيل يرفض القوالب التقليدية ويؤمن بالقيم المحافظة.
* مهندس الفوز في أريزونا
كيرك لم يكتفِ بالتأثير الفكري، بل لعب دورًا عمليًا في صناديق الاقتراع من خلال مبادرة Chase the Vote التابعة لـTurning Point Action، إذ تمكنت منظمته من استهداف أكثر من 125 ألف ناخب غير منتظم في أريزونا وحدها، وتشجيعهم على التصويت، حيث كان ذلك الجهد حاسمًا في قلب ولاية أريزونا لصالح ترامب، الذي فاز بها بفارق يقارب 187 ألف صوت، ليصبح كيرك أحد أبرز مهندسي عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
* قوة تأثير خارج الحكومة
على الرغم من التكهنات حول انضمامه لإدارة ترامب الثانية، فضّل كيرك أن يبقى خارج المناصب الرسمية ليحتفظ بحرية الحركة، ومع ذلك، كان له دور خلف الكواليس في اختيار مرشحين لمناصب وزارية ومناصب رفيعة، بل وحضر مراسم أداء اليمين لعدد من المسؤولين الذين كان مقرّبًا منهم، فيما كان نفوذه محسوسًا حتى في لحظات الخلاف داخل البيت الأبيض، إذ كان قادرًا على بناء جسور بين شخصيات متنافسة.
* علاقة شخصية مع عائلة ترامب
لم تقتصر علاقة كيرك بترامب على السياسة، حيث كان مقرّبًا من دونالد ترامب الابن وجاريد كوشنر، وسافر معهما، وشارك في مؤتمرات جماهيرية عدة.
فيما كتب ترامب عند إعلان وفاته: "لم يفهم أحد قلب الشباب الأمريكي مثل تشارلي، لقد كان محبوبًا من الجميع، وخاصةً مني"؛ مما يعكس أن كيرك لم يكن مجرد حليف سياسي، بل صديق شخصي للرئيس وعائلته.