• إثر خلافات بين رئيسي الأركان والوزراء على خلفية خطة إعادة احتلال غزة وتعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر
هاجم زعيم "حزب الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير جولان، الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاعتزامه إعادة احتلال قطاع غزة ما يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
والجمعة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر "الكابينت" خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال غزة بالكامل، ما أثار احتجاجات إسرائيلية اعتبرتها بمثابة "حكم إعدام" بحق الأسرى.
وقال جولان عبر منصة "إكس" الأمريكية: "القصة بسيطة: نتنياهو يطالب بالولاء الشخصي (له) قبل أمن إسرائيل".
ويشير جولان بذلك إلى خلافات بين رئيس الأركان إيال زامير ونتنياهو، منذ أن طرح الأخير خطته لاحتلال قطاع غزة، الذي سبق أن احتلته إسرائيل 38 سنة بين 1967 و2005.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير مواطنيها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.
بينما يرغب زامير، الذي يتولى مهامه منذ 5 مارس الماضي، في تطويق محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة "حماس" لإجبارها على إطلاق الأسرى، دون الانجرار نحو "أفخاخ استراتيجية".
وأضاف جولان: "يريد نتنياهو رئيس أركان يُضر بالأمن، وينفذ خططا وهمية ويكون شريكا في التهرّب الجماعي".
وزاد أن نتنياهو "يواصل تمزيق جنود الاحتياط بينما يقودهم، بالشراكة مع (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، إلى ’مصائد الموت’ التي أعدتها لهم حماس في غزة".
جولان مضى قائلا: "أعرف جيدا بيئة رئيس الأركان زامير: عقود من الخدمة الشجاعة لا تُقايض بأهواء نتنياهو وعائلته وشركائه، من يضر برئيس الأركان يضر بأمن إسرائيل".
ومساء الثلاثاء، ذكرت صحيفتا "هآرتس" و"تايمز أوف إسرائيل" أن زامير أبلغ ضباطا كبارا ومسؤولين خارج الجيش أن عائلة نتنياهو ومساعديه يسعون إلى إقالته بسبب معارضته لعملية مدينة غزة.
ورفضا لخطورة خطة نتنياهو على حياة الأسرى، قالت عائلات الأسرى وقتلى الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنها تعتزم تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة في 17 أغسطس الجاري، ولاحقا أعلنت شركات وجامعات نيتها المشاركة فيه.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير لقسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.