جدل حول موضة المسلسلات التركية المعربة - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 يناير 2025 11:57 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جدل حول موضة المسلسلات التركية المعربة

تقرير - منة عصام:
نشر في: الإثنين 13 يناير 2025 - 6:19 م | آخر تحديث: الإثنين 13 يناير 2025 - 6:19 م

البعض يراها فرصة لتألق النجوم .. وآخرون يؤكدون أنها مجرد استنساخ يخلو من الإبداع

حالة من الجدل أثيرت الفترة الأخيرة حول المسلسلات اللبنانية المعربة، المأخوذة بنفس القصة وأماكن التصوير والسيناريو وغيرها من التفاصيل عن أصل ترك، فبينما تحقق نسب مشاهدة وتفاعل مع أبطالها، يرى البعض أنها بلا إبداع يذكر من الكتاب والمخرجين العرب، مؤكدين على أنها مجرد ترجمة حرفية للنص الأصلى.

ورغم أن هذه الأعمال مأخوذة عند أصل تركى إلا أن المقارنة كانت لصالح المسلسلات اللبنانية عند المقارنة بينهما على مواقع التواصل، حيث أثنى الجمهور على الأداء التمثيلى لأبطال النسخة العربية، لدرجة أن هذه الأعمال رسخت لنجومية بعض الفنانين المشاركين فيها، وكانت انطلاقة كبيرة لهم فى عالم النجومية، ومن أبرزهم رزان جمال وخالد شباط والسورية مرام على واللبنانية باميلا الكيك.

ولعل أحدث هذه المسلسلات «القدر» بطولة قصى الخولى ورزان جمال وديمة قندلفت، وهو العمل المأخوذ عن المسلسل التركى «لعبة القدر» بطولة اوزجان دينيز وخديجة شنتيل، والذى تم عرضه بين عامى 2014 و2015.

ولكن قبل سنوات، كان السبق فى إنتاج هذه النوعية من المسلسلات الدرامية لمسلسل «عروس بيروت» بجزأيه الأول والثانى، والذى شارك فى بطولته التونسى ظافر العابدين وكارمن بصيبص ومرام على وجو طراد وتقلا شمعون، وهو المأخوذ عن الدراما التركية «عروس اسطنبول»، وأيضا مسلسل «ستيلتو» بطولة قيس الشيخ نجيب وريتا حرب وديما قندلفت وكاريس بشار، وهو المأخوذ عن التركى «جرائم صغيرة».

وكذلك مسلسل «الثمن» بطولة رزان جمال ونيكولا معوض وباسل خياط، والمأخوذ عن العمل التركى «ويبقى الحب»، ومسلسل «كريستال» بطولة خالد شباط وباميلا الكيك وستيفانى عطا الله، وهو مأخوذ عن التركى «حرب الورود»، وأخيرا مسلسل «الخائن» بطولة سلافة معمار وقيس الشيخ نجيب ومرام على وريتا حرب، وهو مأخوذ عن مسلسل تركى يحمل نفس الاسم، وعُرض شتاء العام الماضى على أحد القنوات السعودية الشهيرة.

واستطاعت بعض هذه الأعمال أن تلفت الانتباه إليها، لدرجة أن رواد السوشيال ميديا صنعوا مقارنات باستخدام مقاطع فيديو قصيرة بين النسخة العربية والتركية، وانحاز بعضهم للنسخة العربية مشيدين بأداء الفنانين العرب، ولعل أبرز من نال استحسان المشاهدين السورية سلافة معمار التى لاقت إشادات كبيرة مقارنة بالفنانة التركية جانسو درة.

ومن اللافت للنظر أن هناك اتجاها عربيا قويا وخصوصا لبنانى نحو إنتاج هذه الأعمال المعربة المأخوذة عن أصل تركى، ووصل الأمر للتصوير فى نفس مواقع تصوير المسلسل الأصلى وربما ارتداء نفس الملابس وصياغة نفس الجمل الحوارية مترجمة للعربية، وتصوير نفس المشاهد، خصوصا المؤثرة منها (الماستر سين)، وهو ما عرّض هذه الأعمال العربية لانتقادات.

فعلى الرغم من تحقيق بعضها لنجاح، إلا أن الأمر لم يسلم من توجيه انتقادات من قبل متابعى ومؤلفى دراما، معتبرين أن سيناريوهاتها ليست إلا ترجمة فقط للمسلسلات الأصلية، ولكن مع اختلاف الفنانين، حيث يتم التصوير فى نفس المواقع وبنفس الحوار وترتيب الأحداث وكذلك ذات الملابس، فضلاً عن اتهام بعضها بالبعد عن العادات العربية والشرقية.

واستهلت المؤلفة اللبنانينة كلوديا مارشيليان وصفها لهذه الأعمال بكونها «موضة» قائلة «تقديم الأعمال المعربة فكرة جديدة وموضة إذا تعلق الأمر بالدقة فى الوصف، ولكن مع الأسف ما لا أستسيغه فيها هو شعورى بكونها ترجمة حرفية عن العمل التركى الأصلى المأخوذة عنه، لأن صناع العمل يتعمدون العودة إلى نفس أماكن التصوير وربما الاستعانة بنفس فريق العمل ويقومون بكتابة نفس الجمل الحوارية مع ترجمتها للعربية فقط، ولكن مع الأسف بالتقاليد والعادات التركية التى قد لا يكون مقبولا بعضها فى عاداتنا العربية الشرقية».

ورفضت مرشيليان فى ذات الوقت وصف هذه الأعمال أنها مقتبسة بقولها «هذه الأعمال المعربة تنطوى على ترجمة حرفية للعمل الأصلى بدون أى مساحات إبداعية تذكر لا فى الإخراج ولا الكتابة، وكل اعتمادها على الأداء التمثيلى المختلف للأبطال، وهى ليست اقتباسا والذى له أصول فى الكتابة يعرفها جيدا مؤلفو الدراما وكتاب السيناريو، فالاقتباس هو أخذ فكرة عمل بخطها العريض وإعادة تقديمها بسيناريو وحوار مختلف، مثلما فعلت مع مسلسل (روبى) الذى جسدت بطولته سيرين عبد النور ومكسيم خليل وأمير كرارة، وهو مقتبس عن مسلسل مكسيكى عُرض فى التسعينيات، وكذلك مسلسل (حواء فى التاريخ) المقتبس عن مسلسل كندى، ففى هذه الأعمال قمت بتغيير كثير من الأحداث وتوجهات الأبطال ودوافعهم وراعيت تقديمها بما يتوافق مع مجتمعاتنا العربية، وغيرها من المتغيرات التى راعيتها فى النص العربى».

وانتقدت مرشيليان هذه الأعمال فى عدم مراعاة بعضها للعادات العربية، قائلة: «الجمهور ذكى ويعى جيدا ما ينتقيه، فالمشاهدون مثلما يستطيعون مشاهدة العمل اللبنانى ومقارنته بالأصل التركى وملاحظة أنه لا يوجد أى اختلاف بينهما، فهم يستطيعون أيضا ملاحظة أن بعضها يحتوى أحداثا وعادات لا تلائم مجتمعاتنا العربية، ويستطيعون أيضا الالتفات إلى أن صناعها لم يقوموا بتقريب السيناريوهات الخاصة بها إلى روح مجتمعنا واكتفوا بالترجمة، وهذا يعتبر فخا كبيرا سقط فيه صناع هذه الأعمال، ولكن بالتأكيد من ضمن أسباب مشاهدتها أماكن التصوير البديعة مثلما شاهدنا مثلاً فى مسلسل الخائن.

وتابعت مرشيليان «أى موضة أعمال درامية تجد ترحابا من قبل الجمهور على اعتبارها نوعا جديدا مثلما حدث من قبل مع البان أراب المقصود بها مشاركة أكثر من فنان من جنسيات عربية مختلفة، ولكن كل نوع أخذ وقته وانتهى، وأنا أحب مشاهدة التغيرات الاجتماعية وتنوع واختلاف ذوق الجمهور تبعا لكل مرحلة، فلكل منا شغفه وميوله».

واعتبرت مرشيليان أن أكثر المستفيدين من وراء هذه الأعمال هم بعض النجوم المشاركين فيها الذين استطاعوا تحقيق نجومية سريعة وانتشار أكبر ومنهم كارمن بصيبص وباميلا الكيك وستيفانى عطا الله وآخرهم رزان جمال التى تشارك فى مسلسل «القدر» المعروض حاليا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك