قال الدكتور مصطفى عبده، استشاري الطب النفسي، إن الصدمة النفسية تقع عند تعرض الإنسان لحدث يتجاوز قدرته على الاستيعاب؛ مما يؤدي لردود فعل مثل الإنكار أو الغضب أو التجمد النفسي، مؤكدا أن محاكمة المتحرش ومحاسبة أمام الطفل المجني عليه، أولى خطوات التعافي النفسي.
وأضاف عبده، في تصريحات خاصة لـ"الشروق" حول قضية التحرش بالأطفال: "بعض الأطفال يرون أنفسهم سببًا فيما حدث، خاصة إذا اختلط الأمر بشعور جسدي، وذلك يولد مشاعر ذنب وعدوان تجاه الذات والآخرين".
وأشار إلى أن العلاج لا يشترط جلسات طويلة، فقد تكفي استشارات للأهل أو دمج الطفل في مجموعات علاجية، كالعلاج باللعب، وفقًا لحجم التأثير.
وتابع عبده، "تتمثل أبرز علامات التعرض للتحرش، في تغيرات سلوكية مفاجئة، وخوف غير مبرر من أماكن أو أشخاص، أو سلوكيات جنسية غير ملائمة للعمر"، مؤكدا أن هذه المؤشرات تتطلب وعيا لا تخويفا.
وحذر عبده، من ردود الفعل الانفعالية للأهل، مؤكدا أن الطفل يحتاج للاحتواء، وليس إلى اللوم أو التوبيخ، داعيا لضبط الانفعالات والتصرف بنضج، فهذه اللحظة فارقة في مسار التعافي.
وأضاف أن التعافي يبدأ من إدراك الطفل أن ما تعرض له لا يُنقص من قيمته، ولا يعكس أي خطأ شخصي، قائلا: "لا بد أن يدرك الطفل أنه ليس مسئولًا عما حدث، وأنه ضحية اعتداء، ومن حقه أن يغضب مما تعرّض له، لكن دون أن يوجه هذا الغضب نحو نفسه".
ولفت إلى أن هناك 3 ركائز أساسية لرحلة التعافي:
-الدعم الأسري الكامل، القائم على الاحتواء وعدم التقييم أو التوبيخ، بل التأكيد على قوة الطفل وحقه في الأمان.
-الاندماج المجتمعي من خلال التركيز على نقاط القوة وتشجيع الطفل على استعادة حياته الطبيعية دون وصم أو عزلة.
تحقيق العدالة ومحاسبة المعتدي أمام الطفل، وهي خطوة شديدة الأهمية، لأنها تمنح الطفل شعورا بالإنصاف وتعيد له جزءًا من ثقته في العالم.