أخلت الشرطة الألمانية، الاثنين، خيام لمعتصمين مؤيدين لفلسطين، بعد تنظيمهم احتجاجًا بجوار مبنى المستشارية في العاصمة برلين.
وجاء في بيان صادر عن شرطة برلين أن الاعتصام، الذي استمر لفترة طويلة، تسبب في "تلوث ضوضائي" خلال الأيام الأخيرة، كما أثّر على مبنى المستشارية ونصب قريب في المنطقة، وهو ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بفرض قيود على مكان الاعتصام.
وأوضح البيان أنه تم اقتراح موقعين بديلين للمتظاهرين لمواصلة احتجاجهم بشكل قانوني، لكن الشرطة طلبت من المعتصمين فورًا تفكيك الخيام وجمع أغراضهم.
وخلال حديثه مع المتظاهرين، حذّر أحد عناصر الشرطة من أن تجاهل الأوامر سيؤدي إلى تدخل مباشر من قبل قوات الامن لإزالة الخيام.
وتزامنًا مع بدء عملية الإخلاء، فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا واسع النطاق حول منطقة الاعتصام، وأرسلت تعزيزات كبيرة إلى الموقع، كما تم تجهيز شاحنة لجمع الأغراض، وآلية لنقل الموقوفين.
واستخدمت الشرطة الكلاب لإبعاد الأشخاص الذين حاولوا دخول موقع الاعتصام، فيما بدأ المعتصمون بتفكيك الخيام وجمع الأغراض تحت إشراف الشرطة.
يتم تقييد حقنا في التجمع والاحتجاج
وقالت إحدى المشاركات وتُدعى "يارا" في تصريح للأناضول، إن الشرطة أبلغت المعتصمين بقرار الإخلاء في وقت لم يكن فيه سوى عدد قليل من الأشخاص بالموقع.
وأضافت: "تم إرسال عربتي شرطة لكل مشارك تقريبًا، لقد حُوصرنا بالكامل، ورغم أن الاعتصام قانوني ومسجّل، إلا أن السلطات تمنع الناس من الانضمام إلينا، وهذا انتهاك واضح لحقنا في التجمع والاحتجاج".
وأشارت يارا إلى أن السبب الرسمي للإخلاء كان "إزعاج المستشارية"، قائلة: "هذا هو جوهر الاحتجاج أصلًا. وفق القانون الألماني، يُفترض أن يكون الاحتجاج مزعجًا. لذلك فإن هذا التبرير غير مقبول".
وأضافت أن طرد المعتصمين من الموقع يمثل "اعتداءً على حرية التجمع والديمقراطية في ألمانيا"، مشيرة إلى أنهم يخططون لمواصلة الاعتصام في ساحة واشنطن القريبة من محطة برلين الرئيسية للقطارات.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 197 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.