خبراء: الطائرات الإسرائيلية استخدمت تقنيات التخفى ومسارات آمنة لتفادى الرادار القطرى - بوابة الشروق
الأحد 14 سبتمبر 2025 8:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

خبراء: الطائرات الإسرائيلية استخدمت تقنيات التخفى ومسارات آمنة لتفادى الرادار القطرى

تقرير: مصطفى المنشاوي
نشر في: الأحد 14 سبتمبر 2025 - 6:19 م | آخر تحديث: الأحد 14 سبتمبر 2025 - 6:19 م

الببلاوى: الضربة اعتمدت على تخطيط استخباراتى دقيق لتحقيق عنصر المفاجأة

الألفى: الهدف من الضربة ليس فقط إلحاق خسائر مادية بل النيل من الروح المعنوية فى الشرق الأوسط

 

وسعت إسرائيل، خلال الشهور الأخيرة، من نطاق عملياتها الجوية لتستبيح أجواء عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، من لبنان وسوريا إلى اليمن وإيران، وصولًا إلى قطر فى ضربة وُصفت بالمفاجئة.

هذا الاختراق طرح تساؤلات كبرى حول قدرة أنظمة الدفاع الجوى على كشف واعتراض الطائرات المعادية، وسط تباين تفسيرات خبراء عسكريين حول كيفية نجاح العملية الأخيرة فى الدوحة وأهدافها؛ حيث يؤكد البعض أن العملية اعتمدت على تقنيات متطورة تقلل من بصمة الطائرات على الرادار واستغلال ثغرات فى منظومات الدفاع الجوى، فيما يرى آخر أن الغاية تتجاوز البعد العسكرى لتطال الروح المعنوية وإحداث ارتباك سياسى وأمنى فى الشرق الأوسط.

وجاء الاستهداف الإسرائيلى رغم امتلاك قطر شبكة دفاع جوى متطورة متعددة الطبقات، تشمل نظام باتريوت PAC-3 الأمريكى القادر نظريًا على مواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المعادية، إلى جانب منظومة NASAMS-2 النرويجية، ومنظومة Rapier البريطانية، والمنظومة الفرنسية-الألمانية Roland.

وقال اللواء على الببلاوى، خبير الدفاع الجوى: إن الضربة الجوية الإسرائيلية التى استهدفت أهدافًا فى قطر اعتمدت على مزيج من تقنيات وتكتيكات قللت من قابلية الاكتشاف والاعتراض، ما مكّن المهاجم من تحقيق عنصر المفاجأة.

وأضاف الببلاوى لـ«الشروق»، أن العوامل الأساسية التى ساهمت فى نجاح العملية تشمل استخدام منصات ومقاتلات منخفضة الملاحظة، مثل طائرات الجيل الخامس التى تصعب رصدها على أنظمة الرادار التقليدية وتقلل زمن الكشف والتحذير، موضحا أنه تم إطلاق الطائرات من مدى بعيد أو عبر مسارات جوية آمنة تخفف الحاجة لاختراق المجال الجوى للدول المدافعة.

وأشار إلى احتمال استخدام هجمات إلكترونية وتضليل رادارى عن طريق تقنيات التشويش لتوليد إشارات خاطئة على شاشات القيادة، مما يشتت الانتباه ويحد من ردود الفعل، مضيفا أن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والتوقيت المحكم لعبا دورًا رئيسيًا فى نجاح الضربة، حيث تم تحديد المواقع، وأوقات التحرك، ونقاط ضعف التغطية، وتخطيط لوجستى متقن لتحويل هذه المعلومات إلى ضربة متزامنة وفعالة.

وعن القيود التشغيلية أو السيادية على نظام الدفاع، أكد خبير الدفاع الجوى أن فعالية أنظمة مثل باتريوت وناسامز ترتبط بتكامل الشبكات وقواعد الاشتباك والقرارات السياسية، وقد تستغل الضربة أى قيود تشغيلية أو لحظية تحد من نشاط الاعتراض.

وشدد خبير الدفاع الجوى على ضرورة انتظار نتائج التحقيقات العسكرية والاستخباراتية الرسمية قبل إصدار أحكام نهائية، محذرًا من الاستنتاجات المبكرة المبنية على تقارير متناقضة، موضحا أن الأدلة المتاحة تشير إلى أن النجاح اعتمد بالأساس على الجمع بين السرية، وتقليل البصمة الرادارية، وإطلاق ذخائر من مدى بعيد مع توقيت استخباراتى صارم.

وكشف أن الطائرات الإسرائيلية تجنبت دخول المجال الجوى للدول العربية المحيطة، وانطلقت من منطقة البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن المسار شمل التحليق فوق المياه الدولية أو المناطق الأقل حماية لتجنب الكشف والاعتراض، مستشهدا بضربة عام 1981 على مفاعل أوزيراك النووى العراقى، حيث استخدمت الطائرات ارتفاعًا منخفضًا ومسارات غير مباشرة لتجنب رصد الرادار.

وفيما يخص أنواع الطائرات المستخدمة، أشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلى نشر مزيجًا من طائرات إف-15 وإف-35 فى المهمة، وتشير تقارير إلى مشاركة ثمانى طائرات إف-15 وأربع طائرات إف-35 آى «أدير»، وهى نسخة معدلة من مقاتلة الشبح إف-35 تتميز بقدرات حرب إلكترونية محسنة ومدى أطول، مع تكامل مع أنظمة أسلحة محلية، ما يجعلها مثالية للضربات الدقيقة بعيدة المدى فى المجال الجوى المتنازع عليه.

وأوضح أن طائرات إف-15 قد وفرت أدوارًا داعمة مثل التزود بالوقود جوا أو تنفيذ ضربات ثانوية، فى حين استفادت طائرات إف-35 من قدراتها الشبحية لاختراق المجال الجوى المحمى دون أن تنكشف، متفوقة على أنظمة الدفاع القطرية المتقدمة، وهو ما أكدته قطر عندما أعلنت أن رادارها لم يرصد الطائرات الإسرائيلية، مما يبرز فعالية تقنية التخفى.

وعن استخدام الطائرات دون طيار، أكد اللواء الببلاوى عدم وجود دلائل صريحة على استخدامها فى هذه الضربة تحديدًا، رغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت مشاركة طائرات بدون طيار لأغراض الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، سواء قبل الضربة أو بعدها لتقييم الأضرار.

أما الأسلحة والتكتيكات، فأكد اللواء الببلاوى أن استخدام سلاح الجو الإسرائيلى ذخائر موجهة بدقة لتقليل الأضرار الجانبية، رغم إسقاط 10 قنابل دقيقة على مجمع سكنى فى الدوحة، اقتصرت الأضرار على خمسة مبانٍ فقط، فيما بقيت المبانى المحيطة سليمة إلى حد كبير، لافتا إلى أن العملية، التى أُطلق عليها اسم «قمة النار»، استغرقت أشهر من التخطيط واعتمدت على معلومات استخباراتية آنية لاستهداف قادة حماس خلال اجتماعهم.

وأكد أن اختيار مسار البحر الأحمر واستخدام طائرات التخفى يعكس استراتيجية إسرائيل لتجنب التصعيد الدبلوماسى والعسكرى مع الدول العربية المجاورة، وإظهار قدرتها على نشر قوتها فى عمق أراضى العدو.

واختتم اللواء الببلاوى قائلاً: «حتى صدور تقارير التحقيقات الرسمية، السيناريو الأكثر ترجيحًا هو توظيف تكتيكات متقدمة لتقليص قابلية الاكتشاف مع استغلال معلومات استخباراتية دقيقة، ولا يوجد دليل على خلل تقنى محدد، داعيا لمراجعة عاجلة لخطط التغطية الرادارية فى الشرق الأوسط، مع تعزيز منظومات التشارك الاستخباراتى، وتحديث قواعد الاشتباك لتمكين استجابة أسرع للتهديدات المتطورة».

من جانبه، قال اللواء محمد زكى الألفى، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن تفسير أسباب نجاح أى ضربة جوية أو اختبار لقدرات هجومية فى منطقة حساسة لا يرتبط بالتقنية فقط، بل بالأهداف الأوسع التى تتجاوز مجرد تحييد منظومة دفاعية.

وأضاف الألفى لـ«الشروق» أن الهدف الأساسى من هذه العمليات ليس إلحاق خسائر مادية بقدر ما هو النيل من الروح المعنوية فى الشرق الأوسط، وإرسال رسائل سياسية واستراتيجية، أو خلق ارتباك مؤقت فى المشهد الإقليمى.

وأشار إلى أنه عندما تستورد دولة السلاح بدلاً من تصنيعه، فمن المتوقع تعطيله فى وقت محدد لتحقيق هدف معين، مؤكدا أن الكثير من التحليلات تبقى اجتهادات ما لم تصدر بيانات رسمية أو تظهر أدلة واضحة على كيفية تنفيذ الهجوم، مضيفا أن إسرائيل لم تكشف حتى الآن عن تفاصيل الضربة، لأن ذلك قد يكشف عن نواياها، وأن الهدف فى النهاية يشمل دوافع متعددة وتأثيرات متداخلة عسكرية وسياسية.

وحذر الألفى من أن ردود الفعل المتسرعة أو التأويلات قد تؤدى إلى استنتاجات تخدم أجندات متباينة وتزيد من عدم الاستقرار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك