- المستشفى مولته تركيا بين 2011 و2017 ويعد واحدا من أضخم المنشآت الطبية في الأراضي الفلسطينية
- مساحة المستشفى تجاوزت 33 ألف متر مربع وطاقته الاستيعابية 272 سريرا و180 غرفة للمرضى و4 قاعات للعمليات
في قلب محور نتساريم جنوبي مدينة غزة شمالي القطاع، يقف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني شاهدا، بما حل به، على حجم الدمار الذي خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية.
المستشفى، الذي كان يعد المركز الطبي الأهم لعلاج السرطان والأمراض المزمنة في القطاع، تحول إلى مبنى متشقق فقد ملامحه، بعدما طالت القذائف جميع أقسامه من العناية المركزة مرورا بغرف العمليات وحتى القاعات المخصصة للمرضى.
كان المستشفى، الذي مولته تركيا بين 2011 و2017، واحدا من أضخم المنشآت الطبية في الأراضي الفلسطينية، بمساحة تجاوزت 33 ألف متر مربع، وبطاقة استيعابية 272 سريرا و180 غرفة للمرضى و4 قاعات مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية الخاصة بالعمليات.
غير أن كل تلك المقومات تحولت إلى ركام، وباتت غرف العلاج التي استقبلت أكثر من 10 آلاف مريض سرطان مجرد فراغات مفتوحة تتدلى من سقوفها قضبان الحديد الصدئة، فيما تحطمت الأسرة الطبية تحت الأنقاض.
ويقع المستشفى في مدينة الزهراء، أقصى جنوب مدينة غزة، ضمن محور نتساريم، الذي سيطر عليه الجيش مع بداية عمليته البرية على القطاع في 27 أكتوبر 2023.
وتظهر مشاهد وثقتها عدسة الأناضول، تحول الواجهات الخارجية للمبنى إلى ما يشبه هيكلا عظميا بلا أبواب أو نوافذ، فيما غطت الرمال وبقايا العتاد الطبي ساحات الإسعاف التي كانت تحتضن سيارات تنقل المصابين.
أما المستشفى من الداخل، فغرق في ظلام دامس تسببت فيه الحرائق التي التهمت الأسلاك الكهربائية، تاركة الجدران سوداء بالكامل، ما جعل من المستحيل تمييز الأقسام عن بعضها.
على مدار سنتين من الإبادة، استخدمت القوات الإسرائيلية المستشفى كنقطة عسكرية، في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تحظر تحويل المرافق الطبية إلى مواقع عسكرية.
ومع نهاية 2023، خرج المستشفى تماما من الخدمة، بعدما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن نفاد الوقود ومنع إدخال الأدوية إضافة للاستهداف الإسرائيلي المتكرر له أجبر الطواقم على إخلائه وتوزيع المرضى قسريا على المراكز الصحية جنوبي القطاع.
*محطات انهيار المستشفى وفق توثيق وزارة الصحة بغزة و"الأناضول":
- 17 أكتوبر 2023: أعلنت إدارة المستشفى توقف أجزاء كبيرة من خدماته عن العمل نتيجة نقص الوقود، والجزء المتبقي توقف بعد 48 ساعة ليصبح جميع مرضى الأورام في قطاع غزة بلا خدمات.
- 29 أكتوبر 2023: تعرض المستشفى لأضرار بالغة جراء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر في محيطه.
- 30 أكتوبر 2023: حالة من الهلع تصيب مرضى السرطان والطواقم الطبية جراء تحطيم المستشفى وإلحاق أضرار بالغة به نتيجة الاستهداف الإسرائيلي لمحيطه بشكل متكرر.
- 3 نوفمبر 2023: أعلنت وزارة الصحة وفاة 4 من مرضى السرطان نتيجة خروج المستشفى عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود.
- 24 ديسمبر 2023: حاولت إدارة المستشفى تقديم جزء من الخدمات للمرضى لإنقاذ حياتهم من خلال توزيعهم على عدة مشافي في مناطق بجنوب قطاع غزة.
- 11 مايو 2024: تحول المشفى إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية، بعدما تمركزت به عشرات الآليات العسكرية، وتم إنشاء سواتر ترابية في محيطه.
ووفق وزارة الصحة بغزة، فإن الإبادة الإسرائيلي خلال سنتين أدت إلى تدمير 38 مستشفى وخروج عشرات المراكز الطبية وسيارات الإسعاف عن الخدمة، في واحدة من أعنف الهجمات على القطاع الصحي في العالم.
وفي 22 مارس الماضي، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن تدمير إسرائيل لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في قطاع غزة يشكل "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تستوجب المساءلة أمام القانون الدولي".
وفي الشهر ذاته، أدانت وزارة الصحة بغزة، نسف المستشفى، بوصفه المركز الوحيد المخصص لعلاج مرضى الأورام في القطاع.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 ولسنتين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و682 شهيدا، و170 ألفا و33 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.
وفجر الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل إسرائيل و"حماس" لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.
ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع لسلاح "حماس".
وشملت انسحابات جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة باستثناء حي الشجاعية (شرق) وأجزاء من حيي التفاح (شرق) والزيتون (جنوب شرق).
وفي مدينة خان يونس (جنوب)، انسحب الجيش من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وساحل القطاع.