يعد داء السكري من النوع الثاني، واحدا من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا على مستوى العالم، إذ تحدث الإصابة به عندما يعجز الجسم عن استخدام الإنسولين بشكل صحيح؛ مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم، ولكن المشكلة أن ارتفاع الإنسولين لا يسبب أعراضًا يمكن ملاحظتها فورًا، وهو ما يجعل اكتشافه صعبًا في البداية، مع ذلك، يرسل الجسم أحيانًا إشارات مبكرة يمكن ملاحظتها، من أهمها علامات تظهر على الجلد، قد تكون تحذيرًا بأن النظام الغذائي غني جدًا بالسكر.
- كيف يكشف الجلد عن خطر السكري؟
أشار تقرير لصحيفة "إندبندنت"، إلى وجود حالة جلدية تعرف باسم "الشواك الأسود"، وهي إحدى العلامات التي قد تدل على ارتفاع مستويات الإنسولين في الجسم، وتظهر هذه الحالة على هيئة بقع داكنة وسميكة وملمسها مخملي، وغالبًا ما تظهر في مناطق معينة مثل خلف الرقبة، تحت الإبطين، بين الفخذين، وتحت الثديين.
وبحسب التقرير، على الرغم من أن هذه الحالة قد ترتبط بعوامل أخرى مثل الوراثة أو في حالات نادرة بأورام سرطانية، فإن السبب الأكثر شيوعًا هو زيادة الإنسولين الناتجة عن تناول كميات كبيرة من السكر.
- كيف يتسبب ارتفاع السكر في تغير لون الجلد؟
وأوضح الخبراء، أنه عندما يتناول الشخص كميات مفرطة من السكر، ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم، فيفرز الجسم المزيد من الإنسولين لمحاولة خفض هذه المستويات.
ومع مرور الوقت، تؤدي هذه الزيادة المستمرة في الإنسولين إلى تحفيز خلايا معينة في الجلد، مثل خلايا الميلانين المسئولة عن لونه، وخلايا الكيراتين التي تؤثر على سمكه، وتتسبب هذه العملية في جعل الجلد أكثر سماكة ويتحول لونه إلى البني أو الأسود، ويكتسب ملمسًا مخمليًا مميزًا، وهو ما يظهر على شكل بقع داكنة واضحة.
- عبء صحي ضخم
وأشار التقرير، إلى أن مرض السكري من النوع الثاني يمثل عبئا صحيا ضخما.
فبحسب تقرير الإحصاءات الوطنية للسكري في الولايات المتحدة لعام 2024، فإن 38.4 مليون شخص من جميع الأعمار في الولايات المتحدة مصابون بالسكري، و90 إلى 95 في المئة منهم يعانون من النوع الثاني.
والأخطر من ذلك، أن هناك نحو 8.7 مليون شخص بالغ تنطبق عليهم معايير الإصابة بالسكري، لكنهم إما لا يعرفون بإصابتهم أو لم يصرحوا بها، وهو ما يزيد من احتمالات تطور المرض دون تدخل مبكر.
- الوقاية ممكنة في مرحلة ما قبل السكري
وأكد الأطباء، أن الوقاية ممكنة في مرحلة ما قبل السكري، فاتباع نمط حياة صحي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، مثل زيادة النشاط البدني المنتظم، والحد من تناول السكريات والأطعمة المصنعة، والاهتمام بإدارة التوتر، إضافة إلى الحفاظ على وزن صحي.
وأشار الأطباء، إلى أن هذه التغييرات تساعد الجسم على استعادة توازنه وتقليل مقاومة الإنسولين، ما يقلل من خطر تطور المرض إلى مرحلة السكري من النوع الثاني.
- هل من الممكن علاج السكري من النوع الثاني؟
في هذا السياق، وأوضح التقرير، أنه من الأنسب استخدام مصطلح "الهدأة" بدلًا من الشفاء التام عند الحديث عن النوع الثاني من السكري، ويعني ذلك أن مستويات السكر في الدم تعود إلى المعدل الطبيعي وتستقر هناك لمدة لا تقل عن 3 أشهر دون استخدام أدوية خافضة للسكر.
وتابع التقرير: "لكن هذا لا يعني أن المرض قد اختفى نهائيًا، فمستويات السكر قد ترتفع مرة أخرى إذا لم يتم الالتزام بنمط حياة صحي، ولهذا تبقى المتابعة الطبية المنتظمة والفحوص الدورية أمرًا أساسيًا لضمان استقرار الحالة ومنع المضاعفات".