يعيش نحو 10 آلاف أسير فلسطيني واقعًا مريرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بفعل سياسات القمع والتنكيل والتعذيب التي تتبعها إدارة السجون ضدهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها لهم القوانين والمعاهدات الدولية.
وتشير أحد المعطيات إلى وجود أكثر من 9500 أسير في سجون الاحتلال، حتى بداية مارس 2025، وهذا العدد لا يشمل كل معتقلي غزة، والذين يواجه المئات منهم جريمة الإخفاء القسريّ، وفق ما أكدته الدائرة الإعلامية في نادي الأسير الفلسطيني لوكالة «صفا».
ومن بين الأسرى 3405 أسرى رهن الاعتقال الإداري، و350 طفلًا، و21 أسيرة، كما يبلغ عدد الأسرى من قطاع غزة الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال 1555 أسيرًا، ولا يشمل هذا العدد كافة معتقلي غزة وتحديدًا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
وعشية حرب الإبادة في قطاع غزة في أكتوبر 2023، بلغ العدد الإجمالي للأسرى في السجون حوالي 5250 أسيرًا، بينهم 40 أسيرة، و170 طفلًا، ونحو 1320 معتقلًا إداريًا، لكن الأعداد أخذت منحى تصاعديًا منذ ذلك التاريخ، وتمكنت مؤسسات الأسرى من رصد أكثر من 15640 حالة اعتقال حتى مطلع الشهر الجاري.
وخلال شهري يناير وفبراير تمكنت المقاومة من تحرير 1777 أسيرًا ضمن المرحلة الأولى من صفقة «طوفان الأحرار».
وكان من بين من تحرروا في الصفقة 285 أسيرًا من أصحاب المؤبدات الذين بلغ عددهم قبل الصفقة قرابة 600، كما أفرج عن 283 من أصحاب الأحكام العالية (10 سنوات فأكثر) من أصل قرابة 600 أسير.
وتكشف الشهادات المتوالية للأسرى المحررين ما يتعرض له الأسرى من جرائم تّعذيب، وسياسات تجويع، وجرائم طبيّة.
وأوضح نادي الأسير لـ«صفا» أن روايات معتقلي قطاع غزة كانت هي الأقسى، إذ شملت الاعتداءات الجنسيّة، وعمليات التنكيل والإذلال والسّلب والحرمان الممنهجة، ومنها الضرّب المبرّح الذي نفذته وحدات القمع بحقّهم، والذي يهدف لقتل الأسرى، أو التّسبب لهم بإصابات دائمة، ومشاكل صحيّة يصعب علاجها لاحقاً.
وتسببت هذه الانتهاكات باستشهاد 62 أسيرًا، وهم فقط المعلومة هوياتهم، من بينهم 40 أسيرًا من غزة على الأقل، آخرهم الأسير علي البطش من مخيم جباليا.
وأشار نادي الأسير أن هذا العدد من الشهداء الأسرى هو الأعلى تاريخيًا، لتكون هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967.
وارتفع عدد الشهداء الأسرى المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 299 شهيدًا، في حين تؤكد المؤسسات الحقوقية أن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري، كما يرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى 71 شهيدا، من بينهم 60 شهيدا منذ بدء الحرب.
وحول أوضاع الأسرى في شهر رمضان، أكد نادي الأسير أن إدارة سجون الاحتلال تواصل سياسة التجويع الممنهجة بحق الأسرى والتي بدأتها مع بداية حرب الإبادة، فما يقدم من طعام لعشرة أسرى لا يكاد يكفي لأسير واحد، ونتيجة لهذه السياسة، فقد معظم الأسرى 20-30 كجم من أوزانهم.
وخلال شهر رمضان، واصلت إدارة السجون مصادرة معدات المطبخ في كافة السجون وحرمان الأسرى من عدة أصناف من الخضار والفواكه، وتتعمد تنفيذ اقتحامات واسعة للغرف والأقسام.