قدم فريق منتخب جامعة طنطا العرض المسرحي "أنت السما وأنا الأرض"، تأليف شادي السعيد وإخراج السعيد منسي، والمشارك في مسابقة مجال العروض المسرحية بالموسم 13 من مهرجان إبداع لشباب الجامعات، التي تنظمه وزارة الشباب والرياضة، وذلك على مسرح وزارة الشباب والرياضة سابقًا بالمهندسين.
العرض مستوحى من قصة حقيقية، وتدور أحداثه حول وقوع الإنسان في الحيرة، وعدم مقدرته على اختيار الطريق الصحيح برغم أنه يدرك بداخله طوال الوقت الصواب من الخطأ، ويدرك أن الكثير من أفعاله يرفضها في قرارة نفسه ولكنه الضعف الإنساني الذي يجعله يستسلم للظروف والضغوط الحياتية.
"كان لا بد أن تختار جيدًا كي لا تغرق في باطن الأرض وحتى تطفو فوق السماء".. أجاد مخرج العرض السعيد منسي في أن يصنع عرضًا متكاملًا منضبطًا، تناغم فيه كل عناصر العرض كأنهم نسيجًا واحدًا، دون أن يتميز عنصر عن الآخر بشكل لافت، الصورة المسرحية كانت غاية في التناغم من ديكور وأزياء وإضاءة، وكانت الموسيقى معبرة عن الأحداث ومتناغمة مع باقي العناصر، الدراما الحركية والاستعراضات كانت عنصر ربط شديد بين مشاهد وأحداث العرض.
واستطاع الممثلون أن يجسدوا أدوارهم بتشخيص احترافي ولم يكن هناك تفاوت ملحوظ في أدائهم، وحركتهم مع قطع الديكور التي تتشكل طوال العرض منضبطة للغاية، كأنهم هم وقطع الديكور شيءٍ واحد، وكتابة منضبطة وبها فكرة معقدة، يجعلنا مؤلف العرض شادي السعيد نتخيل أن الحكاية هي استعراض لحياة بطل العرض والذي تعرض لحادث سير في بداية العرض، إلا أن الحكاية أعمق من فكرة سرد لحياة البطل، بل هي رحلة البحث عن فرصة للطريق الصحيح، وانعكاس للتناقضات داخل النفس البشرية والبحث عن الطريق الصحيح في عالم قد يجعلك تستسلم للظروف والضغوط الحياتية وتتوه عن ذاتك، وندرك في نهاية العرض أن كل تلك الأحداث هي "دوشة" داخل رأس بطل العرض وهو يبحث عن فرصة قبل أن يعود للحياة.
العرض بطولة عبد الرحمن جميل، وأحمد زهرة، وعبد الرحمن عبده، ومحمود محيي، ومحمد قطب، ومارينا أمير، وأحمد أبو المعاطي، ومحمود رجب، وملك عبد المغني، ومحمد فايد، وأمل مصطفى وأدهم فيصل وإيمان أسامة ونورين سلامة، وجوليا جورج وإبراهيم الصباغ وتسنيم عمر ومصطفى فريد وعبد الله أسامة وفوزي عادل وإسراء أبو زيد وشيماء السيد وأحمد عبد السلام، ومخرج منفذ أحمد الرمادي، وفيديو مابينج محمد البدري، وديكور محمد طلعت، وملابس نوردين بحر، وتأليف موسيقي وألحان زياد هجرس واستعراضات إبراهيم كابو.