ألفا ساكن بقلب باريس يتحدون لشراء منزل من القرن التاسع عشر وتحويله لملاذ يحارب العزلة - بوابة الشروق
الجمعة 15 أغسطس 2025 3:07 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

ألفا ساكن بقلب باريس يتحدون لشراء منزل من القرن التاسع عشر وتحويله لملاذ يحارب العزلة

هايدي صبري
نشر في: الخميس 14 أغسطس 2025 - 2:33 م | آخر تحديث: الخميس 14 أغسطس 2025 - 2:33 م

قرر مئات الجيران في أحد أحياء باريس، كسر جدران العزلة التي تفرضها المدينة الكبيرة، ليس بالكلمات أو المبادرات الاجتماعية فقط، بل بخطوة عملية وجريئة: شراء "منزل مشترك" من القرن التاسع عشر، سيكون قلب الحي ونبضه.

وتكشف هذه التجربة غير المسبوقة في العاصمة الفرنسية كيف يمكن للتعاون والتضامن أن يُحوِّلا الحجر إلى حضن اجتماعي دافئ؟

وقالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية، إنه في الدائرة الرابعة عشرة من باريس، بين شارع الجنرال لوكلير، وشارع رينيه كوتي، وشارع رييل، وعلى مقربة من ساحة أليزيه وحديقة مونتسوري، يعيش ما يقرب من 15 ألف شخص، لكن هذا الحي ليس كسائر أحياء العاصمة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في هذا الحي، وُلد مجتمع فريد يُطلق على نفسه اسم الجيران المُفرطون، أو كما يحب البعض تسميتهم بـالدببة الودودة الراديكالية، في إشارة إلى روحهم الاجتماعية المليئة بالتفاؤل والمبادرات."

ومنذ عام 2017، تعمل جمهورية الجيران المُفرطين، التي أسسها باتريك برنار، على نشر ثقافة المشاركة والتواصل بين السكان.

وكانت البداية مع "مائدة أود"، وهي أطول مائدة في باريس، تُنظَّم كل شهر نوفمبر في قلب الشارع، وتجمع أكثر من ألف مقعد وطاولة متصلة، حيث يحضر كل شخص طبقًا يشاركه مع الآخرين، في مشهد يُذكّر بولائم القرى القديمة أكثر منه بحياة العاصمة المزدحمة.

* المشروع العقاري المشترك.. قلب جديد للحي

في أحدث خطوة جريئة لهم، قرر نحو ألفَي جارٍ من هؤلاء الجيران شراء مبنى قديم من القرن التاسع عشر بمساحة 120 مترًا مربعًا في الحي، ليكون "المنزل المشترك".

آلية التمويل مبتكرة: كل جار يشتري "طوبة" أو "سهمًا" بقيمة ألف يورو، ما يسمح بجمع المبلغ اللازم لشراء العقار.

ولن يكون هذا المنزل مجرد مقرّ، بل مركزًا مفتوحًا للجميع، تُقام فيه الأنشطة الثقافية، والورش الإبداعية، والاجتماعات، وحفلات الأحياء، وحتى المبادرات البيئية المحلية.

ويصف باتريك برنار المشروع بأنه "القلب النابض للحي"، حيث يمكن للجميع أن يلتقوا، ويخططوا لمشاريع مشتركة، أو ببساطة يشربوا القهوة، ويتحدثوا بعيدًا عن صخب المدينة.

* أنشطة لا تهدأ

بعيدًا عن المشروع العقاري، ينظم الجيران المُفرطون على مدار العام أنشطة متنوعة: أمسيات موسيقية، وعروضًا مسرحية محلية، وورشًا تعليمية للأطفال والكبار في مجالات مثل الزراعة الحضرية، والطهي، والتصوير، وحملات تنظيف جماعية لشوارع وأزقة الحي، وكذلك مقاهي الصباح المفتوحة، حيث يمكن للجيران التوقف قبل العمل لتبادل أطراف الحديث.

وهذه الأنشطة لا تقتصر على المتعة، بل تعمل على تقوية الروابط بين السكان، وتخلق شبكة دعم اجتماعي تساعد على مواجهة تحديات الحياة في مدينة مكتظة مثل باريس.

* رسالة إلى المدن الكبرى

في زمن أصبحت فيه المدن الكبرى تعاني من العزلة الاجتماعية رغم الكثافة السكانية، يقدم هذا الحي نموذجًا مُلهمًا. فالمساحة المشتركة ليست مجرد عقار، بل وسيلة لاستعادة الإحساس بالمجتمع. وكما يقول أحد المشاركين: "إنها ليست فقط عن الجدران والسقف.. إنها عن القلوب التي تقترب أكثر".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك