ألقى البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، عظته في قداس عام يوبيل الرجاء، الذي ترأسه بكنيسة مريم الكبرى، بروما، بمشاركة آباء السينودس البطريركي المقدس.
وقال اسحق: نحتفل معًا اليوم، في اتّحاد روحي عميق مع أبناء كنيستنا القبطيّة الكاثوليكيّة في مصر وبلاد المهجر، ومع الكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع، ونحن نجتمع في بازيليكا القديسة مريم الكبرى بروما، أتحدث إليكم، باسم كنيسة الشرق التي ولدت في حضن الإسكندرية، ورافقت بشهدائها وقديسيها ونسّاكها مسيرة الرجاء مدة ألفي عام.
ووجه الشكر لله على عطية الحبر الأعظم البابا فرنسيس، راعي الرجاء، الذي عبر إلى قلوب الجرحى في الكنيسة والإنسانية من مواطن الهشاشة، مضيفا: في يوبيل الرجاء، نرفع صلاتنا شكرا للرب من أجل قداسة البابا لاون الرابع عشر، خليفة بطرس الرسول، الذي تسلّم الدفة، نهنّئه ونصلّي لكي يقوده الروح القدس كما قاد بطرس الرسول في الكنيسة الأولى.
وأضاف: نعيش في عالم اختلطت فيه القيم وضاع فيه المعنى، وساد الخوف والعزلة وفقدان الاتجاه والقلق الوجودي، باتت هذه جميعها خبرات يومية حتى داخل قلوب المؤمنين.
وتابع: في يوبيل الرجاء هذا، نحتفل بمرور سبعة عشر قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول عام 325 للميلاد، كان هذا المجمع علامة فارقة في تاريخ الكنيسة، حيث اجتمع آباء الكنيسة من كل بقاع المسكونة لتأكيد الإيمان المستقيم وجوهره.
وأضاف أنه قد لعبت كنيسة الإسكندرية دورًا محوريًا في هذا المجمع التاريخي، خاصّة في شخص القديس أثناسيوس الرسولي الذي دافع بشجاعة وثبات عن لاهوت المسيح، مؤكدًا على أنه ابن الله الوحيد، مساوٍ للآب في الجوهر.
ولفت إلى أن إيمان كنيسة الإسكندرية الراسخ وأمانتها، يدعونا اليوم إلى التمسّك بإيماننا بشجاعة وحكمة، وأن نكون بدورنا شهودًا للمسيح، مضيفاً: ها نحن أبناء الكنيسة الكاثوليكية الشرقية، في وحدتها واتّحادها مع كرسي القديس بطرس، نعيش وحدة الإيمان في تعدد اللغات والتقاليد والطقوس ممّا يظهر عمل الروح القدس في التنوع والثراء.
وأشار إلى أن اليوبيل هو دعوة لنا جميعًا، لكي نكون حجاجًا للرجاء. هلمّ نفتح قلوبنا للروح القدس لكي يجدد حياتنا ونستفيد من هذه الفرصة للنمو الروحي، لنعمل معًا كلّ يوم لبناء عالم أفضل، عالم مليء بمحبة الله وسلامه، مضيفا: نصلي أن يُلهمنا الروح القدس لنكون صانعي رجاء أينما وجدنا، وأن تستمر كنيسة المسيح، الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، في شهادتها، برئاسة قداسة البابا لاون الرابع عشر على خطى من سبقونا.