نبيل فهمي: الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لم تعد تمثل موازين القوة - بوابة الشروق
الأحد 12 أكتوبر 2025 4:12 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

نبيل فهمي: الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لم تعد تمثل موازين القوة


نشر في: الأحد 12 أكتوبر 2025 - 3:45 ص | آخر تحديث: الأحد 12 أكتوبر 2025 - 3:45 ص

قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، إن النظام الدولي الراهن أصبح "مضطربًا ومختلًّا"، ولا يعكس واقع موازين القوى في العالم، موضحًا أن البنية السياسية التي تأسس عليها النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد صالحة للتعامل مع التحديات الجديدة، وأن المؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، لم تعد قادرة على أداء دورها.

وأضاف فهمي، خلال كلمته في صالون ماسبيرو الثقافي الذي أذيع عبر شاشة القناة الأولى مساء السبت، إن النظام الدولي الحالي يقوم على "صفقة سياسية أبرمت عام 1945 بين المنتصرين في الحرب العالمية الثانية"، لكن هذه الصفقة انهارت بانتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي، مشيرًا إلى أن "التوازن الذي كان يمنع الصدام بين القوى الكبرى زال، فاختلت المعادلة السياسية والمؤسسات المرتبطة بها".

وأضاف وزير الخارجية الأسبق أن مجلس الأمن فقد فعاليته تمامًا، ولم يتمكن خلال السنوات الثلاث الماضية من اتخاذ قرار إيجابي واحد، حتى في القضايا الإنسانية الملحّة مثل وقف إطلاق النار في غزة، بسبب التباين الحاد بين مواقف الولايات المتحدة وروسيا والصين، معتبرًا أن هذا العجز "دليل على أزمة حقيقية في النظام الدولي".

وأوضح فهمي أن القوى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لم تعد تمثل موازين القوة الراهنة، قائلاً: "ثلاث فقط من هذه الدول ما زالت مؤثرة، بينما لم تعد بريطانيا وفرنسا من القوى الخمس الأهم في العالم، وهو ما يستدعي مراجعة شاملة لتركيبة النظام الدولي".

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي من القوى الكبرى نفسها، واستخدامًا مفرطًا للقوة العسكرية على حساب الدبلوماسية، محذرًا من تسارع سباق التسلح بين القوى العالمية، في ظل إعلان الصين والولايات المتحدة عن تطوير أسلحة جديدة وبرامج نووية متقدمة.

وفيما يتعلق بقضايا المناخ، قال فهمي إن "منطقة الشرق الأوسط هي الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي، خصوصًا في ما يتعلق بندرة المياه والتصحر"، مشددًا على أن التعامل مع هذه القضية يتطلب حلولًا دولية، لا إقليمية فقط، لأن آثارها تتجاوز حدود الدول.

كما أشار إلى اتساع الفجوة بين دول الشمال الصناعي ودول الجنوب النامي، سواء في إنتاج التكنولوجيا أو في القدرة على مواجهة الديون الدولية، مؤكدًا أن "تصاعد المديونية يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي ويؤثر على توازن العلاقات بين الدول".

وانتقل فهمي إلى الوضع في الشرق الأوسط، قائلًا إن المنطقة تعاني من اضطراب مزمن، لكنه يرى بوادر محدودة للتحسن، موضحًا أن أحد أبرز التحديات هو "محاولة تغيير هوية الشرق الأوسط من منطقة ذات أساس عربي إلى منطقة يكون فيها العرب مجرد مكوّن من بين آخرين"، وهو ما وصفه بأنه "توجه خطير قادم من القوى غير العربية في الإقليم".

واختتم وزير الخارجية الأسبق كلمته بالتأكيد على ضرورة أن يكون للعالم العربي موقف فاعل واستباقي في مواجهة التحولات الدولية والإقليمية، بدلًا من الاكتفاء بردّ الفعل، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب "استراتيجية عربية موحدة تعيد التوازن إلى المنطقة وتواجه المخاطر العالمية المقبلة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك