أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن عملية تسليم السلطة من حركة فتح إلى حركة حماس في قطاع غزة جرت بسلاسة كاملة، موضحًا أن مصر لم تعرقل إسماعيل هنية عقب توليه رئاسة الوزراء بل حاولت مساعدته.
وأضاف الدويري، خلال لقاء خاص ببرنامج "الجلسة سرية" مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، على شاشة "القاهرة الإخبارية": "لم نغضب مطلقًا من نتيجة الانتخابات، وكنا في غزة وكانت تقديراتنا نجاح حماس، ولم نقم بأي شيء ضد هذا الأمر على الإطلاق".
وأشار إلى أن مصر عملت على دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة هنية، وسعت لتوسيعها ومحاولة أن يكون لها فكر مختلف عن التنظيم، إلا أن الممارسة على الأرض بقيت "حمساوية"، فيما كان بعض عناصر حركة فتح غير متقبلين لوجود حماس وعرقلوا عملها.
وتابع: "العرقلة ليست جديدة، فهي امتداد لفترة التوترات التي أعقبت اتفاقية أوسلو، وكان هناك صراع بين حكومة جديدة تمارس عملها بفكر تنظيمي حمساوي، وبعض الأطراف التي لم تكن تقبل بهذا الأمر".
واعتبر الدويري أن انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية مثل "النكبة الثالثة"، موضحًا: "لم نفق من الأولى ولا الثانية ولا الثالثة، فالانقسام والانقلاب والحسم هو النكبة الثالثة، وقد مر 20 عامًا على هذه الفترة".
وأضاف: "الانقسام بالنسبة للشاب الفلسطيني أصبح أمرًا عاديًا لأنه نشأ في ظله، كالاحتلال تمامًا، حتى وإن لم يقبله، وهو الطامة الكبرى التي ستظل جرحًا نازفًا للقضية الفلسطينية لوقت طويل".
وأكد أن إسرائيل استغلت الانقسام الفلسطيني وعمقته، قائلًا: "كان بالنسبة لها طوق نجاة فيما يتعلق بقيام الدولة الفلسطينية، فكيف يمكن أن تقوم دولة فلسطينية على جزء من الوطن؟ لما تتحدوا نتكلم في عملية سلام".
وأوضح أن الانقسام تم في الأساس بأيادٍ فلسطينية، قائلاً: "حتى إذا كان هناك أطراف لديها وجهات نظر معينة إلا أنها لم تكن بالتأثير الكامل، وللأسف الأمر تم بأيادٍ فلسطينية ساعدت على تأجيج التوتر".
وكشف أنه سأل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أثناء إيصاله إلى المطار بعد اتفاقية الوفاق الوطني عام 2011: "قلت له بالنص: يا سيادة الرئيس لماذا وافقت على اتفاقية بها بعض الفقرات التي لا تتماشى مع وجهة نظرك؟ فقال: أنا لا أريد أن أموت وهناك انقسام. الانقسام تم في عهدي ولا أريد أن ألقى وجه الله والانقسام موجود، وبالتالي وافقت على كل ما قالت عليه مصر بمحاولة مرونة كاملة".