تتوق أجسامنا إلى بضع ساعات نغفو فيها، لاسيما بعد يوم طويل صاخب يعج بالأنشطة والمسئوليات، ولكن هل تستيقظ من قيلولة وأنت تشعر بالخمول أو التعب أو المرض؟، يشير الخبراء إلى أن هذا امر شائع لدى الكثير من الناس، نستعرض في التقرير التالي أسباب الشعور بالتعب بعد نوم الظهيرة، وكيف يمكن التغلب على هذه المتاعب، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ما هي أعراض التعب الشائعة بعد القيلولة؟
أعراض ما بعد القيلولة الشائعة هي الغثيان والدوار، وتتراوح هذه الأعراض بين الخفيفة والمُزعجة، وقد يكون لها أسباب مُختلفة، كما أن العلاج يختلف من شخص لآخر.
لماذا أشعر بالتعب بعد القيلولة؟
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى شعور الأشخاص بالغثيان أو الدوار أو الشعور العام بالإعياء بعد القيلولة ومنها:
خمول النوم
خمول النوم، هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يشعرون بالمرض بعد القيلولة، ويتميز بالدوار والغثيان وفقدان الاتجاه، بالإضافة إلى بعض المشكلات الأقل شيوعًا مثل التوتر العصبي، وعدم القدرة على تنظيم وظائف الجسم اللاإرادية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم، والشعور بالدوار بعد تغيير وضع الرأس، مثل الاستلقاء أو الجلوس في السرير.
هل تختلف أعراض الخمول بعد نوم الليل وبعد القيلولة؟
لا يقتصر خمول النوم على القيلولة، بل قد يحدث أيضًا عند الاستيقاظ من نوم الليل، ولكن بدرجة أقل منه في القيلولة، بسبب إكمال دورات النوم أثناء الليل، وإيقاع الساعة البيولوجية للجسم المرتبط بالنوم ليلًا والذي يربكه نوم الظهيرة.
لذا يزول الخموال الصباحي في غضون 15-30 دقيقة، بينما يستمر خمول النوم بعد القيلولة لفترة أطول.
دورة النوم
تستغرق دورات النوم عادةً حوالي 90 دقيقة، وتشمل 3 مراحل نوم بالإضافة إلى نوم حركة العين السريعة .
يمر الناس عادةً بثلاث أو أربع دورات نوم كل ليلة، ولكن عندما يستيقظ الشخص دون إكمال دورة كاملة، فقد يعاني من التعب.
يشير أطباء النوم إلى أن معظم حالات خمول النوم خفيفة وتزول من تلقاء نفسها بعد حوالي 20 دقيقة، لكن الحالات الشديدة قد تشمل "أعراضًا مُنهكة تستمر من أربع إلى ست ساعات، مصحوبة أحيانًا بأعراض تشبه القيء أو الذعر".
الأشخاص الأكثر عرضة للتعب بعد القيلولة
يعتبرالأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم أو الأرق أو الحرمان من النوم هم أكثر عرضة للمعاناة من أعراض شديدة من خمول النوم.
مشاكل الجهاز الهضمي
تعدّ مشاكل المعدة عمومًا، وخاصة ارتجاع المريء، والذي يعني ارتجاع حمض المعدة إلى المرئ، سببًا شائعًا للغثيان والدوار وألم الصدر بعد القيلولة، خاصة عند النوم بعد تناول الغداء مباشرة.
نوعية طعام الغداء
يلعب النظام الغذائي دورًا في الشعور بالتعب بعد القيلولة، فالأطعمة الدهنية والمقلية والكريمية ومنتجات الألبان والأطعمة الغنية بالألياف، قد يصعب هضمها وتبقى في المعدة لفترة أطول، مسببة أعراضًا أكثر.
أسباب أخرى
الجفاف وانخفاض سكر الدم قد يُسببان أيضًا شعورًا بالتعب عند الاستيقاظ، بالإضافة إلى انقطاع النفس النومي، وهي حالة يتوقف فيها التنفس ثم يبدأ فجأة أثناء النوم، مما يُسبب أعراضًا مثل الصداع والتهاب الحلق وحتى القلق، حيث تؤدي اضطرابات التنفس إلى انخفاض مستويات الأكسجين، مما قد يُسبب الصداع والدوار والغثيان.
نم 20 أو 90 دقيقة بعد الظهر
يشير أطباء النوم إلى أن القيلولة القصيرة لمدة 20 دقيقة أو أقل كافية لأخذ قسط من الراحة دون الشعور بالتعب بعد الاستيقاظ، أما إذا زاد نوم الظهيرة عن هذه المدة فإن الجسم يدخل في مرحلة النوم العميق، والتي غالبًا سيشعر الجسم بعدها بالإرهاق.
إذا لم تكن مدة 20 دقيقة كافية لراحة جسمك بعد تعب يوم كامل، من الأفضل إكمال دورة نوم كاملة لمدة 90 دقيقة والاستيقاظ بعدها.
قيلولة مثالية لجهازك الهضمي
إذا كنت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، فاحرص على ألا تتجاوز القيلولة نصف ساعة، لأن الجهاز الهضمي يعمل ببطء بعد 20 دقيقة من النوم، مما يعني بقاء الطعام في المعدة لفترة أطول، وبالتالي الشعور بالتعب، بالإضافة إلى أن تقليل وقت النوم لن يسمح لحمض المعدة بالارتجاع إلى المرئ.
انتظر أيضًا حتى هضم الطعام قبل أخذ القيلولة، يُفضل من ثلاث إلى أربع ساعات، أو تجنب الأطعمة الحارة والحامضة والدهنية قبل القيلولة.
عند النوم، ادعم نفسك بوسائد أو مراتب مرنة، تتغير حسب حاجتك، مع إبقاء الرأس والصدر مرتفعين لمنع حدوث أعراض الارتجاع، كما يمكنك اللجوء لتناول مضادات الحموضة قبل النوم، بعد استشارة الطبيب.
كيف يمكنك منع وعلاج الغثيان بعد القيلولة؟
لمنع وعلاج الغثيان بعد القيلولة، ينصح بتقصير فترات القيلولة، أو تجنبها تمامًا، وذلك بالحصول على قسط كافٍ من النوم أثناء الليل، من خلال اتباع روتين للنوم يتضمن الاسترخاء أو قراءة كتاب أو ممارسة التأمل، مع تقليل التعرض للضوء الأزرق قبل ساعة أو ساعتين من موعد النوم الفعلي.
القيلولة المبكرة تمنع الأرق
احرص على أخذ قيلولة، في وقت مبكر من اليوم، لكي تضمن عدم مواجهة صعوبات في النوم ليلًا، فالنوم لفترة طويلة جدًا أو متأخرة جدًا خلال اليوم قد يُقلل من رغبتك في النوم ليلًا.
تذكر لا شئ يعادل قيلولة جيدة، تشعر بعدها بالانتعاش والنشاط والراحة وتستيقظ لتمارس مهامك بحماس وحيوية، لذا فالأمر يستحق أن تبذل جهدًا في الحصول على غفوة صحية ومثالية قدر الإمكان.