في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت الضمير الإنساني، استهدف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، ما أسفر عن مجزرة دامية راح ضحيتها المئات من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمرضى الذين احتموا بأسوار المستشفى من نيران القصف. وقد شكل هذا القصف نقطة تحول مأساوية في الحرب على غزة، بعدما طال العدوان المتواصل البنية التحتية الصحية بشكل ممنهج.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن قائمة تضم 35 مستشفى تم استهدافها بشكل مباشر من قبل الاحتلال، عبر القصف أو الحرق أو التدمير الكلي أو الإخراج القسري من الخدمة، ضمن ما وصفه المكتب بجريمة "الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها القطاع منذ أكثر من ستة أشهر.
وتضم القائمة عددًا من أكبر وأهم المستشفيات في القطاع، من بينها:
مجمع الشفاء الطبي
مجمع ناصر الطبي
مستشفى أبو يوسف النجار
المستشفى الإندونيسي
مستشفى كمال عدوان
مستشفى القدس
مستشفى العودة (شمال غزة)
مستشفى الرنتيسي للأطفال
مستشفى النصر للأطفال
مستشفى الدرة
المستشفى الميداني الأردني
المستشفى الإماراتي
إلى جانب عشرات المستشفيات التخصصية والميدانية الأخرى التي كانت تشكل طوق نجاة للمدنيين خلال موجات القصف المتلاحقة.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن هذا الاستهداف الممنهج للمرافق الطبية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تفرض حماية صارمة على المنشآت الصحية والطواقم الطبية في أوقات النزاع.
ويأتي هذا التدمير ضمن سياسة واضحة لتقويض قدرة النظام الصحي في غزة على الاستجابة لأزمة إنسانية هي الأكبر في تاريخ القطاع.
ويحذر المسؤولون في غزة والمنظمات الإنسانية من أن استمرار استهداف المستشفيات يهدد بكارثة صحية شاملة، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف معظم أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة.
ويواصل الاحتلال عدوانه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط صمت دولي وتخاذل أممي، بينما تدق مستشفيات غزة – من بقي منها – ناقوس الخطر في وجه العالم.